يبدو أن المساعي الروسية الهادفة إلى افتتاح معابر بين مناطق سيطرة حليفها الأسد والمعارضة السورية قد انتهت إلى الفشل، بفعل عدم تجاوب تركيا، ورفضها لذلك.
وما يدلل على ذلك، إعلان نائب رئيس "المركز الروسي للمصالحة" في سوريا، ألكسندر كاربوف، الثلاثاء، إغلاق المعابر "الإنسانية" الثلاثة في محافظتي إدلب وحلب.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن كاربوف زعمه أن المعابر سيتم تعليق العمل بها، بسبب قصف المسلحين لها.
يأتي ذلك، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي، عن توصلها لاتفاق مع الجانب التركي على افتتاح ثلاثة معابر في إدلب وريف حلب، وهو ما نفته مصادر تركية رسمية.
وتثار تساؤلات حول سبب رفض تركيا لافتتاح المعابر، وعن التبعات التي تحاول أنقرة تفاديها؟
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو: "ظاهريا هي ممرات إنسانية، وفعليا هي ممرات لمجموعات وعناصر ولمليشيات مسلحة تخطط لتنفيذ عمليات داخل الأراضي التركية، وتريد التسلل من خلال هذه المعابر الجديدة".
وأضاف لـ"عربي21": "الأمن القومي التركي يحمل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة التركية والحدود التركية السورية ما تزال مناطق غير مستقرة وغير آمنة، والدعم الدولي للمجموعات الانفصالية المسلحة ما زال مستمرا".
ويتفق المحلل السياسي التركي، باكير أتاجان، مع قراءة كاتب أوغلو، من حيث تفسيره للموقف التركي في إطار الحسابات مرتبطة بالشأن الأمني التركي.
اقرأ أيضا: نفي تركي لاتفاق مع روسيا لإعادة فتح 3 معابر شمال سوريا
وأوضح لـ"عربي21"، أن الشمال السوري يعاني من أوضاع غير مستقرة؛ بسبب استهداف المنطقة بالمفخخات والعمليات الإرهابية، ومن شأن فتح المعابر أن يؤدي إلى زيادة وتيرة هذه التفجيرات.
وقال أتاجان، إن مناطق الشمال السوري تعاني من عدم الاستقرار؛ نتيجة التحديات الأمنية والتهديدات من مناطق سيطرة النظام والتنظيمات الانفصالية الكردية، وافتتاح المعابر مع النظام سيزيد من هذه التحديات.
وكانت أنباء متداولة قد أشارت إلى عدم موافقة الولايات المتحدة على افتتاح المعابر، وبهذا الخصوص نفى المحلل السياسي التركي وجود نقاط التقاء بين بلاده والولايات المتحدة في الملف السوري، وقال: "الخلافات الجذرية بين أنقرة وواشنطن في الملف السوري أكبر بكثير من التفاهمات".
بدوره، أشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، درويش خليفة، إلى ردود الفعل الغاضبة التي ظهرت في الشمال السوري بعد إعلان روسيا عن افتتاح المعابر بالاتفاق مع تركيا للوهلة الأولى.
ويرى خلال حديثه لـ"عربي21"، أن تركيا فضلت تجنب إثارة غضب الأهالي بالشمال السوري، مقابل افتتاح المعابر التي لن تخدم مصالح أنقرة الاقتصادية أيضا، وتابع بأن "الخلل في العلاقة بين تركيا والحاضنة الشعبية في الشمال السوري لا يخدم مصلحة أنقرة".
وبحسب خليفة، فإن افتتاح المعابر مع النظام والبدء بالتبادل التجاري بين الشمال الخاضع للنفوذ التركي والنظام يعني تطبيعا غير مباشر بين أنقرة والنظام.
كذلك، أشار الكاتب الصحفي إلى الحسابات التركية المتعلقة بقانون "قيصر"، وقال: "إن العلاقة بين واشنطن وأنقرة ليست في أفضل حالاتها، وبالتالي لن تقدم أنقرة على تأزيم هذه العلاقة أكثر من خلال خرق قانون قيصر والعقوبات المفروضة على النظام".
أكار: روسيا ستتخذ إجراءات لوقف خروقات النظام لاتفاق إدلب
تشاووش أوغلو يلتقي لافروف بالدوحة.. واجتماع ثلاثي الخميس
ماذا وراء دعوة واشنطن لأنقرة للعب دور في الأزمة الأفغانية؟