شارك رئيس حركة حماس خارج فلسطين، خالد مشعل، في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية، وتناول علاقة الحركة بالرياض، ودول أخرى، وكذلك ملفات أخرى بمتعلقة بالعلاقات الخارجية.
وكان بارزا تصريح مشعل على قناة العربية التي يظهر فيها لأول مرة منذ سنوات: "لن نقطع علاقتنا بأي دولة في المنطقة، ونرحب بعلاقة مع السعودية وأي دولة أخرى على قاعدة استقلال قرارنا الفلسطيني"، مطالبا المملكة بنفس الوقت بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حماس.
العلاقة مع السعودية
ودعا مشعل في معرض تصريحاته الرياض إلى علاقة جيدة مع حماس، مؤكدا أن الحركة ترحب بأي دور عربي داعم للقضية الفلسطينية، مشيدا بـ"الدور التاريخي للمملكة السعودية المساند للفلسطينيين".
ورفض التدخل بشؤون وعلاقات أي دولة عربية من بينها السعودية، مؤكدا أنه من حق أي دولة اتخاذ موقف من أي دولة أخرى، وليس للحركة أن تتدخل بشؤون الدول، وما يعنيها هو القضية الفلسطينية وخدمتها.
وأشاد باتفاق مكة، الذي أكد أنه كان تاريخيا، مشددا على أن حركة حماس لم تفشله، بل التزمت به، مجددا الدعوة إلى علاقات جيدة مع الحركة.
وأكد مشعل أن "حماس لا تهوى الحروب ولا الدمار، وإنما تقوم بواجبها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته".
ودعا كذلك "الدول العربية وزعمائها للنظر بعين الافتخار إلى ما حققته المقاومة من انتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وكيف نجحت في إجباره على التراجع الاستراتيجي في مشروعه التوسعي".
العلاقات الخارجية
وتناول مشعل العلاقات مع دول أخرى، من بينها إيران والنظام السوري فيما مضى، وكذلك تركيا.
وأكد أن قرار حماس يؤخذ "مراعاة لمصلحة شعبنا الفلسطيني"، مضيفا: "الحركة، لم ولن تنتمي إلى محور بعينه في المنطقة والإقليم، وأنها حركة مقاومة نضالية نحتاج إلى دعم الجميع".
وتابع: "حماس انفتحت على جميع الدول منذ انطلاقتها، ومن يفتح لنا أبوابه نشكره ونتعاون معه".
وذكر أن إيران دعمت حماس بالسلاح والتقنيات اللازمة لعمل المقاومة، وقال: "واجبها شكرها على ذلك".
وأوضح أن "شُكرنا لمن يدعمنا لا يعني أننا نتقاطع معه في سياساته الإقليمية أو الدولية، ودعم الدول لنا لا يؤثر على استقلال قرارنا".
وعبر عن استغرابه من دعوات تطالبهم بقطع العلاقة مع إيران، بينما دولهم تقيم علاقات سياسية معها، وقال: "حماس لن تتراجع عن أي علاقة تفيد شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "حماس لا تقبل أي اعتداء على دولنا العربية والإسلامية، ولا نتدخل في شؤون أحد، وكل ما تتمناه حماس هي وحدة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني".
ونبه إلى جولة رئيس الحركة إسماعيل هنية حول دول العالم، وأنه يُستقبل في العواصم المهمة دون انحياز لطرف على حساب آخر، داعيا كل دول العالم لاستقبال قيادة الحركة.
وفي السياق ذاته، قال إنه "لا جديد فيما يخص العلاقة مع النظام السوري".
وتمنى مشعل أن تخرج سوريا من أزمتها، وتعود إلى الاستقرار، وأن تحقق شعوب الأمة تطلعاتها، مؤكدا أن "قوة الأمة هي إحدى أهم مقدمات الانتصار على العدو".
وعن سؤال المذيع بشأن هل سمحت أنقرة للحركة بفتح مكتب إقليمي لها في تركيا، قال إن هذا أمر يخص حماس وعلاقتها بالدولة التركية.
وتحدث كذلك عن مصر والسودان، وأكد وجود أصابع إسرائيلية في أزمة سد النهضة، مؤكدا حرص الحركة على مصالح الدول العربية أمام مطامع الإسرائيليين، لا سيما محاولتهم إيجاد بديل عن قناة السويس، وكذلك استفادتهم من الأزمة المائية مع إثيوبيا.
التطبيع العربي
وتطرق مشعل إلى "موجة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، مبينا أن "كل الدول التي راهنت على مشروع دونالد ترامب خسرت الرهان، نتيجة عدم تقديرها الصحيح لصلابة الموقف الفلسطيني".
لكنه أوضح أنه رغم قرار دول عربية بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا ليس مبررا لقطع العلاقة معها، بل إن حماس منفتحة على الجميع، رغم إدانتنا لهذا الفعل، فالأردن لها علاقات مع إسرائيل، وكذلك مصر، وتركيا، وغيرها، وبالنسبة لحماس، فأي دور عربي لصالح القضية الفلسطينية مرحب به، حتى لو كانت الدولة مطبعة.
ولكنه أكد أن "الكيان الصهيوني دولة مارقة، لن تعطي الدول العربية شيئا، ولن تجد منها سوى العدوان والإضرار بمصالح أمتنا الحيوية".
وأضاف أن الاحتلال "خطر على الأمة، ومن يعتقد أنها جزء من الحل وحليف لنا كأمة في أزماتنا الإقليمية فهو مخطئ، والحرب الأخيرة على غزة أثبتت أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمتنا".
ونوه إلى أن "محاولات البعض تكوين ثقافة عند شعوب أمتنا أن إسرائيل جزء من الحل ويمكن التعايش معها، هي محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح، لأننا نراهن على وعي شعوبنا".
ونبه مشعل إلى أن حل مشاكل بعض الدول العربية مع إيران وتركيا ليس بالذهاب إلى الحضن الإسرائيلي، وإنما بتقوية وحدة أمتنا".
وقال إن "على الأمة أن تعي أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي عليها، بينما المقاومة ستبقى في قلب الأمة وحافظة لها".
تبادل الأسرى
وعن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، ذكر مشعل أن الاحتلال يتهرب من دفع استحقاق صفقة التبادل، والمقاومة مصرة على الإفراج عن الأسرى، وهي تعرف طريقها لتحقيق ذلك.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي هو من "بدأ العدوان على شعبنا الفلسطيني في الحرب الأخيرة على غزة، عندما اعتدى على أهلنا في القدس، وتجاهل تحذيرات المقاومة وقائدها محمد الضيف".
وشدد على أن غزة أكدت في معركتها الأخيرة أن بوصلتها القدس، وأثبتت كذب مزاعم البعض في نية حماس إقامة دويلة تنفصل فيها عن فلسطين وقضيتها.
واعتبر أن نتائج معركة سيف القدس هي جزء من تراكم معاركنا مع الاحتلال، والتي لا تقاس بمعركة واحدة، وإنما بمراكمة الفعل والنتائج".
وأضاف مشعل: "انظروا إلى حال إسرائيل اليوم، إنها تتلقى الضربات في تل أبيب، بعد أن كانت تحتل دولا عربية".
ونبه إلى أن "الشارع العربي الإسلامي والإنساني انخرط كله في الميدان دفاعا عن القدس وغزة"، وقال: "هذا مؤشر على التفاف أحرار العالم خلف شعبنا في الدفاع عن حقه".
"الإخوان المسلمين"
وتناول كذلك مشعل الانتماء لجماعة الإخوان، وقال إن حركة حماس كانت ولا تزال تنتمي إلى الإخوان المسلمين فكريا.
وشدد على أن حماس، "إنما هي حركة فلسطينية مستقلة".
السيسي يستقبل ابن سلمان ويتحدث عن "توافق" بينهما