نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا سلط فيه الضوء على الجدل الذي أثير مؤخرا حول نية السودان تجميد اتفاق عسكري مع موسكو، يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر شرقي البلاد.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه التسريبات تثير مخاوف روسيا خاصة أن أطرافا كثيرة في السودان وخارجها تعارض مسألة وجود البحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر.
وكانت البعثة الدبلوماسية الروسية في الخرطوم قد نفت المعلومات التي تداولتها وسائل إعلام عربية حول تجميد الاتفاقية، وأكد دبلوماسيون روس أن موسكو لم تتلق أي إشعار رسمي من السودان بهذا الشأن.
وكانت قناة العربية قد أكدت نقلا عن مصادر مطلعة، أن الخرطوم قررت تجميد الاتفاقية التي وقعتها موسكو مع نظام عمر البشير، إلى حين الموافقة عليها من المجلس التشريعي والمجلس السيادي والحكومة.
كما أفادت بعض التقارير أن السلطات السودانية أبلغت الجانب الروسي بهذه الخطوة، موضحة أنه سيتم حظر انتشار أي سفن عسكرية روسية في السودان إلى حين الموافقة رسميا على الاتفاقية.
تنافس روسي أمريكي
وعلّق الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير بالشأن السوداني كاميرون هدسون قائلا إن الصفقة الروسية السودانية كانت تمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لواشنطن، معبرا عن ارتياحه للتسريبات بشأن احتمال تجميد الاتفاقية.
وتابع هدسون في تغريدة له على حسابه في تويتر: "إذا كان الروس سيعملون في السودان، وهم موجودون هناك فعلا، فإننا نفضل أن يعملوا في وضح النهار مع القوات المسلحة السودانية، بدلا من القيام بذلك سرا بالتعاون مع قوات الدعم السريع عبر وساطة شركة فاغنر".
وحسب الموقع، فقد وُضع حجر أساس للوجود العسكري الروسي في السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكن الاتفاقية الثنائية التي تنص على إنشاء قاعدة بحرية روسية في بورتسودان دخلت رسميا حيز التنفيذ في 2020 في ظل الحكومة الانتقالية.
وقد حذر الكثير من الخبراء الغربيين العام الماضي من أن تنفيذ الاتفاقية سيمكن روسيا من استعادة نفوذها التاريخي في منطقة البحر الأحمر.
من جانبه، انتقد كمال بولاد، العضو بارز في تحالف قوى الحرية والتغيير، القيادات العسكرية بسبب اتخاذها قرارات تهم السياسة الخارجية.
اقرأ أيضا : السودان ينفي إرسال وفد إلى "تل أبيب" وإنشاء قاعدة روسية
واعتبر بولاد أن الكثير من الصفقات والاتفاقيات الدبلوماسية لا تزال غامضة ويتم إقرارها بشكل غير علني على غرار ما كان يحدث في عهد الرئيس السابق عمر البشير، مضيفا أن الموافقة على إنشاء القاعدة البحرية الروسية يتناقض مع مبدأ إقامة علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية، وهو المبدأ الذي أقرته الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الانتقالية.
ويضيف الموقع أنه من الصعب حاليا معرفة الطرف الذي قد تنحاز له الخرطوم، في ظل التنافس الروسي الأمريكي على الساحة السودانية، وتحديدا رغبة الطرفين في السيطرة على الموانئ.
ومع ذلك، فإن قرار الخرطوم العام الماضي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل للخروج من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، يؤكد -وفقا للموقع- أن الكثير من الأطراف السياسية المؤثرة في السودان اختارت الانحياز للجانب الأمريكي.
ويرى الموقع أن التسريبات عن احتمال تجميد الاتفاقية الروسية السودانية قد تكون بالأساس وسيلة للضغط.
وقد ذكرت السفارة الروسية في السودان أن نشر هذه الشائعات يهدف إلى الإضرار بعلاقات الصداقة المتينة بين موسكو والخرطوم.
FT: مقتل رئيس تشاد يعقّد حسابات فرنسا العسكرية بالمنطقة
بوليتيكو: جنود أمريكيون تعرضوا لهجمات "طاقة موجهة" بسوريا
إيكونوميست: سياسة بايدن الخارجية تراوح بين التشدد والاعتدال