أعلنت حركة طالبان الأفغانية، الاثنين، شن هجوم من أربعة محاور على مدينة مزار شريف الاستراتيجية، شمال البلاد، والسيطرة على مدينة أيباك عاصمة ولاية سامانجان.
وبدورها أكدت الحكومة الأفغانية توجيه ضربات قاسية لمن وصفتهم بـ"الإرهابيين"، في إطار مساعيها استعادة السيطرة على عواصم ولايات فقدتها خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن مقاتلي الحركة يواصلون القتال على تخوم مزار شريف، رابع أكبر مدينة في أفغانستان، وعاصمة ولاية بلخ، المحاذية للحدود مع كل من طاجيكستان وأوزباكستان وتركمانستان.
وسيشكل سقوط بلخ ضربة موجعة لكابول، إذ يخرج بذلك الشمال الأفغاني بأكمله من سيطرتها.
وسيطرت طالبان في وقت سابق على عاصمتي ولايتي قندوز وشبرغان، اللتي تحدان بلخ من الشرق والغرب، على الترتيب.
وبدورها، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية استعادة السيطرة على مقر مديرية ورسج بولاية تخار، التي فقدت مركزها "تالقان" الأحد.
كما أكدت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل وإصابة 30 من مسلحي طالبان في قصف مدفعي على شيرزاد، جنوب كابول.
لكن الحكومة الأفغانية تواجه أزمة حقيقية، إذ يتسارع سقوط عواصم الولايات واحدة تل والأخرى، حيث انتزعت طالبان خمسة منها خلال ثلاثة أيام فقط، بعد أن كانت طوال سنوات الحرب مع الاحتلال الأمريكي تكتفي بالأقضية والأرياف والبلدات الصغيرة.
اقرأ أيضا: استراتيجية طالبان للسيطرة على أفغانستان: الحدود أولا
وصباح الاثنين، أعلنت الحركة السيطرة على موقع مهم في مدينة جرديز عاصمة ولاية باكتيا، المحاذية للحدود الباكستانية، جنوب كابول، وعلى مدخل أيباك عاصمة ولاية سامانجان، المهمة على تقاطع الطرق نحو قندوز ومزار شريف.
وفي وقت لاحق، أفاد "ذبيح الله مجاهد" بسقوط أيباك، وهو ما أكده مسؤولون محليون فيها، لتصبح بذلك سادس عاصمة ولاية تسقط بيد طالبان، من أصل 34 ولاية أفغانية.
وكان مقاتلو الحركة قد اجتاحوا، الأحد، ثلاثة عواصم إقليمية أفغانية، منها مدينة ساري بول الواقعة شمال البلاد، وهي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه وتتمتع بأهمية اقتصادية واستراتيجية، وهي أيضا محاذية لبلخ، وعاصمتها مزار شريف، من الجنوب الغربي.
ورصدت "عربي21" في تقرير منفصل مساعي طالبان للسيطرة على حدود أفغانستان مع جميع الدول المحيطة بها، وخاصة المعابر وعواصم الولايات الحدودية.
كما أن الشمال الأفغاني يشكل علامة بارزة في الصراع، إذ كان عصيا على الحركة إلى حد بعيد إبان حكمها في التسعينيات، بينما يسقط اليوم بشكل صادم أمام مقاتليها.
ألمانيا ترفض العودة لأفغانستان
في سياق آخر، رفضت وزيرة الدفاع الألمانية، الاثنين دعوات لإعادة جنود بلادها لأفغانستان بعد أن تمكن مسلحو حركة طالبان من السيطرة على مدينة قندوز، حيث تتمركز القوات الألمانية منذ عقد.
ولدى ألمانيا ثاني أكبر قوة عسكرية في أفغانستان بعد الولايات المتحدة، وفقدت جنودا في معارك في قندوز أكثر من أي مكان آخر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أنيجريت كرامب كارينباور، إن "التقارير الواردة من قندوز ومن كل أنحاء أفغانستان مريرة ومؤلمة للغاية".
وأضافت: "هل المجتمع والبرلمان على استعداد لإرسال قوات مسلحة إلى حرب وإبقائها هناك بعدد كبير ولجيل كامل على الأقل؟ إذا كانت الإجابة لا فالانسحاب المشترك مع الشركاء يظل هو القرار الصحيح".
ويريد البعض من داخل حزبها المحافظ أن تشارك قوات ألمانية في تدخل ضد طالبان، لكن الوزيرة قالت إن هزيمتها ستتطلب شن حملة طويلة الأجل وشاقة.
وألقت الوزيرة باللوم على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فيما يتعلق بتقويض العملية العسكرية في أفغانستان، حتى رغم أن جو بايدن الذي خلفه هو الذي ينفذ الانسحاب.
وقالت عن اتفاق أبرمه ترامب مع طالبان في 2020 يقضي بسحب القوات الأمريكية: "الاتفاق المؤسف الذي أبرمه ترامب مع طالبان كان بداية النهاية".
طالبان تتهم CNN بنشر فيديو مزيف لإعدام جنود أسرى (شاهد)
وزير دفاع بريطانيا: سنعمل مع طالبان حال وصولها للسلطة
طالبان: الصين دولة صديقة ونرحب باستثماراتها في أفغانستان