جاء تشكيل تكتل للدفاع عن حقوق الإنسان بمصر داخل الكونغرس الأمريكي ورفع الحصانة عن الببلاوي مؤخرا، ليطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل حقوق الإنسان بمصر، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من هذا الملف، ومدى جدية التعامل معه، وهل بدأ العد التنازلي لمواجهة تجاوزات السيسي ديكتاتور ترامب المفضل والذي توعده بايدن بأنه لن يمنحه شيكا على بياض؟
وخلال الأيام الماضية تشكل تكتل بالحزب الديمقراطي للدفاع عن حقوق الإنسان بمصر، فيما رفعت الحصانة عن حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري الأسبق، على خلفية انتهاكات في عهده، ومطالبات بمحاكمته بأمريكا عقب قيام الناشط المصري الأمريكي الجنسية محمد سلطان برفع دعوى قضائية ضده.
خطوة جيدة.. ولكن
من جانبها قالت المديرة التنفيذية للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات هبة حسن، إن تشكيل التكتل الجديد داخل الكونغرس للدفاع عن الوضع الحقوقي المصري المتردي، بالطبع يعتبر فرصة وخطوة ممتازة في سبيل الجهود والضغوط المبذولة لإيقاف الانتهاكات والتجاوزات من النظام المصري وتحسين أوضاع حقوق الإنسان بشكل كامل.
اقرأ أيضا: إدارة بايدن تعلق حصانة "الببلاوي" بقضية تعذيب محمد سلطان
ولكن حسن ربطت في حديثها لـ"عربي٢١" بين هذه الخطوة، وبين جهود منظمات حقوق الإنسان والسياسيين المصريين، خاصة من هم داخل مصر، "حيث يمكنهم نقل الواقع وتوثيقه بشكل دقيق، ليقدموا لهذا التكتل ما يدعم تحركاته، ويستطيع أن يثبت به الانتهاكات ويحدث قناعة لدى صانعي القرار في الكونغرس والإدارة الأمريكية الجديدة"، معتبرة أن سياسة الولايات المتحدة ودعمها السابق لسنوات لهذا النظام ساهم في بقائه، وأنهم يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية نحو الضحايا مما يستوجب عليهم تغييرا في السياسات ووقف الدعم عن هذا النظام فضلا عن محاسبته وفرض ضغوط وعقوبات عليه ليتوقف عما يفعل.
وختمت بالقول إن "هذه الخطوة لن تكون كافية، ما لم يستغل المصريون أنفسهم الفرصة لإثبات حقوقهم والوصول مع داعمي النظام للحد الأدنى، وهو رفع مساندتهم لهذا النظام ليقف منفردا أمام الشعب، الذي سيظل هو الجهة الأقدر على الحصول على حريته وحقوقه وتحديد مصيره".
اختبار إدارة بايدن
أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد الشريف، فيؤكد على وجود تغييرات دولية وإقليمية وإدارة أمريكية جديدة، مما يشير إلى وجود ملامح سياسة جديدة تتشكل في المنطقة والعالم، وبالتالي صار تشكيل جبهة للدفاع عن حقوق الإنسان في مصر، شيئا طبيعيا مع تغيير الإدارة الأمريكية ورحيل ترامب المساند لاستبداد السيسي ودكتاتوره المفضل.
وأضاف الشريف لـ "عربي٢١": أعتقد أن الأيام القادمة ستوضح مدى التزام الإدارة الأمريكية بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، خاصة أنه صار حتميا تغيير الإدارة الأمريكية لسياستها في المنطقة، مستغربا من عدم إقدام السيسي وإدارته على تخفيف قمعه ووقف انتهاكات حقوق الإنسان ضد المعتقلين ووقف حملات الانتقام ضد المعارضين، معتبرا ما يجري منه عدم إدراك ووعي للمتغيرات حوله وأنه سيضطر لذلك لاحقا.
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: لا أحد بأمان في مصر
وتابع: "أنا على يقين أن الأيام القادمة ستحمل الخير للأحرار في مصر وستكسر آلة القمع، لأن العالم يتغير من حولنا، وسيكون لهذا التغيير نتيجة على الأرض ولو تأخر بعض الشيء".
محاولة لإجهاض الثورة
أما خبير العلاقات الدولية سيد أبو الخير فيؤكد على أن هذه الإجراءات للضغط والاستنزاف وليست للتغيير، مبررا وجهة نظره بأن انقلاب السيسي "من صنع الحزب الديمقراطي وتم بالتنسيق الكامل بينهما، وأن قادة الانقلاب مرضي عنهم من اللوبي اليهودي". حسب قوله.
وأوضح في حديثه لـ"عربي٢١": أعتقد أنه لو تم تخفيف الضغط عن الشعب المصري، فإنها ستكون محاولة لإجهاض أي ثورة شعبية تطيح بنظام السيسي، خاصة وأن الغضب الشعبي ضد النظام بلغ مرحلة متقدمة.
مضيفا بالقول: "أعتقد أنه إذا حدث أي تحرك في هذا السياق، فإنه لحماية النظام وليس لتغييره، وسوف يتم تخفيف الضغط ببعض الإجراءات الظاهرية فقط، مثل الإفراج عن العلمانيين في السجون واليساريين، لكن العداء والقتل والسجون سوف تظل مفتوحة للإخوان والإسلاميين".
10 سنوات على ثورة يناير.. القسوة سلاح السيسي لمنع تكرارها
لماذا تراجع تصنيف الجيش المصري رغم صفقات السلاح الضخمة؟
ماذا يستفيد السيسي من قرار أمريكا ضد "ولاية سيناء" و"حسم"؟