ملفات وتقارير

حفتر يدعو "الدبيبة والمنفي" لحضور عرض عسكري.. ما أهدافه؟

لاقت الخطوة ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين وعسكريين في غرب البلاد واصفين الدعوة بأنها محاولة للاستفزاز وإحراج الحكومة- جيتي

أثارت دعوة وجهها خليفة حفتر إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة لحضور عرض عسكري كثيرا من التساؤلات والتكهنات عن أهداف الجنرال العسكري ومدى استجابة الطرفين للدعوة. 

ووجه حفتر بصفة "قائد عام للجيش الليبي" دعوة رسمية لكل من رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة لحضور استعراضات عسكرية واحتفالات بالذكرى السابعة لعمليته العسكرية المسماة "الكرامة" التي تعقد في الشرق الليبي. 

"استفزاز وغضب" 

ولاقت الخطوة ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين وعسكريين في غرب البلاد، واصفين الدعوة بأنها محاولة للاستفزاز وإحراج الحكومة والرئاسي كون حفتر يزعم أن العملية كانت ضد الإرهاب والتطرف، مستبعدين أن يحضر أي من المنفي أو الدبيبة للاحتفالات. 

ولم يصدر أي رد رسمي من قبل المجلس الرئاسي الذي يتواجد رئيسه خارج البلاد في زيارة إلى النيجر لحضور القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات لجنة حوض بحيرة تشاد. 


اقرأ أيضا : برلمان ليبيا يعلّق "جلسة الميزانية" بسبب تجاهل قوات حفتر


في حين تواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية للتعليق على الدعوة لكنها لم تتلق أي رد على الرسالة. 

والسؤال: ما أهداف حفتر من هذه الدعوة؟ وهل يستجيب لها المنفي أو الدبيبة أو يفوضان من يحضر نيابة عنهما؟ 

"انقلاب جديد وسيطرة" 

من جهته، أكد نائب الحاكم العسكري في شرق ليبيا سابقا، عقيد: سعيد الفارسي أن "حفتر يحاول بهذا الحفل كسب الشارع في الشرق، ويحاول بتوجيه الدعوة للسلطة التنفيذية الجديدة إحراجها خاصة رئيس الرئاسي "المنفي" كونه محسوبا على "برقة"، لكن في حال حضوره سيعطي لحفتر شرعية محلية ودولية وهو ما يسعى له الأخير".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حفتر يريد التحصن بهذه الشرعية واكتسابها ومن ثم السيطرة على السلطة الجديدة، لذا لا يجب أن يحضر أي من رئيس الحكومة أو الرئاسي بل عليهما إصدار قرار بإيقاف حفتر كونه يتصرف خارج سلطة الدولة وكون الاحتفالات العسكرية يجب أن تكون بقانون من البرلمان أو قرار من القائد الأعلى وهو ما لم يحدث"، وفق كلامه. 

وأضاف: "كما يريد حفتر التسويق لنفسه كمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكن عسكريا يعتبر هذا الاستعراض بمثابة انقلاب جديد على الشرعية وعلى الثورة كلها كون حفتر لم يحترم السلطة الجديدة ولم يحترم حتى ثورة فبراير وأطلق على عمليته العسكرية اسم "ثورة الكرامة"، كما صرح. 

"المنفي سيحضر" 

في حين توقع الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط "حضور "المنفي" بنسبة ليست كبيرة واستبعاد حضور الدبيبة كون القوى السياسية والعسكرية التي تدعمه هي في خلاف مع معسكر الشرق وهو لب الصراع الذي كان ولا زال قائما بل وإن الوقت أصلا لم يحن بعد لمثل هذه الخطوة". 

وأضاف لـ"عربي21": "والدعوة في شكلها الرسمي قد يعتبرها البعض جيدة في مسار توحيد مؤسسات الدولة ولكن قد تفتح الكثير من التساؤلات أهمها هل نسق "القائد العام" (حفتر) مع القائد الأعلى للجيش وهو المنفي بخصوص هذه الاحتفالات وكذلك مع الحكومة كون رئيسها يتولى حقيبة وزارة الدفاع"، وفق تساؤلاته. 

وتابع: "الاحتفالات توضح أن هناك العديد من الرسائل التي يريد قيادات الجيش "بالرجمة" إيصالها، كما أن حضور قيادات كبيرة وشرعية لهذا الاحتفال قد يفهم منه الاعتراف بشيء يرى أحد الأطراف أنه نقطة خلافية لم يتم الاتفاق عليها وهي قفزة كبيرة عن واقع الحوار القائم في ليبيا حول توحيد المؤسسات ومنها المؤسسة العسكرية"، كما قال. 

"إثبات وجود" 

الناشط في المجتمع المدني، أيمن ناصف رأى أن "الدعوة والاحتفالات كلها محاولة من قبل حفتر لإثبات وجوده بطريقة ما في المشهد السياسي وإظهار نفسه ككيان يوجه دعوته للحكومة والرئاسي وإحراج للمجتمع الدولي الذي دعم وأنتج السلطة التنفيذية الجديدة".

وحول توقعاته بحضور أي من المنفي أو الدبيبة للحدث، قال: هناك احتمالان: الأول رد رسمي من الحكومة والرئاسي كونهما اعتبرا عملية الكرامة كيانا عسكريا سواء بالإيجاب أو السلب، والثاني أنه لن يتم الرد عليه أصلا وسيتم تجاوزه، خاصة أنه يسعى للتواجد أو السيطرة على السلطة الجديدة وكسب تأييد إقليمي ودولي جديد"، وفق تصريحه لـ"عربي21".