نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا أعده أندرو ديزدريو قال فيه؛ إن الديمقراطيين يتجهون ليوم حساب مع إسرائيل وسط خروج العنف عن السيطرة في الأيام الأخيرة، بشكل وضع ضغوطا على الرئيس جوزيف بايدن لاتخاذ مواقف متشددة من حكومة إسرائيل.
فقد أدى منظر طرد فلسطينيين من القدس المحتلة والحملات الصاروخية ضد إسرائيل، للكشف عن الدينامية السياسية الشائكة التي تواجه الديمقراطيين في الكونغرس، حيث بات عدد متزايد منهم يتساءل عن دعم الحزبين الدائم لإسرائيل.
ولم يتردد الديمقراطيون هذا الأسبوع في دعواتهم لاتخاذ مواقف متشددة من العدوان ضد الفلسطينيين. وقال مدير جماعة الضغط الموالية لإسرائيل جيرمي بن عامي: "هناك أرضية قوية بارزة في داخل الحزب الديمقراطي التي تريد رؤية سياسة أمريكية متوازنة، تعترف باحتياجات إسرائيل الأمنية وحقها عندما يتعلق الأمر بالصواريخ والإرهاب، ولكنها تعترف أيضا أن هذا لن ينتهي حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم وحريتهم".
وقال السناتور عن ميريلاند، كريس فان هولين؛ إن "الديمقراطيين يهاجمون الحكومة الإسرائيلية فيما يرونه عملية قمع بأثار سلبية ضد الفلسطينيين، ولكنهم يحثون بايدن للحديث بصراحة" و "إذا كانت إدارة بايدن تضع حكم القانون وحقوق الإنسان، فهذا ليس وقت التصريحات الفاترة".
وكانت خطط إسرائيل الاستيطانية لطرد عائلات فلسطينية بالقوة من بيوتها المحفز للعنف الذي غمر المنطقة في الأسابيع الماضية. وقتلت الغارات الإسرائيلية على غزة انتقاما للصواريخ التي أطلقت على أراضيها عشرات من الفلسطينيين، وسط مخاوف من عملية برية.
ودمرت الغارات الإسرائيلية يوم السبت برجا سكنيا في غزة، كانت تعمل منه مؤسسات صحفية دولية مثل أسوسيتدبرس وقناة الجزيرة، وعدد آخر من المؤسسات الصحفية.
وطلب من الصحفيين إخلاء المكان بسرعة ومنحوا ساعة للخروج. ولا يوجد تفسير واضح حول سبب استهدافه. وقال السناتور الديمقراطي عن كونيكتيكت كريس ميرفي: "نحن وصلنا إلى هذا الوضع لأن حماس ارتكبت خطأ وقامت بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، ووصلنا إلى هذا الوضع لأن الحكومة الإسرائيلية قضت على أي منظور لدولة فلسطينية قابلة للحياة".
اقرأ أيضا: إضراب شامل في الضفة وفلسطين 48 لأول مرة منذ عقود
ويعمل المسؤولون الأمريكيون بجهد للتوصل إلى إطلاق النار، لكن وقف الأعمال القتالية لن يعالج ما يراه بعض الديمقراطيين جهود الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو لعرقلة إنشاء دولة فلسطينية. ويتزامن العنف مع محاولات النواب الإسرائيلية تشكيل حكومة ائتلاف. ونقل المسؤولون الأمريكيون مظاهر قلقهم المتعلقة بالاستيطان وطرد الفلسطينين عبر القنوات الخاصة، في وقت حاولت فيه إدارة بايدن تحييد إسرائيل وهي تحاول العودة إلى الاتفاقية النووية مع إيران، التي تعارضها إسرائيل بشدة. ويرى الديمقراطيون أن هذا الموقف لم يعد محتملا في ظل المخاوف من اندلاع حرب شاملة، وزيادة العنف بين العرب واليهود داخل إسرائيل.
وقال النائب عن ولاية ميتشغان أندي ليفين، الذي يعتبر نفسه صهيونيا؛ إن على الإدارة سحب الملف عن الرف والعمل على إصلاح الضرر الذي تسببت به إدارة دونالد ترامب، التي زادت من التوتر وجعلت من السلام حلما بعيدا. ودعا ليفين إسرائيل إلى إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والضم الزاحف لها.
ومع أن بعض المشرعين لم يتحدثوا صراحة عن نشاطات إسرائيل، إلا أنهم يعتقدون أنه قيل للفلسطينيين ضمنيا بأنهم لن يحصلوا أبدا على السيادة. وقال ميرفي: "في أعقاب هذه الأزمة، بات من المهم أن ترسم الولايات المتحدة خطا مع الحكومة الإسرائيلية، وتطالب بوقف هذه المستوطنات وعمليات الطرد"؛ "لأن العنف لن يتوقف، أحببنا أم لم نحب. ولو شعر الفلسطينيون أنه لن يكون لديهم مستقبل أو قدرة على تحديد طريقهم".
ودعا عدد من الديمقراطيين إلى ضبط العلاقة من جديد بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ففي مقالة رأي للسناتور عن فيرمونت، بيرني ساندرز نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، ودعا فيها بايدن للحديث صراحة وبقوة عن الأفعال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وأكد ألا طريق لخفض التوتر بدون تدخل أمريكي.
وقال: "لو كانت الولايات المتحدة صوتا مسموعا في العالم حول حقوق الإنسان، فيجب علينا الالتزام بمعاييرنا لحقوق الإنسان، وبشكل دائم حتى في الأوضاع السياسية الصعبة" و "علينا الاعتراف بأن حقوق الفلسطينيين مهمة وحياتهم مهمة أيضا".
وهذه التصريحات وغيرها، تعكس التغير في سياسة الحزب الديمقراطي عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية. وأصبح صوت ساندرز قويا في السنوات السابقة، وبخاصة بعد انتخاب عدد من الذين يحملون أفكارا تقدمية في 2018 وباتوا يؤثرون على مواقف الحزب في السياسة الخارجية.
وقالت النائبة عن نيويورك ألكسندر أوكاسيو كورتيز: "لا يمكننا الحديث عن فكرة أننا حزب محايد في هذا الوضع لو ظلت أفعالنا وبشكل دائم تستهدف الفلسطينيين".
لكن ليس كل الديمقراطيين يتحدثون بهذه الطريقة، فزعيم مجلس النواب نانسي بيلوسي وصفت الوضع بأنه صراع على السلطة في السياسة الفلسطينية، ففي الوقت الذي تؤكد فيه حماس سيطرتها على غزة، فإنها تهدد حياة الأبرياء الإسرائيليين وللحكومة الحق بالدفاع عن شعبها.
وقالت؛ "إن الكثير من مجمعنا الانتخابي هم أصدقاء كبار لإسرائيل، ولكنهم يفهمون أيضا هذا ويدعمون حق تقرير المصير، وأننا نريد حل دولتين لكن هذا لا يمنح حماس رخصة لقصف إسرائيل".
ويعود معظم التوتر بين بايدن ونتنياهو إلى أيام باراك أوباما، عندما وقعت الولايات المتحدة اتفاقية مع إيران للحد من برنامجها النووي عام 2015.
تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مدن أمريكية وكندية (شاهد)
استشهاد 22 فلسطينيا بقصف متواصل للاحتلال على غزة (شاهد)
صواريخ من غزة صوب القدس مع انتهاء مهلة المقاومة (مباشر)