صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي يتحدث عن أهداف مهاجمة السفينة الإيرانية

ذكر التقدير الإسرائيلي أن الهجوم يتضمن أهداف عدة منها ردع الإيرانيين- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "استهداف سفينة الاستخبارات الإيرانية "سافيز" العائمة قبالة اليمن، يشير لتصعيد جديد في الحرب البحرية بين إسرائيل وإيران، وطريقة إسرائيلية لتذكير الأمريكيين بما يعرف بدبلوماسية حركية سرية الهادفة لردع إيران، طالما أنه لا تأثير لإسرائيل على واشنطن فيما يجري من محادثات نووية، كما تُظهر قدرات متنامية للبحرية الإسرائيلية، لكن حادثا واحدا قد يؤدي لمواجهة مفتوحة بينهما".


وأضاف رون بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى معظم الحروب العربية الإسرائيلية، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "هناك ارتباطا وثيقا بين محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، والعقوبات الأمريكية، والأضرار التي لحقت بالسفينة الإيرانية "سابيز" في البحر الأحمر في هجوم منسوب لإسرائيل".


وأكد أن "هذا الارتباط ينبع من حقيقة أن الإيرانيين والإسرائيليين يحاولون إرسال إشارة لإدارة الرئيس جو بايدن في واشنطن بأن الشرق الأوسط، خاصة المواجهة مع إيران، يجب أن ترتقي إلى أولوية أعلى وأكثر أهمية في سياسته الخارجية، وإلا فإن الوضع قد يتصاعد إلى حرب".


وأوضح أن "التفاصيل الميدانية، خاصة في الخليج العربي والبحرين الأحمر والمتوسط، باتت مثيرة للاهتمام، ومهمة بنفس القدر، فالباخرة الإيرانية التي تعرضت للقصف هي قاعدة بحرية عائمة للحرس الثوري الإيراني قبالة سواحل اليمن وجيبوتي، وتعمل في البحر الأحمر بالتنسيق مع الجهات الدولية، وهب عامل دعم لوجستي بحري لإيران، بما يخدم مصالحها".


وأشار إلى أن "هذه السفينة توفر من خلال القوارب السريعة على متنها، ويبحر بها أفراد الحرس الثوري، الحماية لناقلات النفط الإيرانية، أو سفن أسلحتها المبحرة عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر لتهريب حمولتها إلى سوريا ولبنان، ويعلم الإيرانيون أن الأمريكيين وإسرائيل موجودون في المنطقة، ولذلك يؤمنون سفنهم باستخدام السفن السريعة".

 

اقرأ أيضا: هذه رسالة الهجوم الإسرائيلي على سفينة إيران بالبحر الأحمر


وأكد أن هذه "السفينة الإيرانية تجمع معلومات استخبارية عن السفن السعودية التي تفرض الحظر البحري على الحوثيين في اليمن، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، والسفينة لا تبحر من ميناء إلى ميناء، بل ترسو عادة قبالة الساحل اليمني على بعد 1600 كم جنوب إسرائيل، وتقدم خدمات متنوعة للحوثيين في اليمن، وتهدف لتهريب النفط، ونقل الأسلحة إلى أذرع إيران في المنطقة".


وأشار إلى أن "الافتراض السائد الذي ينسب مهاجمة سفينة الحرس الثوري لإسرائيل يحمل ثلاثة أهداف: الأول الانتقام من استهداف السفينة الإسرائيلية في مياه بحر العرب في طريقها من تنزانيا إلى الهند، والثاني ردع الإيرانيين، والتوضيح لهم أن إسرائيل لها نفوذ بحري في البحرين الأحمر والمتوسط، ومن الأفضل لهم عدم محاولة الإضرار بسفنها في المناطق القريبة من شواطئهم، خاصة في الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب".


ورأى أن "الردع الإسرائيلي ضروري للإيرانيين لوقف تهريب النفط والأسلحة إلى سوريا ولبنان، وهنا يأتي الحديث عن الهدف الثالث بأن نوضح للأمريكيين أن إسرائيل ستواصل حربها على التهريب الإيراني، وأنشطتها في جميع أنحاء المنطقة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، رغم أن الأمريكيين يبذلون الآن جهودا جبارة للتصالح مع إيران، وهذه هي نقطة الارتباط بين محادثات البرنامج النووي الإيراني في فيينا والحرب البحرية الدائرة".


وأوضح أن "إسرائيل تلاحظ أن الأمريكيين يريدون إزالة المواجهة مع إيران من أجندتهم بأي ثمن كي يتعاملوا مع كورونا، وتطوير البنية التحتية داخلها، وإدارة صراعاتها مع الصين وروسيا في الخارج، لكن واشنطن تخشى أنه إذا استمرت طهران بتطوير أسلحة نووية، فإن إسرائيل قد تهاجمها، وبالتالي تندلع حربا في الشرق الأوسط، ما يدفع الأمريكيين لإبداء الاستعداد لتقديم تنازلات كاسحة، وهو ما يجعل إسرائيل تشعر بالقلق".


وأشار إلى أن "إسرائيل تحاول عرقلة المفاوضات، لكنها تواجه صعوبات جمة، والحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، ليس لها أي تأثير في واشنطن، وعلى سياستها الخارجية والأمنية، قد تكون كلمة "صفر" قوية للغاية، لكن تأثير إسرائيل على الموقف الأمريكي اليوم ضئيل للغاية، ولكن حتى لو لم يكن لإسرائيل تأثير على ما يحدث في المحادثات النووية في فيينا، فقد كان عليها أن تنسق مع الأمريكيين فيما يتعلق بالخطوة التالية".


وختم بالقول إن "إسرائيل اليوم في أسوأ وضع دبلوماسي في تاريخها، خاصة بسبب علاقات نتنياهو الضعيفة مع الإدارة الأمريكية، لكن عمليتها العسكرية على بعد آلاف من أميالها البحرية مسألة لافتة، وهذه الحرب البحرية قد تتصاعد، وتنطوي على مخاطر قليلة، لأن عطلا واحدا يكفي لإغراق سفينة إيرانية أو إسرائيلية، ثم يمكن أن تتصاعد المواجهة السرية إلى صراع مفتوح".