نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن ملابسات ومكان احتجاز الأميرة لطيفة ابنة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، التي دفعت مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى مطالبة الإمارات بإثبات أنها لا تزال على قيد الحياة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الفيديوهات الجديدة التي بثتها "قناة بي بي سي" البريطانية للأميرة لطيفة والتي تشير إلى أنها تعرضت للخطف من قبل والدها، سلطت الأضواء على الإمارات وأجبرت المملكة المتحدة على كسر صمتها بشأن هذه القضية المحرجة التي تهدد العلاقات مع الحليف الخليجي.
وذكرت الصحيفة أن الأميرة لطيفة البالغة من العمر 35 سنة، التي صورت الفيديو بينما كانت تختبئ في الحمام بهاتف محمول أرسله لها أصدقاؤها، محتجزة في قصر في دبي بالقرب من الشواطئ، وقد قالت: "أنا رهينة وهذه الفيلا تحولت إلى سجن".
ووصف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مقاطع الفيديو بأنها "مثيرة للقلق"، مشيرا إلى أن "الناس يودون أن يتأكدوا من أنها على قيد الحياة وبصحة جيدة".
ومن جانبه، عبر رئيس الوزراء بوريس جونسون عن قلقه، مؤكدا أنهم ينتظرون صدور قرار من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، التي أعلنت بالفعل أنها ستنظر في القضية.
وأوضحت الصحيفة أن أخبار لطيفة انقطعت منذ محاولتها الهروب من دبي على متن قارب في آذار/ مارس 2018، حيث أعيدت بالقوة بأوامر من والدها، وذلك وفقا لما أفادت به صديقتها تينا جوهيانين، وهي مواطنة فنلندية كانت تعلمها الكابويرا وساعدتها على الهروب.
وفي مقطع فيديو، قالت لطيفة إنها تعيش في ظل قيود عديدة وإنها وشقيقتها شمسة حاولتا الفرار في الماضي لكن قُبض عليهما، مشيرة إلى أن "الشيء الوحيد الذي يهتم به والدي هو سمعته. إنه قادر على القتل لحمايتها".
اقرأ أيضا : إندبندنت: مأساة الشيخة لطيفة كشفت محنة أميرات أخريات
وأكدت السلطات الإماراتية أن لطيفة تعاني من مرض عقلي وقد تعرضت للخداع من قبل مجرمين أرادوا استغلالها، لكنها بالفعل "آمنة" مع أسرتها.
وقالت الصحيفة: "لقد بذلوا قصارى جهدهم لجعل العالم ينسى لطيفة ونجحوا إلى حد كبير في ذلك". وخلال هذه السنوات الثلاث، وقع تصوير والدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم - حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات - في سباقات أسكوت للخيل مع الملكة إليزابيث الثانية وكأن شيئًا لم يحدث.
وأوردت الصحيفة أن مقاطع الفيديو التي سجلتها لطيفة من مكان احتجازها تظهر أن الأمير يكذب. وتضيف صديقتها جوهيانين: "للمرة الأولى أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية لتحرير لطيفة؛ لن تستسلم حتى تنجح، لو كنتُ مكانها، لن تتخلى عني".
وتتذكر جوهيانين "الصدمة" التي تعرضت لها، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، عندما نشرت الإمارات صورة لطيفة وهي في دبي رفقة الرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون.
وقد اعترفت روبنسون لقناة "بي بي سي" بأنه وقع خداعها، ذلك أن اللقاء نظمته صديقتها الأميرة هيا، زوجة أمير دبي آنذاك، التي أخبرتها بأن الأميرة لطيفة تعاني من الاضطراب ثنائي القطب.
وفي ذلك الوقت، لم تجرؤ روبنسون على طرح أي سؤال عليها حتى لا "تسبب لها صدمة". ولم تعرف لطيفة أيضًا من هي روبنسون ولم تطلب منها المساعدة.
في نهاية 2019، تمكن أصدقاء لطيفة من إعطائها هاتفا محمولا في عملية شارك فيها العديد من "الأشخاص الشجعان"، على حد تعبير ديفيد هاي، المحامي البريطاني الذي سُجن في سنة 2013 في دبي، والذي يدير حملة "الحرية للطيفة" جنبا إلى جنب مع جوهيانين.
لقد تواصلوا سرًا لمدة عامين تقريبًا، لكنها توقفت عن الرد منذ ستة أشهر. إنهم يخشون أن يكون أمرها قد اكتشف ما يجعلها في خطر، لذلك قرروا نشر مقاطع الفيديو التي أرسلتها لهم.
ويقول المحامي: "أردنا إيقاظ العالم، وإجبار قادته الذين ظلوا صامتين طيلة هذا الوقت، على كسر حاجز الصمت. ويبدو أننا نجحنا".
ذكرت الصحيفة أن قضية لطيفة وصلت إلى المحاكم البريطانية خلال السنة الماضية، بشكل غير مباشر، في أعقاب قضية الطلاق، التي لقيت تغطية إعلامية واسعة، التي رفعتها الأميرة هيا، التي هربت إلى لندن مع طفليها، ضد زوجها الأمير محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي المحكمة، استشهدت هيا بحادثة اختطاف بنات زوجها لطيفة وشمسة لتكون دليلًا على الخطر الذي كان يهددها، بينما اعتبر قاضي المحكمة عمليات الخطف مثبتة.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة في "هيومن رايتس ووتش" روثنا بيغم أن "العديد من الأدلة تظهر أن لطيفة محتجزة رغما عنها.
وحقيقة أنها مسجونة في قصر يجعل البعض يعتقدون أن هذه العملية ليست اعتقالًا تعسفيًا، لكنها في الواقع كذلك".
وتضيف بيغم: "لا تطلبوا من الإمارات إثبات أن لطيفة على قيد الحياة. ما يجب المطالبة به هو إطلاق سراحها وهذا يشمل تمكينها من مغادرة البلاد".
هل يكسر التنافس الاقتصادي تحالف الرياض مع أبو ظبي؟
قصة بنت حاكم دبي تلقي بظلالها على علاقته بملكة بريطانيا
إندبندنت: الدوحة قد تتفوق على دبي بعد حظر الرحلات البريطانية