اهتمت الصحف اللبنانية، الاثنين، بانتخابات نقابة المهندسين، التي كانت مخرجاتها مثيرة بالفعل، لا سيما مع غياب الأحزاب لأول مرة في تاريخها عن مشهد الفوز بشكل شبه كامل.
فمن جهتها نشرت صحيفة الأخبار "خسارة مدوّية للأحزاب في «المهندسين»"، أما صحيفة النهار فنشرت "انتصار لـ "النقابة تنتفض" والأحزاب تتشتت"، وفي البناء "انتفاضة في نقابة المهندسين"، أما صحيفة اللواء فكتبت: "هزيمة مدوّية لأحزاب السلطة في نقابة المهندسين".
وحصل ما لم يكن متوقّعا، إذ حقّقت قائمة "النقابة تنتفض" فوزا كاسحا في انتخابات نقابة المهندسين بفوز 221 من أصل 232 مرشحاً ومرشحة، وانضماهم إلى هيئة المندوبين.
اقرأ أيضا: انهيار الليرة يشعل الاحتجاجات الشعبية في لبنان (شاهد)
وتعد النتيجة سابقة في تاريخ نقابة المهندسين في لبنان، اعتبرته بعض الصحف اللبنانية "مؤشرا جديدا على أن جزءا كبيرا من اللبنانيين كفروا بأحزابهم".
وحذرت من أنه منذ عامين، ثمّة مزاج عام معارض للأحزاب التي شاركت في السلطة، ويتّسع شعبيا في النقابات والمهن الحرة على وجه الخصوص.
وعبر مسؤولون في الأحزاب عن رأيهم بعد النتيجة، بأنه "حان الوقت لنقيب مستقل".
وجاء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وغيرهم متراجعين في النتيجة أمام اكتساح المستقلين والشباب. وكذلك لم يعد النقيب يخرج من جيب تيار المستقبل.
ويعترف بعض مسؤولي الأحزاب بأن نتائج انتخابات المرحلة الأولى تفرض عليهم التراجع خطوات إلى الوراء بترشيح نقيب مستقل لا ينتمي إلى أحزابهم أو يدور في فلكهم، كما كان يحصل سابقا.
اقرأ أيضا: اقتصاد منهار وعتمة.. لبنان بعد مبادرة بري: الفوضى أو الانتخابات!
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عمت مظاهرات كبرى لبنان، حيث نزل مئات الآلاف إلى الشارع مطالبين بـ"إسقاط النظام" وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ الحرب الأهلية (1975- 1990)، وهي الطبقة المتهمة بالفساد وسوء إدارة الدولة الذي أدى إلى تداعيها اقتصاديا.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020 اختير ابن رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، سعد الحريري، لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة حسان دياب، غير أن الأزمة السياسية بين الحريري والتحالف الذي يمثله رئيس الجمهوية ميشال عون منع تشكيل الحكومة.