صحافة دولية

هكذا تناول الإعلام البريطاني أحداث الأراضي الفلسطينية

اهتمام واسع من الصحف البريطانية - جيتي

أبدت الصحافة البريطانية اهتماما واسعا بالأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية، مع عدد كبير من التقارير والمقالات التحليلية منذ تفجر الأوضاع في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، ثم بعد تصاعد المواجهة العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال.

 

وتراوحت تغطية الصحف بحسب توجهاتها؛ بين التغطية الخبرية أو دفع الإدارة الأمريكية للتدخل، مع ميل صحف اليمين لدعم إسرائيل وانتقاد الإدارة الأمريكية.

صحيفة الغارديان وفي سياق تغطيتها للأحداث، تناولت القصف الإسرائيلي على غزة، مشيرة إلى تصاعد أعداد الضحايا المدنيين حيث ارتفع العدد إلى 119 شهيدا فلسطينيا على الأقل، بينهم 27 طفلا، وإلى 830 جريحا، كما اضطر السكان للهروب من مناطقهم.

 

وفي افتتاحية لها، قالت الصحيفة: "العنف بين المجتمعات في إسرائيل: تطور خطير مع جذور عميقة"، في إشارة إلى الاشتباكات بين العرب واليهود في عدد من المدن في أراضي 48.

وقالت الصحيفة إن "الخطاب السياسي أثمر كراهية. المواطنون والفسطينيون واليهود يدفعون الثمن".

ونشرت الصحيفة تقريرا من نيويورك حول الدعم الذي حصل عليه مؤيدو الفلسطينيين من السياسيين في أمريكا، وكتبت تحت عنوان: "الأمر مختلف هذه المرة: الفلسطينيون الأمريكيون يحصلون على دعم في الولايات المتحدة".

وقالت: "المشروع التقدميون في الولايات المتحدة تحدثوا عاليا ضد الجيش الإسرائيلي حيث يقول الناشطون الفلسطينيون إنه تحول عن اللغة السابقة".


وفي تحليل بشأن الأوضاع، قالت الكاتبة هاريت شيروود إن "العنف والفوضى يعطيان نتنياهو مهربا"، لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان في طريقه للخروج من اللعبة قبل تفجر المواجهة مع الفلسطينيين. وأشارت إلى أنه فشل في تشكيل حكومة جديدة، وتم تكليف منافسه يوسي لابيد بمحاولة تشكيل حكومة.

وتناول بيتر بيمونت المواجهة بين الفلسطينيين واليهود في أراضي 48، وخصوصا في اللد، وقال في تقرير تحت عنوان "إنها أكثر من ردة فعل على الصواريخ: العنف المجتمعي ينتشر في إسرائيل"، إن الاشتباكات بين العرب واليهود في عدة مناطق اللد وقرب تل أبيب بدأت مع مهاجمة متاجر يملكها فلسطينيون في أراضي 48.

وأوضح التقرير أن شبانا يهودا من اليمين المتطرف، بعضهم كانوا يرتدون ملابس سوداء ويهتفون "الموت للعرب"، تجمعوا بعد حملة أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي تضمنت دعوات صريحة للعنف، بحسب الصحيفة.

وأشار التقرير إلى أن فلسطينيي 48 يواجهون التمييز، وأنه بسبب هويتهم يتم التعامل معهم بنظرة شك.

 

وفي تحليل آخر للكاتب، أشار إلى أن الصراع الجديد يتمحمور حول القدس، ومحاولة المستوطنين اليهود إحكام السيطرة على القدس الشرقية، لتأتي محاولات طرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في هذا السياق.

 

وفي مقال بعنوان: "تمويل الولايات المتحدة يجعل القصف الإسرائيلي على غزة ممكنا.. متى سيتم وقفه؟"، قال الكاتب جوشوا ليفر، إن الرأي العام في الولايات المتحدة يبدو متأرجحا في دعم الحقوق الفلسطينية، لكن يجب المضي قدما باتحاه تغيير حقيقي.

 

وحول قيام الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه الاحتلال، فأشار الكاتب إلى هذا تبع الاشتباكات داخل المسجد الأقصى.


صحيفة الإندبندنت من جهتها تناولت قصف غزة ورد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه الاحتلال. وأحصت الصحيفة إطلاق الفصائل 1600 صاروخ حتى الآن، وهو ما يعادل ثلث عدد الصواريخ التي أطلقت خلال 50 يوما من الحرب عام 2014.

وتحدثت الصحيفة عن استهداف الطيران الإسرائيلي شبكة أنفاق لحركة حماس في غزة، ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية أن جنود الاحتلال يستعدون لعملية برية على حدود غزة.

وفي تقرير حول سبب تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أعادت الصحيفة التطورات إلى محاولات الاحتلال طرد سكان حي الشيخ جراح في القدس من منازلهم ثم اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين المسلمين في الأيام الأخيرة من رمضان.

وأوردت الصحيفة تصريحا لنتنياهو اعتبر فيه أن إسرائيل تواجه "حربا على جبهتين"؛ مشيرا إلى الاشتباكات بين العرب واليهود في أراضي 48 والتي رأى فيها السياسيون الإسرائيليون أكبر تهديد لوجود دولتهم، والحرب في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى تسجيل فيديو يوثق اعتداء عصابات يهودية بشكل عنيف على رجل عربي في منطقة قرب تل أبيب.

وأبرزت الصحيفة تصريحات للنائبة الديمقراطية الأمريكية ألكسندريا أوكاسيو- كورتيز؛ هاجمت فيها موقف إدارة الرئيس جو بايدن، حيث تساءلت: "هل للفلسطينيين الحق في الحياة؟". وقالت إن على أمريكا أن "تعرف دورها في غياب العدالة وانتهاكات حقوق الإنسان للفلسطينيين".

من جهتها، تناولت صحيفة التايمز الاشتباكات بين الفلسطينيين واليهود في مدينة اللد، وقالت إن العرب واليهود يطلقون النار على بعضهم البعض، وأن السكان كأعداء ألداء. لكن الصحيفة ركزت على ما قالت إنها مطاردة العصابات العربية لليهود مع تصاعد العنف خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأن العرب يحرقون السيارات وحاويات النفايات ويهاجمون خطوط القطار، وتحدثت عن طعن يهودي كان في طريقه للصلاة، دون أن تشير إلى اعتداءات السكان اليهود على المواطنين العرب.

وكان الكاتب روجر بويز قد كتب في الصحيفة قبل أيام، مع تصاعد الاعتداء في المسجد الأقصى، أن التصعيد يخدم إيران فقط، وأن الهجوم على الأقصى يضعف بناء الجسور مع الدول العربية والعلاقات مع الولايات المتحدة.

وكتبت المراسلة الدبلوماسية للتايمز كاثرين فيليب أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها تجاهل الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرة أن تصاعد العنف فجأة يظهر أن المنطقة ما زالت خارج الرادار الأمريكي وأن التركيز ما زال على الصين، رغم تعهد بايدن سابقا بتغيير السياسة الأمريكية وإعادة التركيز على الصراع.

وفي تقرير من غزة، أشارت الصحيفة إلى الفرق بين الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية والقصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه على الجانب الإسرائيلي تُسمع صافرات الإنذار لإبلاغ السكان بأن صواريخ في طريقها إليهم بعد دقائق أو ثوان، في حين على الجانب الفلسطيني يتلقى الفلسطينيون صواريخ تحذيرية لإبلاغهم بأن المزيد من الصواريخ قادمة إليهم.

وتحدثت الصحيفة عن محاولة الفصائل الفلسطينية إرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، عبر إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد.

وفي تعليق للصحيفة، قالت إن تفجر الصراع مجددا يشير إلى أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال بعيد المنال.

صحيفة الديلي تلغراف تناولت قوة حماس العسكرية في مواجهة الاحتلال، وقالت إنها تملك 30 ألف صاروخ غير موجه، ومئات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ونحو 10 آلاف قذيفة مورتر.

 

ونشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني ملحقا يضم عشرات الصور عن قصف غزة والدمار الذي خلفه، وأخرى لآثار الصواريخ التي أطلقت من غزة باتجاه الاحتلال، إضافة إلى الاشتباكات في الضفة الغربية.

وتحدثت الصحيفة في تقرير عن تطورات الأحداث منذ الهجمات على المصلين في المسجد الأقصى ومحاولات طرد سكان فلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح، ثم رد الفصائل الفلسطينية في غزة بإطلاق الصواريخ. وقالت إن الطائرات الإسرئيلية ردت بقصف مواقع حماس في المناطق الساحلية لغزة، زاعمة أن مقاتلي الحركة أنشأوا مواقعهم بين السكان. وتحدثت عن استعداد قوات الاحتلال لعملية برية في غزة، لكنها أشارت إلى أن مثل هذه العملية تعني وقوع خسائر بشرية في الجانبين.

وفي مقال لمايكل ستيفنز، قال الكاتب إن معركة غزة هي معركة مصيرية لنتنياهو، لكن حماس لم يعد سهلا إخضاعها. ورأى أنه إذا قرر نتنياهو خوض معركة برية في غزة فيجب ألا تتوقف قبل إنجاز مهمتها بالكامل وهي نزع البنية التحتية التي تمنح حماس القدرة على إطلاق الصواريخ.

وفي افتتاحية للصحيفة، قالت إن تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو أول اختبار كبير لتوجهات بايدن في الشرق الأوسط. وفي انتقاد لبايدن، اعتبرت الصحيفة أنه منذ وصوله للرئاسة سعى للتحول بعيدا عن نهج سلفه دونالد ترامب الذي نجح بإقناع دول عربية بعقد اتفاقيات دبلوماسية مع إسرائيل، تعرف باسم اتفاقيات أبراهام، لكن بايدن فضل تركيز جهوده على العودة للاتفاق النووي مع إيران. وقالت إن الفصائل الفلسطينية تختبر بايدن أيضا.

وتساءل مراسل الصحيفة في واشنطن جوسيه إنسور عما إذا كان بايدن يستطيع احتمال البقاء بعيدا عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال إن الرئيس الأمريكي يمضي على طريق مهترئ "نعرف من التجربة أنه لن يقود إلى أي مكان".

وتحدث محرر شؤون الدفاع في الصحيفة كون كوغلين؛ عن "محور شر جديد" يشعل العنف "في إسرائيل"، معتبرا أن حماس "مدعومة من أنظمة إسلامية تأمل بإلغاء خطة ترامب للسلام".

وتساءل الكاتب يوسي ميكيلبيرغ عما إذا كان تصاعد الضحايا في غزة سيكتب نهاية الصداقة الجديدة لإسرائيل مع دول الخليج، وقال إن اتفاقيات أبراهام ستكون محل اختبار مع تصاعد العنف.

وتناولت الصحيفة حذف اللورد جولدسميث (يهودي من المحافظين) تغريدة داعمة للاحتلال الإسرائيلي، بعد دعوة رئيس الوزراء البريطاني للابتعاد عن حافة الهاوية.

 

وكتب دومنيك جرين أن "بايدن يتظاهر عكس ذلك، شرق أوسط ما بعد أمريكا هنا"، واعتبر أن السيناريو الذي تم تجنبه على مدى ثلاثة عقود من عملية السلام، صعود حماس، ظهر الآن. متسائلا: "ماذا بإمكان بايدن أن يفعل حيال ذلك".

وقال: "إذا كانت الصواريخ هي دبلوماسية الشرق الأوسط، فدبلوماسية حماس الآن تمثل الحركة الوطنية الفلسطينية. عندما انفجر الشغب في القدس، حماس انخرطت وتجاوزت محمود عباس، معتبرا أن هذا لا يمثل مشكلة لإسرائيل فقط، بل تحديا لإدارة بايدن.

ونشرت الصحيفة تقريرا عن مدى فاعلية منظومة القبة الحديدية في مواجهة صواريخ الفصائل الفلسطينية، وتحدثت عن اختراق صواريخ حماس المنظومة عبر استخدام صواريخ أطول مدى يصل لأربعين كيلومترا وبكثافة ما أدى لإرباك المنظومة، ووصول صواريخ عديدة إلى أهدافها.

وقالت إن حماس طورت ترسانتها منذ إدخال المنظومة الإسرائيلية الخدمة قبل عشر سنوات، وهي الآن تشكل تهديدا حقيقيا.

لكن الصحفة نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن المنظومة ما زالت فاعلة وأنها تستحق كل ما أنفق عليها.