طرحت حالة التقارب مؤخرا بين الدول الفاعلة في الملف الليبي خاصة التقارب المصري التركي، مزيدا من التساؤلات، حول تأثير الأمر على تحقيق حالة الاستقرار، ومنع عودة الحروب من جديد في ليبيا، وحسم العملية الانتخابية القادمة.
وعقدت لقاءات متفرقة بين رؤساء دول ومسؤولين رفيعي المستوى
من كل من تركيا ومصر وقطر والإمارات، تناولت العلاقات الثنائية ومناقشة الملفات ذات
الاهتمام المشترك ومنها الملف الليبي.
"تقارب
تركي-مصري"
ومن اللقاءات المهمة وحالة التقارب التي تخص ملف ليبيا
مباشرة، يأتي التقارب التركي المصري على رأس هذه اللقاءات، وبالخصوص يجري نائب وزير
الخارجية المصري، حمدي لوزا، زيارة إلى تركيا يومي 7 و8 أيلول/ سبتمبر المقبل، تتناول
العلاقات الثنائية بين الجانبين، فضلا عن عدد من الملفات الإقليمية، وفق بيان
للخارجية المصرية.
مراقبون لحالة التقارب أكدوا أنها "سيكون لها تأثير
مباشر وإيجابي على الأزمة في ليبيا كون هذه الدول "تركيا ومصر وقطر والإمارات"
بعضها دول متصادمة في التعاطي مع ملف ليبيا، وحالة التقارب أو التفاهم بينهم ستكون
مؤشرا جيدا لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات".
والسؤال: ما تأثير هذا التقارب خاصة بين مصر وتركيا على
أزمة ليبيا؟ وهل يبدأ التنسيق بخصوص ليبيا بدلا من الصدام؟
اقرأ أيضا: الجزائر تجمع دول جوار ليبيا على الطاولة وعينها على الاستقرار
من جهته، أكد عضو ملتقى الحوار السياسي وعضو مجلس الدولة
الليبي، إبراهيم صهد أن "هذه الاتصالات واللقاءات سواء بين مصر وتركيا من ناحية
وكذلك التفاهمات بين القاهرة والدوحة ربما تقود إلى فهم حقيقي للمشهد في ليبيا، وهي
خطوات مرحب بها كون هذه الدول مؤثرة في الملف الليبي".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه
"يتمنى أن يكون هذا التقارب فاتحة خير لليبيا وكذلك لهذه الأطراف ومنع أي تصادم
بين هذه الدول في الملف الليبي ومنع أي مساع من هذه الأطراف لجعل ليبيا مسرحا للمعارك
وتصفية الحسابات خاصة أن ليبيا ليست منعزلة عما يحدث في محيطها أو ما يحدث في العالم"،
حسب رأيه.
"حسم
عودة الحروب"
الأكاديمي المصري وأستاذ العلوم السياسية بجامعة سكاريا
التركية، خيري عمر أكد أن "هذا التقارب سيساهم في حل إشكالية ليبيا، خاصة أن الاختلافات
بين هذه الدول بخصوص الملف الليبي ليست بالكبيرة، لذا سيكون تأثير هذه التفاهمات إيجابيا
على الوضع في ليبيا".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "بالنسبة
للمشروعات الفردية مثل مشروعات حفتر وعقيلة صالح وهي إحدى نقاط الخلاف بين هذه الدول،
فأمام هذين الشخصين أمران: إما الانخراط في المشهد وهو الأفضل لهما أو المماطلة والممانعة
وهنا ستكون قدراتهما قصيرة المدى لأنهما لا يملكان مشروعا واضحا"، حسب كلامه.
وتابع: "حالة التقارب والتعاون الواضحة الآن ستحسم
فكرة عدم العودة إلى الحروب، كون أغلب القوات العسكرية في ليبيا تعتمد على الدعم الخارجي
ومع خفض أو غياب هذا الدعم ستهدأ الأوضاع في الداخل"، كما رأى.
في حين، رأى الباحث السياسي السوداني عباس محمد صالح
أن "هناك عاملين يعززان من مسار المصالحة بين تركيا ومصر: أولهما، التطورات على
الأرض في ليبيا حيث باتت الترتيبات السياسية بين الفاعلين داخل البلاد إلى حد كبير
هي السقف السياسي المقبول للغالبية العظمى من الأطراف الرئيسة، وليس أمام مصر وتركيا
سوى تغيير مسار تفاعلاتهما إزاء تلك التطورات نحو مقاربات الحوار بدل الصراع".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "والعامل الثاني: التطورات الإقليمية ممثلة في "التغيير" المفاجئ في سياسة الإمارات وتفضيل التواصل السياسي مع تركيا بدل الصراع الخاسر معها في عدة جبهات خاصة في ليبيا، وقطعا ستكون ليبيا أحد المجالات التي يمكن أن يقدم فيها كل طرف تنازلات لصالح طرف آخر"، وفق تقديراته.
أمن السيسي ينهب التجار.. ابتزاز مالي وبلاغات كيدية
كيف دفع المصريون الثمن طوال 8 سنوات من فض رابعة؟
التغذية المدرسية بمصر.. صحة طلابية أم بيزنس للجيش؟