قال ضابط
إسرائيلي إنه "في سيناريو عسكري متوقع
تنخرط فيه إسرائيل في حرب أمام حزب الله وحركة حماس، فستكون معظم مناطقها تحت تهديد
الصواريخ، وجنبا إلى جنب مع التصعيد في الضفة الغربية، وتطور جيوب التوتر الأمني
داخل المدن العربية في إسرائيل، هناك حاجة إلى جهد حقيقي لحماية الجبهة
الداخلية".
وأضاف تال ليف-رام في مقال بصحيفة معاريف،
ترجمته "عربي21" أنه "يمكن الافتراض أن رغبة حماس في الجولة
الأخيرة من القتال تمثلت في انضمام قوى أخرى بجانبها لمواجهة إسرائيل، بجانب اشتعال
الضفة الغربية، ونزيف القدس، واستمرار العنف في المدن العربية داخل إسرائيل، على أن يستمر ذلك فترة زمنية طويلة، وكل هذا بالتوازي مع جبهة أخرى ستفتح من
لبنان".
وأشار إلى أن "الضفة الغربية، ورغم الاحتمالات
الكبيرة للتصعيد، فإنها ليست مشتعلة، لأن نشاط الجيش الإسرائيلي، والتعزيزات
العديدة التي جاءت إليها، وعززت الدفاعات، واعتقالات عديدة لنشطاء حماس على الأرض،
كل ذلك أوقف مسار التصعيد، وهذا يؤكد أن الساحة في
غزة ليست سوى جزء من التهديد
الذي يجب على الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى الاستعداد له في المرة القادمة".
وأوضح أنه "كان من المقرر أن يخوض الجيش
مناورته الضخمة "شهر الحرب" قبل اندلاع حرب غزة، وفي قلب هذا السيناريو
المواجهة مع حزب الله، بجانب إطلاق الصواريخ من غزة، والتصعيد في الضفة الغربية،
وأمام كل ذلك تحتاج إسرائيل إلى جبهة داخلية قوية وفاعلة، بعد تأكيد الجيش منذ
سنوات أنها أصبحت جبهة مركزية يوجه إليها الأعداء مركز ثقلهم في القتال".
وأكد أنه "رغم كل هذه المخاوف، فإن
استعداد الدولة لهذا التهديد في السنوات الأخيرة ما زال جزئيا في أحسن الأحوال،
لأن قدرات حزب الله في الشمال أكبر بكثير، لكن الفرضية الأساسية القائلة بأنه ليس
لديه مصلحة واضحة ببدء حرب مع إسرائيل يجب ألا تتسبب في تأخير الاستعداد لدى الجبهة
الداخلية، بل مطلوب جهد يعمل في حالة الطوارئ، بمشاركة قوات الاحتياط، نجمة داود
الحمراء، فرق الإطفاء، وبالطبع السلطات المحلية".
وأوضح أن "معظم المناطق المأهولة في
إسرائيل ستكون مهددة، فقوة نيران حزب الله لا تشبه بأي حال قدرات حركة حماس، كماً
ونوعاً ودقة، ولذلك فإنها تحتاج إسرائيل للاستعداد لحالة الطوارئ، لأن مئات المدنيين من
سكانها سيتأثرون بشكل غير مباشر بنتائج الحرب في كل يوم من القتال، على صعيد
الأضرار التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية إلى حد لم تشهده الدولة من قبل".
وأشار إلى أن "فرق الإنقاذ والاحتياط والسلطات
المحلية بعيدة كل البعد عن توفير حل للتهديدات المتوقعة في الحرب القادمة، مع أن
هذا ليس تحديًا خاصًا لقيادة الجبهة الداخلية، لكنه جهد يواجه كل مؤسسات الدولة، ما يتطلب إنشاء وحدات إضافية تخضع للتدريب المناسب، وتعرف كيفية الاستجابة في حالة
الطوارئ، تعمل في زمن الحرب تحت سلطة واحدة للتحديات المتوقعة في الحرب
القادمة".