لم تمر القصة دون أن تلتقطها الآذان وترصدها العيون ويكتشفها مسؤولو السجن، وتتحدث عنها وسائل الإعلام الإقليمية وجمعية خيرية محلية. لقد صنعوا من هذا العمل صورة مكتملة للعمل البطولي وحولوا رحيم إلى بطل. لكن دائنه يسدد طعنات التشكيك لقصته، مما يضطره إلى اللجوء للخداع وأنصاف الحقائق في محاولة للحفاظ على شرفه.
قال فرهادي للصحفيين في مدينة "كان": "صعود مفاجئ يعقبه سقوط مفاجئ الطريقة نفسها.. شيء مثير للاهتمام بالنسبة لي. كنت أرغب في عمل قصة بهذا الشكل".
وقال أصغر فرهادي خلال مؤتمر صحفي لتقديم فيلمه بخصوص طرق تعامله مع قضايا المجتمع الإيراني؛ "هناك طريقتان للتعامل مع هذه الموضوعات: إما أن يوجه المرء نقدا مباشرا، وإما أن يحلل المجتمع وينتقده من خلال قصة". وأضاف: "بالنسبة إلى البعض، انتقاد المجتمع لا يعني انتقاد النظام. لكن كل شيء مترابط".
اقرأ أيضا: الفيلم المصري "ريش" يفوز بجائزة في مهرجان "كان" السينمائي
حوّل فرهادي فكرته وتصوره إلى مشروع نفذه مع طلابه الذين ساعدوه في جمع القصص حول أشخاص عثروا على أشياء مفقودة وأعادوها لأصحابها. اكتشف الطلاب أن معظم هؤلاء الناس اختلقوا القصص من وحي خيالاتهم للتفاخر بها.
وأضاف فرهادي: "لست شخصا يهوى التعبير عن نفسه من خلال إثارة الفضائح. أفضّل تحريك الفكر والحس النقدي عبر أفلامي. إنه خياري وأسلوب التعبير الذي اخترته". وقال أيضا؛ "إن الفيلم يرسم صورة للحس الإيراني بالعائلة والمجتمع".
وعلى غرار سيناريو "انفصال" الذي أخرجه فرهادي وفاز بالأوسكار، يمثل فيلم "بطل" أيضا دراما حافلة بالتشويق حول أناس عاديين يتعين عليهم اتخاذ خيارات أخلاقية صعبة، بينما يقعون بين رحى الضغوط العائلية وضغوط السلطات العليا.
اقرأ أيضا: فيلم "آنيت" أول أفلام مهرجان "كان" السينمائي (شاهد)
السلام عبر الشوكولاتة.. رسالة حاتم علي الأخيرة