قال خبير عسكري إسرائيلي إن "تكرار انفجارات الناقلات الإيرانية في الخليج العربي باتت ظاهرة لافتة، لأن إسرائيل اكتشفت أنها محور التهريب وغسيل الأموال بمئات ملايين الدولارات التي تمر عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان، وهكذا تجري "حرب النفط".
وأضاف رون بن يشاي وثيق
الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته
"عربي21" أن "الإيرانيين يدركون أن هذا الطريق مرئي لأجهزة
المخابرات الغربية، بما في ذلك إسرائيل، لذلك فقد حاولوا في 2019 إرسال السفن على طريق
طويل لتجنب الإبحار في البحر الأحمر، وعبر قناة السويس إلى البحر المتوسط،
متجاوزين القارة الأفريقية بأكملها، حيث تدخل مضيق جبل طارق ثم تبحر باتجاه سوريا".
وأوضح أن "الأضرار
الإسرائيلية بالسفن الإيرانية التي تهرب النفط إلى سوريا مرتبطة بالرغبة المشتركة
لجميع الدول الغربية بوقف تمويل حزب الله، ولذلك فإنه إذا أصابت إسرائيل بالفعل
هذه الناقلات، فمن المحتمل أن ذراع البحر والوحدات الخاصة، فوق وتحت سطح الماء،
عملت لوقت إضافي، لكنها لم تغرق أي سفينة إيرانية، أو تشتعل فيها النيران".
وأشار إلى أن
"الإيرانيين لم يقولوا شيئًا، ولم يعترفوا بأن سفينتهم قد أصيبت، فيما لم
تنشر إسرائيل ولا الأمريكيون أي شيء، وكأن الصمت خيم على كل الأطراف: "لم يرَ
أحد، لم يسمع أحد"، ورغم أن الحديث يدور عن سرب الكوماندوز الإسرائيلي 13،
الذي ينفذ هذه العمليات، فإن لدى إسرائيل طرقًا قليلة ومتنوعة ومبتكرة للإضرار
بتهريب النفط الإيراني إلى سوريا دون إحداث ضجيج أو اضطراب".
وأكد أنه "يمكن
الافتراض أن قطع التمويل عن حزب الله، وخاصة في ما يتعلق بدقة صواريخه جزء من أهداف
استراتيجية "المعركة بين الحروب"، أصبح بعضها معروف للإعلام، والبعض
الآخر ما زال سرياً، ومن المعروف أيضًا أن عدد عمليات "MBM" في 2020 ارتفع بشكل
حاد، وأن الذراع البحرية كانت عنصرًا مهمًا فيها، وربما من الناحية الكمية عملت
البحرية أقل من القوات الجوية، لكن مساهمتها المادية لم تكن أقل أهمية".
وأضاف أن "قيمة أي
سفينة إيرانية تستهدفها القوات الإسرائيلية تحمل مئات الآلاف من براميل النفط تبلغ
عشرات ملايين الدولارات، ولذلك فإن تأخير مثل هذه السفينة لأيام أو أسابيع أو حتى
أشهر هو ضربة قاسية لحزب الله، خاصة في الفترة الحالية، حيث ينهار النظام المصرفي
اللبناني، واقتصاد البلاد بشكل عام، فيما يحتاج الحزب اليوم لكل سنت يتلقاه من
الإيرانيين عبر الأسد".
وأشار إلى أن "أي
سفينة من هذا القبيل لا تصل إلى وجهتها في الوقت المحدد، أو لا تصل إطلاقاً، تشكل
ضرراً كبيراً للنظام السوري والتنظيم اللبناني تحت قيادة رعاته الإيرانيين،
والسؤال الذي يطرح نفسه بطبيعة الحال هو عن ما إذا كان تلوث القطران الصلب على شواطئ
إسرائيل، الذي ربما نشأ من سفينة تهريب النفط الإيرانية لسوريا، عمل انتقامي
إيراني على الأضرار التي لحقت بسفنها من الهجمات الإسرائيلية".
وقدر أنه "وفق كل
المؤشرات، فقد انسكب النفط الذي وصل إلى شواطئ إسرائيل في البحر نتيجة عطل، ويبدو أن
المهرب الإيراني حاول نقله إلى سفينة سورية يمكنها الدخول بشكل شرعي إلى ميناء طرطوس
أو اللاذقية، ومن الصعب الافتراض أن بقعة النفط كانت عملاً انتقاميًا إيرانيًا،
لكن ربما كان الضرر الذي لحق بالسفينة التي ترفع علم جزر الباهاما وتخص رجل الأعمال
الإسرائيلي رامي أونغر، جزءا من القصة".
وختم بالقول إنه
"يمكن القول إن هناك الآن حربا نفطية في المنطقة من جميع الجهات، وقبل أيام
قصفت بوارج حربية تابعة للنظام السوري وروسيا منشآت لتكرير النفط تديرها فصائل
معارضة سورية تنشط برعاية تركية في شمال سوريا في محيط حلب".
اقرأ أيضا: صحيفة: "إسرائيل" استهدفت سفنا إيرانية اتجهت لسوريا منذ 2019
قلق إسرائيلي من سياسة واشنطن "التصالحية" مع إيران
موقع عبري: هجوم السفينة رد إيراني على عملية سرية إسرائيلية
مسؤول سابق بالموساد يتهم إيران بالوقوف وراء التلوث النفطي