مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 15 عاما واشتداده بعد عدوان 2021 الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد التوتر بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، ترصد "عربي21" أهم السيناريوهات المتوقعة للوضع الأمني والعسكري بين غزة وتل أبيب.
استئناف الحرب
وتعليقا على مواصلة تنقيط البالونات الحارقة من قطاع غزة صوب مستوطنات الغلاف، قال مصدر أمني إسرائيلي: "سنواجه جولة أخرى من التصعيد مع حماس في غزة في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، أو على الأقل بضعة أيام من القتال"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
في ظل إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل خلال الأسبوع الماضي وهجمات الجيش الإسرائيلي ردًا على ذلك، يجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) اليوم للمرة الأولى منذ تولي نفتالي بينيت منصبه كرئيس للوزراء.
وأفادت القناة "13" الإسرائيلية، بأن الكابينت اجتمع أمس لأول مرة منذ تولي نفتالي بينيت منصبه كرئيس للوزراء، من أجل "المصادقة على الخطط العملياتية لاحتمال استئناف الحرب مع قطاع غزة".
وذكر الموقع، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق المعابر بين الاحتلال وقطاع غزة، فيما تهدد "حماس" باستئناف إطلاق البالونات الحارقة إذا لم يتم فتح المعابر خلال أسبوع أو خلال الأسبوع المقبل.
وأكد موقع "ويللا" العبري، أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تقدّر أن حركة حماس لن تتردد في إطلاق صواريخ على إسرائيل إن لم يطرأ تقدم في الاتصالات للتوصل إلى تهدئة، على المدى القريب".
اقرأ أيضا: "حماس" ترد على تهديدات بينيت.. وتؤكد أن ثمن التبادل غال
وعن سيناريوهات الوضع الأمني في غزة مع اشتداد الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 15 عاما، أكد المختص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي مأمون أبو عامر، أن "حكومة الاحتلال الجديدة خياراتها محدودة، حيث تسعى للبقاء، وهي في وضع لا تحسد عليه من خيارات فرضها بنيامين نتنياهو كألغام في وجهها لمحاصرتها خاصة في ملف غزة، علما بأن هذه الحكومة انبثقت في أجواء نتائج العدوان على غزة، وفشل جيش الاحتلال في فرض الردع".
فشل الردع
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لذا ستجد الحكومة الجديدة من الأنسب لها تجنب الحرب، لأنها تدرك صعوبة الحسم عسكريا، وبالتالي فهي مضطرة للذهاب نحو خيارات التهدئة في ظل ضغط دولي يدفع نحو هذا الاتجاه، وفي مقابل قيود فرضها نتنياهو تعيق التقدم نحو هذا الاتجاه وعلى رأسها الحصار على غزة، بحجة تغيير قواعد اللعبة".
ولفت أبو عامر، إلى أن "بينيت الذي ينتمي إلى التيار القومي الديني يواجه تحديا، يتمثل في إرضاء قاعدته الانتخابية اليمينية، في ظل حالة المزايدات السياسية الإسرائيلية الداخلية، ولذا فإنه يحتاج رئيس وزراء الاحتلال الجديد إلى المزيد من الوقت لتبرير سياساته أمام جمهوره".
وأوضح أن "بينيت يدرك أنه لا يمكنه الاستمرار بنفس السياسة تجاه القطاع من دون ردود فعل من غزة، وهنا يكمن الخطر، فإلى أي مدى يمكن لغزة أن تتحمل مناورات بينيت؟ إن ما شهدناه من إطلاق بالونات حارقة هي رسائل نفاد الصبر، لكن دون مستوى المواجهة العنيفة".
ورأى المختص، أن "رد جيش الاحتلال على البالونات بشكل محدود وبنفس الأسلوب السابق، جاء كمبرر للنزول عن شجرة الشروط التي اصطدمت بها حكومة بينيت، عبر تخفيف الإجراءات وعلى رأسها فتح معبر "كرم أبو سالم" جزئيا ولوقت محدود، للسماح بتصدير كميات محدودة من الخضروات والملابس من قطاع غزة".
وقدر أنه "في استمرار الوساطة المصرية والجهود الدولية، قد نشهد في الأيام المقبلة جملة من التراجعات في إجراءات الحصار، وربما فتح حوار بصورة غير مباشرة مع حماس حول ملف الجنود الأسرى، تتناسب مع حاجة الحكومة لإرضاء الشارع الإسرائيلي من جانب، ولاتخاذ إجراءات أخرى لتخفيف الحصار تجنبا للمواجهة العسكرية الشاملة في المرحلة القريبة على الأقل، كي تتمكن حكومة "بينيت-لابيد" من تثبيت نفسها للتفرغ لملفات أكثر تعقيدا خاصة ملف القدس الذي يشكل الاختبار السياسي الأصعب لرئيس الحكومة والأجنحة اليمينية في الحكومة الجديدة".
وخلص أبو عامر في نهاية حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "السياسة الإسرائيلية المتوقعة؛ تجنب الحرب مع المقاومة في غزة، وإن بدت لغة الخطاب المتشدد هي الأكثر حضورا، وهذا سيفرض على حكومة الاحتلال، جملة من الإجراءات لتخفيف الحصار في الأيام القريبة بشكل متدرج".
تصفير النتائج
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي، أن "إغلاق المعابر من قبل الاحتلال يأتي في إطار الضغط على المقاومة الفلسطينية في غزة من أجل تحسين شروطها التفاوضية في قضايا ما بعد معركة "سيف القدس" وخاصة في ملف صفقة التبادل وملف التهدئة والإعمار".
ونبه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن هذه السياسية التي يتبعها الاحتلال، هي أيضا "استمرار للاستراتيجية الإسرائيلية الساعية دوما إلى تصفير النتائج السياسية لأي عمل عسكري مقاوم من قبل الفلسطينيين".
ولفت لافي، إلى أن "الاحتلال يدرك أن الاستمرار بالإغلاق والحصار، هو الطريق الأقصر للذهاب إلى مواجهة عسكرية؛ فجبهته الداخلية لا ترغب بها ومؤسسته العسكرية غير جاهزة لها والأهم أن حكومته الجديدة لا تسعى لوضع نفسها في اختبار الحرب في هذا التوقيت".
اقرأ أيضا: "المقاومة": منح جهود دولية وعربية فرصة لإنجاح إنهاء حصار غزة
وبحسب هذه القراءة، فقد رجح الكاتب "تراجع الاحتلال عن إغلاق المعابر تدريجيا، خاصة أن الضغط من قبل الوسطاء المصريين جاد وحقيقي، والأهم أن مطلب الاستقرار في المنطقة بات مطلبا أمريكيا"، وهو ما يتوافق مع أبو عامر.
وعن رؤيته لواقعية سيناريو التصعيد خاصة مع استمرار انتهاكات الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية، قال لافي: "لا بد من التفرقة بين الاعتداءات الصهيونية اليومية المعتادة في مدينة القدس المحتلة وبين أي محاولة إسرائيلية لحسم معركة السيادة في المدينة، وخاصة في المسجد الأقصى".
وتابع: "في الحالة الأولى لا نعتقد أن المقاومة ستذهب إلى تصعيد عسكري تجاه الممارسات اليومية، ولكن بالتأكيد أن الشباب المقدسي الثائر قادر على التصدي لها من خلال نضاله الشعبي اليومي المستمر، أما في حالة محاولة حسم السيادة كما حاول الاحتلال في 10 أيار/ مايو الماضي، فأعتقد أن المقاومة ستحافظ على أن تبقى القدس ضمن معادلة الاشتباك بينها وبين الاحتلال".
تقارير: تحيز أمريكا يدفع الصين لقلب الطاولة على "إسرائيل"
مطالبات فلسطينية برحيل فوري لمدير "أونروا" غزة (شاهد)
تحذيرات من خطورة تبرير مدير "أونروا" بغزة لجرائم الاحتلال