أدّت مشاركة الممثلة والإعلامية الهندية مانديرا بيدي، في مراسم حرق جثة زوجها المخرج راج كوشال، إلى فتح باب النقاش في الهند حول مشروعية مشاركة المرأة في هذه الطقوس.
وبالرغم من تسجيل حالات قليلة مشابهة لما قامت به بيدي، مثل مشاركة ناميتا كاول في مراسم حرق جثمان والدها بالتبني رئيس الوزراء السابق آتال بيهاري فاجبايي، إلا أن هذا الأمر لا يزال من المحرمات على المرأة في الهند.
ورغم أن المذهب الهندوسي لا ينص بشكل واضح على منع المرأة من مثل هذه الطقوس، إلا أن مشاركة أي مرأة في حرق جثمان والدها أو زوجها تثير الاستهجان.
وتقول "بي بي سي" إن خرق بيدي للتقاليد أزعج بعض الهندوس المحافظين والنشطاء اليمينيين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين سخروا منها وأصروا على أن المحرقة كان يجب أن يشعلها ابنها البالغ من العمر 10 سنوات.
ومن النظريات التي يصدقها الكثير من الهندوس، أن الأرواح التي تتجول في محارق الجثث يمكنها بسهولة امتلاك النساء ذوات الشعر الداكن الطويل.
ونقلت "بي بي سي" عن أستاذ اللغة السنسكريتية السابق بهاجوان دت باثاك، قوله إن ذلك ربما يعود لأسباب دنيوية، إذ إن النساء في الغالب يبقين في المنزل ويقمن بالأعمال المنزلية بينما يعمل الرجال في الهواء الطلق ويقومون بأعمال تنطوي على رفع الأحمال الثقيلة.
ويقول البروفيسور كوشالندرا باندي، الذي يدرس الأدب السنسكريتي في جامعة باناراس الهندوسية المرموقة إن هناك ذكرا في النصوص القديمة لزوجات يؤدين الطقوس الأخيرة إذا مات رجل دون أن يترك ابناً أو ابنة أو عدم وجود ذكر قريب مثل الأخ.. حتى البنات -كما يقول- كان لهن الحق في أداء الطقوس الأخيرة.
ويوضح قائلا: "كان المجتمع الهندوسي القديم متحرراً للغاية وتتمتع النساء فيه بحريات هائلة. وظهر الاتجاه المحافظ كرد فعل على الأديان الأخرى أولاً على البوذية ثم على الإسلام والمسيحية".
ويشرح مانوج كومار باندي، الكاهن الهندوسي المتخصص في طقوس الجنازة، أن الاعتقاد السائد بأن حرق الجثة يجب أن يقوم به الابن الأكبر متجذر في غارون بوران وهو نص ديني هندوسي يتعامل مع طقوس الجنازة ويُعتقد أنه يعود لأكثر من ألف عام. ولا يتطرق الكتاب لدور المرأة ولم يمنعها من تأدية طقوس الجنازة.
ويقول باندي إن بيدي كانت "على حق" عندما قادت مراسم حرق جثة زوجها، ويضيف: "من الصور يبدو أن ارتباطها بزوجها كان عميقاً جداً. كانت تحاول أيضاً حماية ابنها الصغير جدا. إنها امرأة بارعة جداً وأعتقد أن ما فعلته كان صحيحاً".
ويقول إن السبب وراء عدم ذهاب النساء إلى محرقة الجثث هو من باب الحرص عليهن لأنهن قد يصبن بصدمات نفسية عند المشاركة في طقوس الموت لأنهن "أضعف وأكثر رقة من الناحية العاطفية" وهي وجهة نظر لا توافق عليها العديد من النساء بتاتاً.