قالت صحيفة
"الغارديان" إن إدارة الرئيس جوزيف بايدن ترغب بتهميش ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان في وقت تساءل فيه محللون عن أهداف السياسة الجديدة.
وأشارت الصحيفة
في تقرير ترجمته "عربي21" إلى قيام الولايات المتحدة بـ"تغيير
نهجها" في تحول عن سياسة دونالد ترامب. وقالت إنها ستحجم عن التواصل مع محمد
بن سلمان بخلاف إدارة ترامب التي منحت ولي العهد الشاب الاهتمام وكالت له المدائح.
ولفتت إلى أن الموقف
الأمريكي يأتي في وقت يحضر فيه المسؤولون الأمنيون للإفراج عن تقييم وكالة
الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) حول اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2018 ودور
ولي العهد السعودي.
ويتوقع نشر
التقييم الذي يكشف عن دور محمد بن سلمان في جريمة مقتل صحفي "واشنطن
بوست" بداية الأسبوع المقبل.
وقالت المتحدثة
باسم البيت الأبيض جين ساكي هذا الأسبوع إن بايدن سيحدد الاتصالات مع الملك سلمان
لا ولي العهد وذلك في إطار إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. ومع أن توصيف الإدارة
يبدو من الناحية الفنية صحيحا إلا أن ولي العهد البالغ من العمر 35 عاما يتولى
مسؤولية إدارة البلاد ويقيم علاقات مباشرة مع قادة الدول الأجنبية.
وتساءلت الصحيفة
ما إذا كانت التعليقات الأخيرة في واشنطن، تعتبر مجرد توبيخ رمزي أو أنها تعبر عن
تطور أكثر أهمية وتقترح أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على الملك سلمان لتغيير
ولي عهده واستبداله بآخر؟
وفي رد على سؤال
حول محاولة إدارة بايدن تغيير خط الخلافة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن
السعودية شريك مهم في "عدد من الأولويات" ويجب أن تعكس تلك الشراكة
"احتراما للقيم والمصالح التي تجلبها الولايات المتحدة لتلك الشراكة".
وأضاف: "يتوقع الشعب الأمريكي أن تعطي السياسة الأمريكية تجاه شراكتها الإستراتيجية
مع السعودية أولوية لحكم القانون واحترام حقوق الإنسان. وبناء عليه فستتعاون
الولايات المتحدة مع السعودية في المجالات التي تتلاقى فيها أولوياتنا ولن تتردد
بالدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية في أي وقت".
وقال المتحدث: "الرئيس بايدن قال أيضا إنه يريد الاستماع أولا حول كيفية تغيير السعودية
نهجها للتعامل مع الإدارة الجديدة. ونتطلع لتلك النقاشات كي تشكل علاقاتنا في
المستقبل".
ونقلت الصحيفة عن
المحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز بروس ريدل أن
بايدن يرسل رسالة واضحة إلى العائلة السعودية الحاكمة "أنه طالما بقي محمد بن
سلمان، وليا للعهد فستتم معاملة السعودية كدولة منبوذة".
اقرأ أيضا: السلطات السعودية تفرج عن لجين الهذلول ونوف عبد العزيز
وقال: "لا
أعرف ما تفكر به الإدارة ولكن النتيجة الأفضل للسعودية هي إزاحته ويمكنه التقاعد في
قصره بباريس".
ويرى محللون آخرون أن الإدارة كانت تحاول تخفيض أو تخفيف
علاقاتها مع السعودية. وبدا هذا واضحا من أول خطاب للرئيس بايدن عن السياسة
الخارجية عندما أعلن عن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن.
وفي الوقت ذاته
قال أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة "لا تزال ملتزمة بتقوية دفاعات
السعودية".
وقالت ميشيل دان،
مديرة برنامج الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي إن إدارة بايدن تحاول إرسال عدة رسائل في وقت واحد: "أنها لا تريد تواطؤ الولايات المتحدة في اليمن وتريد البحث عن
اتفاق مع إيران وتعتقد أن هناك حاجة مشروعة للسعودية كي تدافع عن حدودها.
وهناك
إشارة جديدة الآن وهي أن الإدارة لم تعد داعمة لمحمد بن سلمان، سواء كان هذا من خلال
استخدام التأثير على ترتيبات الخلافة، لا أعرف. ولكنهم ربما كانوا يحاولون إبعاد
أنفسهم قليلا".
وقالت الصحيفة إن
مظاهر قلق إدارة بايدن ذهبت أبعد مما ورد في تقييم المخابرات الأمريكية وهو أن
محمد بن سلمان متورط شخصيا في مقتل خاشقجي. وقالت: "كل العالم سيواجه مشكلة لو
تولى محمد بن سلمان العرش لأننا شاهدنا تهوره وقسوته".
ويبدو أن مدخل
إدارة بايدن للسعودية أثار قلقا لدى الدائرة المقربة من ولي العهد. ففي تعليق كتبه
علي الشهابي في مجلة "بوليتكو" قال فيه إن الملك سلمان لا زال يعمل
ولكنه عجوز. وهو "بمثابة رئيس مجلس إدارة ولا علاقة له بالعمل اليومي، وفي
النهاية يحتاجون للحديث مباشرة مع محمد بن سلمان".
وقال سيث بندر،
الذي يعمل في برنامج الديمقراطية للشرق الأوسط إنه لا يعتقد أن إدارة بايدن لم
تستهدف محمد بن سلمان بعينه، فلم يتحدث الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا يوم الأربعاء. وقال بندر: "ما يحاولون تقديمه
هو أن محمد بن سلمان يظل فردا وليس كل البلد خلافا لما يحاول ابن سلمان تصويره على
أنه كل السعودية، وفكرة كونه مصلحا يحاول نقل السعودية إلى العصر الجديد ليست
صحيحة".
وأضاف: "في
الوقت الذي ستعمل فيه الولايات المتحدة مع الدول المستبدة إلا أنها تحتاج للتفريق
بين الحكام والبلد نفسه، ويجب أن يقوم تواصلها مع السعودية بناء على هذا".
FP: على بايدن منح السعودية فرصة.. ومكافحة انتهاكاتها
وثائق تكشف خلافات الإمارات والسعودية بقضية خاشقجي
FP: السعودية تتعاقد مع شركات ضغط لاستعادة نفوذها بأمريكا