حذر تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، من إمكانية تحول "التجسس" إلى مجرد ممارسة عادية، تستخدم فيها تطبيقات بسيطة في متناول الجميع.
واستعرض التقرير تاريخ تطور التجسس على الهواتف والاتصالات، موضحا أن فضيحة تطبيق "بيغاسوس" الإسرائيلي تدق ناقوس خطر جديد، يهدد بتدمير الخصوصيات.
وفي السابق، كانت إمكانية الوصول إلى الهاتف عن بُعد شيئا لا يمكن أن يفعله سوى عدد قليل من الدول. لكن قدرات التجسس والمراقبة المتطورة أصبحت الآن في أيدي العديد من الدول، وحتى الأفراد والمجموعات الصغيرة.
وعندما كانت المكالمات الهاتفية هي الوسيلة الرئيسية للاتصال، كان من الممكن أن يُطلب من شركة اتصالات التنصت على المحادثة (وهو ما كان يعني في السابق ربط الأسلاك بخط الهاتف).
لكن الآن، غالبا ما تكون المحادثات مشفرة، مما يعني أنك بحاجة للوصول إلى الجهاز نفسه لمعرفة ما فيه وما يقوم به صاحبه، كما أن الأجهزة توفر كنزا أكثر غنى بالمعلومات.
اقرأ أيضا: يستغل ثغرات الهاتف.. تعرّف على برنامج "بيغاسوس" (إنفوغراف)
واسعترض التقرير العديد من أشكال الرقابة والتعدي على الخصوصيات، التي ترقى إلى التجسس، فضلا عن ممارسة سرقة البيانات بهدف الابتزاز أو اختراق الأجهزة وتحويلها إلى رهائن.
ومع تطور التكنولوجيا وقدرات المبرمجين، لم يعد التجسس مقتصرا على الحكومات، بل بات يشمل أيضا الشركات التي تتبعنا ليس بالضرورة عن طريق زرع برامج التجسس، ولكن من خلال ما يعرف بالتجسس الاقتصادي الذي تراقب من خلاله الشركات ما يعجبنا على مواقع التواصل الاجتماعي، ليسوق لنا الباعة بشكل أفضل ما نبحث.
في النهاية، يتم جمع كمية كبيرة من البيانات التي يمكن للشركات استخدامها، لكن قد تتعرض للسرقة من قبل اللصوص الإلكترونيين (الهاكرز)، وقد تسعى الدول إلى الاستفادة منها أيضا.
وبعض هذه التقنيات معروضة للبيع بكل حرية، وفق تقرير "بي بي سي".
وثمة أنواع أخرى من برامج التجسس التي يبحث عنها الشكاكون والمرتابون، الذين يريدون التحقق من مكان وجود أفراد عائلاتهم.
ويختم التقرير بالتساؤل: هل بتنا على وشك دخول عالم يمكننا فيه جميعا أن نتحول إلى جواسيس، ولكن يمكن أن نصبح جميعا أيضا عرضة للتجسس في الوقت نفسه؟
"بيغاسوس" يواصل المخاوف والإرباك.. وترقب لضحايا جدد
خبير بالأمن السيبراني لـ"عربي21": لا يوجد هاتف آمن
تحقيق يجيب عن 11 سؤالا حول برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي