حذرت وزارة الصحة
الفلسطينية بغزة، من الخطورة البالغة المترتبة على الموجة الجديدة سريعة الانتشار
لفيروس كورونا التي تضرب القطاع المحاصر منذ 15 عاما.
تفش سريع للوباء
وفي ظل شح الإمكانيات
الطبية وتصاعد تداعيات الحصار الإسرائيلي، شهدت الأيام الماضية تصاعدا في منحنى
تفشي كورونا في صفوف المواطنين في القطاع، وأعلنت وزارة الصحة في التقرير اليومي
الذي وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، عن تسجيل 514 إصابة جديدة بكورونا الثلاثاء،
بعد إجراء 2689 فحصا مخبريا خلال الـ24 ساعة الماضية، بنسبة إصابة وصلت إلى 19 في
المئة.
وبينت الوزارة أن
إجمالي العدد التراكمي للإصابات في القطاع وصل إلى 59,780 حالة، بينها 3,443 حالة
نشطة، مع تعافي 55,748 حالة، وارتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب كورونا في القطاع إلى
589 حالة وفاة، منوهة إلى أن إجمالي ما وصل إلى القطاع من جرعات التطعيمات بلغ 72,000 جرعة،
وإجمالي من تلقوا اللقاح بلغ 12,886 شخصا.
وحول واقع تفشي الوباء
في قطاع غزة، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة، أن
"قطاع غزة يمر خلال الأيام الأخيرة بوتيرة متسارعة من تزايد الإصابات بفيروس
كورونا "كوفيد-19" ، ولا سيما الحالات التي تحتاج إلى رعاية سريرية في
مستشفيات وأقسام العزل بالقطاع".
وأضاف في تصريح خاص
لـ"عربي21": "هذا الوضع يضع القطاع أمام خطورة بالغة من الموجة
الجديدة سريعة الانتشار"، منوها إلى أن "المؤشرات حتى اللحظة توضح أن
الحالة الوبائية تزداد بنفس الوتيرة التي ارتفعت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي،
والتي سبقت ذروة انتشار الوباء في الموجة الأولى، ما ينذر بأننا قادمون على ذروة
جديدة من هذا الوباء في حال لم يكن هناك تدارك للأمر من كافة المستويات".
ونبه القدرة، إلى
أهمية "تضافر الجهود من المؤسسات والقطاعات المختلفة والمواطنين، إضافة إلى
إجراءات مشددة من أجل الحفاظ على المجتمع وخاصة كبار السن"، موضحا أنه
"برز من خلال الإحصائيات مؤشر زيادة الإصابات لدى كبار السن، وهذا الأمر ينذر
بخطورة بالغة على حياتهم".
ولفت إلى أن
"الإجراءات المتخذة والتي نحتاجها للحد من انتشار الوباء في الوقت الحالي في
القطاع، تأتي في إطار إنقاذ الأرواح وكسر حدة الانتشار".
وعن استعدادات الوزارة
لمواجهة الموجة الجديدة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة: "حتى هذه اللحظة ما زالت الوزارة قادرة على التعامل مع حجم الإصابات اليومي".
حالات خطيرة وحرجة
وأشار إلى "وجود
141 حالة في مراكز ومستشفيات العزل الصحي، منها 74 حالة ما بين خطيرة وحرجة"،
منوها إلى أن "وزارة الصحة أبقت على جهوزيتها خلال الفترة الماضية للتعامل مع
التطورات المحتملة لهذا الوباء".
اضافة اعلان كورونا
ونوه القدرة إلى أن الموجة
الجديدة من تفشي كورونا في القطاع، دخلت القطاع قبل نحو 3 أو 4 أيام وهي مستمرة،
مشددا على وجوب "الالتزام من قبل الجميع بإجراءات الوقاية والسلامة،
والاهتمام بكبار السن وتوجيههم نحو تلقي اللقاح، لأن الوزارة أفسحت المجال لمن
أعمارهم تزيد على الـ60 عاما لتلقي اللقاح ضد فيروس كورونا، ما يمنحهم الحماية لهم
وللمجتمع".
وحذر من
"التداعيات الخطيرة للحصار الإسرائيلي الجاثم على القطاع منذ 15 عاما على
التوالي، على مجمل الخدمات الصحية والإنسانية في القطاع"، مؤكدا وجود
"نقص حاد بنسبة 45 في المئة من الأدوية و32 في المئة من المستهلكات الطبية،
إضافة إلى نقص بنسبة 56 في المئة من لوازم المختبرات وبنوك الدم".
وذكر
لـ"عربي21"، أن "وزارة الصحة خلال هذه المواجهة الخطيرة لتفشي
الوباء، قامت باستثمار ما يتوفر لديها من إمكانيات، وتواصلت مع العديد من
المؤسسات؛ وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لتعزيز قدراتها في مواجهة هذا
الوباء".
وتابع المتحدث:
"رغم شح الموارد، تمكنت الوزارة من تخصيص مستشفى "غزة الأوروبي"
و"الصداقة" التركي وأقسام داخل بعض المستشفيات، مجهزة للتعامل مع مرضى
"كوفيد-19"، وتم توفير 500 سرير منها؛ 250 للعناية المركزة، وهي مخصصة
للحالات الخطيرة والحرجة، كما تم تعزيز قدرات الوزارة في إنتاج الأوكسجين، وصقل
مهارات الكوادر الطبية للتعامل مع متطلبات جائحة كورونا مع الحالات
المختلفة".
وتتلخص الإجراءات
الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة بغزة للحد من تفشي الوباء، بفرض الإغلاق الليلي
عند الساعة الـ9:00 مساء ومنع إقامة بيوت العزاء وحفلات الأفراح في الشوارع اعتبارا
من يوم السبت المقبل، إضافة إلى اقتصار عدد الحضور في صالات الأفراح على 100 شخص
فقط، ومنع التجمعات في الأماكن العامة والمتنزهات، وتكثيف المتابعة الميدانية من
قبل الشرطة ومباحث كورونا لكافة المنشآت، وزيادة الإجراءات في ضبط الأسواق
الشعبية، وتحقيق التباعد، واتخاذ كافة إجراءات السلامة.
العالم بحاجة إلى 5 سنوات لتطعيم 75% من سكان الأرض
دراسات جديدة: السلالة البرازيلية لكورونا تعدي المتعافين
تعرف إلى أعلى الدول العربية إصابة ووفيات بكورونا