إسلامي سوداني لـ"عربي21": تسليم البشير للجنائية انتحار سياسي

حذّر القيادي في الحركة الإسلامية السودانية ربيع عبد العاطي من خطوة تسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى الجنائية الدولية، معتبرا بأن هذه الخطوة إن حدثت فإنها ستكون بمثابة انتحار سياسي لكل من تورط فيها.

واعتبر عبد العاطي في حديث خاص بـ "عربي21"، التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي بشأن قرار الحكومة السودانية تسليم الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى الجنائية الدولية، بأنها دليل ارتباك وعبث سياسي لا غير.

وقال: "هناك أزمة حكم يعيشها السودان بالفعل، حيث لا أحد يعلم الآن على وجه الدقة والتحديد من هو حاكم السودان، ومن هو صاحب القرار في النهاية، لكن بالنسبة لأمر تسليم الرئيس عمر البشير إلى الجنائية الدولية، أعتقد أن هذه الخطوة مستحيلة".

وأضاف: "الجيش السوداني ليس من عادته أن يسلم قياداته إلى الخارج مهما كانت الضغوط، وأعتقد أن أي إقدام على هذه الخطوة سيفتح الباب أمام فتنة كبيرة في السودان". 

واعتبر عبد العاطي أن "خطوة تسليم الرئيس السوداني عمر البشير إلى الجنائية الدولية علاوة على كونها غير واردة بالنظر إلى أن صاحب القرار فيها بالتأكيد ليس هو السياسي اليومي، فإنها ستكون بمثابة انتحار سياسي لكل من سيتورط فيها"، على حد تعبيره.

وتتهم المحكمة الجنائية عمر البشير، وأحمد هارون، وعبد الرحيم حسين، إضافة إلى عبد الله بندة وهو أحد قادة المتمردين في دارفور، بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية، خلال نزاع مسلح اندلع عام 2003 بين القوات الحكومية وحركات متمردة في الإقليم، وهو ما ينفي صحته المتهمون.

وانتهت أمس الخميس زيارة للخرطوم بدأها يوم الإثنين الماضي مُدعو المحكمة الجنائية الدولية، أسد كريم خان بحث خلالها مع المسؤولين السودانيين هذا الملف.

وأول أمس الأربعاء، بحث رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، مع "خان" تسليم المتهمين المطلوبين للمحكمة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الخرطوم أن قرار تسليم المطلوبين للجنائية سيُعرض على اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء (التشريعي المؤقت) للموافقة عليه.

وأودى النزاع في دارفور بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

إقرأ أيضا: لا موعد لتسليم البشير لـ"الجنائية".. محاميه يحذّر من "كارثة"