نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية
تقريرا للصحفي آدم تيلور قال فيه إن مستخدما لفيسبوك يحمل اسم ويلسون إدواردز،
كتب في 24 تموز/ يوليو منشورا ينتقد موقف
أمريكا بشأن تحقيق منظمة الصحة العالمية في أصل فيروس كورونا المستجد.
زعم المستخدم أنه عالم أحياء سويسري،
وقال إنه تم تسييس التحقيق. وكتب أن إدارة بايدن "لم تدخر جهدا في إعادة بناء
النفوذ الأمريكي في المنظمة".
بهذا المنشور كان يخوض في حيز خلاف،
فقد رفضت الصين الجهود الجديدة لمعرفة المزيد حول كيفية انتقال فيروس كورونا إلى
البشر، وهو ما دفع أمريكا ومنظمة الصحة العالمية باتجاهه. ولم يتبنّ قضية بكين
سوى قلة من العلماء الغربيين.
وقال ويلسون إن أمريكا، وليس الصين، هي
التي كانت تسعى للتأثير في التحقيق في أصل فيروس كورونا، مستشهدا بمصادر في منظمة
الصحة العالمية زعم أنها أخبرته بأن "أمريكا مهووسة بمهاجمة الصين في قضية
تتبع أصل الفيروس لدرجة أنها ترفض فتح أعينها على البيانات والنتائج".
حظي المنشور باهتمام واسع من وسائل
الإعلام الحكومية الصينية، التي استخدمته لتبرير موقف الصين من التحقيق. كتبت CGTN، هيئة البث الحكومية في الصين، أن المنشور
يشير إلى "التخويف" من جانب مجموعة استشارية تابعة لمنظمة الصحة
العالمية تتعقب أصول فيروس كورونا.
لكن الدبلوماسيين السويسريين أثاروا
يوم الثلاثاء تفصيلا غير مريح: لا يبدو أن ويلسون إدواردز شخص حقيقي. في إشارة
إلى أن الحساب كان على الأرجح مصدر "أخبار مزيفة"، وطلبت السفارة
السويسرية في بكين من شركات الإعلام الصينية حذف تقاريرها. ويبدو أن CGTN وغيرها من وسائل الإعلام امتثلت للطلب بهدوء.
اضافة اعلان كورونا
جاء الخلاف حول عالم الأحياء السويسري
المفترض ومكانته البارزة في وسائل الإعلام الحكومية الصينية وسط خلافات مستمرة حول
أصل فيروس كورونا ودفع متجدد لمنظمة الصحة العالمية باتجاه إجراء مزيد من التحقيق.
فبعد أكثر من عام ونصف على اكتشاف الفيروس لأول مرة في ووهان، الصين، قبل أن يقتل
الملايين حول العالم، لا يزال المسار الدقيق الذي سلكه الفيروس غير واضح.
وعلى الرغم من ظهور أوبئة مماثلة نتيجة
انتقال فيروس موجود في الحيوانات إلى البشر، فيما يُعرف باسم انتشار الأمراض
حيوانية المنشأ، لم يعثر العلماء بعد على حيوان يبدو أنه قد أصاب البشر بشكل
مباشر. ولكن جادل البعض، على المستوى الدولي، بأن الفيروس يمكن أن يكون قد أصاب
البشر عن غير قصد أثناء البحث عن فيروسات كورونا لدى الخفافيش في أحد مختبرات ووهان.
ونشر تحقيق مشترك بين منظمة الصحة
العالمية والصين في الأصول تقريرا هذا العام خلص إلى أن انتشار المرض كان على
الأرجح حيواني المنشأ ورفض فكرة تسرب الفيروس من المختبر باعتبارها غير مرجحة ولا
تستحق مزيدا من التحقيق. واجه التقرير انتقادات فورية من المدير العام لمنظمة
الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
في أيار/ مايو، أعطى الرئيس بايدن
مجتمع المخابرات الأمريكية 90 يوما لإعادة البحث عن أدلة حول أصول فيروس كورونا.
كما دعا تيدروس منظمة الصحة العالمية إلى مواصلة تحقيقها الخاص، على الرغم من أن
المسؤولين الصينيين قالوا الشهر الماضي إنه سيكون "من المستحيل" لبكين
أن تقبل استمرار التحقيق الذي يركز على الصين.
كان منشور فيسبوك الذي نشره المستخدم
ويلسون إدواردز يخدم هذا الخطاب. لكن حتى قبل أن تتدخل السفارة لتطلب حذف الأخبار
حوله، كان مثيرا للشكوك، حيث يبدو أن الحساب قد تم إنشاؤه حديثا ولم يكن له سوى
ثلاثة أصدقاء. ولم تكن هناك صورة تعريفية أو معلومات أخرى، بخلاف الموقع المحدد
لمدينة برن في سويسرا. ولم تحصل صحيفة الإندبندنت على رسالة تطلب التعليق من صاحب
الحساب.
وكانت هناك اتهامات وُجهت لوسائل
الإعلام الحكومية الصينية باستخدام هويات مزيفة من قبل. فمثلا ساهمت صحفية فرنسية
تُدعى Laurène Beaumond في تغطية CGTN لمنطقة شينغ يانغ الأويغورية التي تتمتع بالحكم الذاتي، لرسم صورة أكثر إشراقا
للأحداث هناك في مواجهة مزاعم القمع الجماعي لشعب الأويغور.
وفي آذار/ مارس، ذكرت صحيفة لوموند أنه
لم يتم العثور على مثل هذه الصحفية الفرنسية. وجادلت وزارة الخارجية الصينية في
وقت لاحق بأنها موجودة، على الرغم من عدم تسجيلها رسميا، لكنها لم تذكر ما إذا
كانت قد استخدمت اسمها الحقيقي أم كتبت باسم مستعار.
واقترحت وسائل الإعلام الصينية
المدعومة من الدولة، دون أدلة مؤكدة، إمكانية أن تكون أمريكا هي المكان الذي نشأ
فيه فيروس كورونا. ونقل مقال في النسخة الإنجليزية من غلوبال تايمز نُشر يوم
الإثنين عن "مصدر مطلع" لم يذكر اسمه بأن أمريكا تعتبر الآن
"المشتبه به الرئيسي المسؤول عن تسريب كوفيد -19".
"بوكا" أول كلب يكشف الإصابة بكورونا في فرنسا
رصد نفق جديد في موقع اختبارات نووية بالصين (شاهد)
التايمز: استعداد الصين للتعاون مع طالبان ليس مفاجئا