حذر
الرئيس السابق لجهاز "
الموساد" الإسرائيلي، من التداعيات الخطيرة للانسحاب
الأمريكي المتوقع من
العراق، مشددا على أهمية بلورة استراتيجية جديدة للعمل ضد إيران
وتحدي الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران.
وقال
يوسي كوهين في افتتاحية "يديعوت أحرنوت" إن "الانسحاب الأمريكي من أفغانستان،
يجب أن يثير لدينا تفكيرا وقلقا حول الخطر الملموس الذي يكمن في انسحاب محتمل آخر
للولايات المتحدة من العراق".
وأضاف:
"انسحاب عاجل وغير منضبط، من شأنه أن يؤدي إلى انهيار العراق، ونتيجة لذلك
سيكون تعميق التواجد العسكري والسياسي لإيران هناك"، منوها إلى أن "قيام
معركة إيرانية ممتدة في القسم الشمالي من الشرق الأوسط، في ضوء انسحاب أمريكي محتمل
والمشاهد التي تصل من أفغانستان وسرعة سيطرة طالبان، يستدعي استعدادا لإمكانية أن خطوة
أمريكية مشابهة في العراق من شأنها أن تسقط أجزاء مركزية في الشرق الأوسط، الهش".
ولفت
كوهين إلى أن "إيران لم تتوقف للحظة عن الجهد لتثبيت مكانتها العسكرية في المنطقة،
ففي لبنان تعزز وتسلح حزب الله، وفي سوريا تحافظ على تواجد فاعل للحرس الثوري، وتساعد
في إدخال وسائل قتالية إلى الدولة بالتوازي مع الإنتاج الذاتي، وفي العراق تواجد الإيرانيين
ملموس ومقلق، ويقوم على ساقين؛ الحشد الشعبي، والحرس الثوري وقوة القدس".
ونوه
إلى أن "قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، الانسحاب من أفغانستان وسيطرة طالبان،
يأتي إلى جانب مسيرة دراماتيكية لا تقل عن ذلك، وهي محاولات استئناف الاتصالات من القوى
العظمى مع طهران لعقد اتفاق نووي جديد".
وذكر
رئيس "الموساد" أنه "بين الانسحاب وبين التطلع المواظب من جانب الولايات
المتحدة للاتصال بإيران بشأن الاتفاق النووي، تقف إسرائيل في مفترق مصيري"، مضيفا أن
"هذين الحدثين دراماتيكيان يؤثران على اتصالاتها الدولية مع الجهات القوية في
الشرق الأوسط، روسيا وأوروبا، وأساسا في الولايات المتحدة".
وبين
أن "الأسئلة المركزية التي ينبغي لإسرائيل أن تطرحها على شركائها في العالم، ومنها
استخلاص الاستراتيجية القومية، تتعلق أساسا بعملية استخلاص معمق للدروس ينبغي أن نجريه
في داخلنا، ومن هذه الأحداث يجب أن نتعلم ونبلور سياسة جديدة".
وبالنسبة
للاتفاق النووي قال كوهين: "معروف ومقبول من كل القوى العظمى أن إيران ستواصل
السعي لتطوير وإنتاج قدرات نووية متقدمة؛ بما في ذلك من خلال منشآت التخصيب تحت الأرض،
وخاصة في "بوردو" و"نطنز"، وكذا من خلال تكنولوجيات متطورة تتعلق
بدائرة الوقود والتخصيب وعلى رأسها تطوير أجهزة طرد مركزي من طرازات متطورة للغاية".
وأشار
إلى أن منظمة "صفند"، التي تستقر في طهران، تواصل عملية تطوير قدرات علمية
من شأنها أن تخدم مشروع السلاح النووي الإيراني، منوها إلى أنه في ضوء إعلان الرئيس
الأمريكي جو بايدن، خلال "اللقاء الناجح" مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت،
أنه "لن يسمح لإيران بأن تكون ذات قدرة نووية عسكرية أبدا"، مضيفا أن "علينا
أن نتحدى الاتفاق القائم".
ونبه
إلى أن "هذا الاتفاق يسمح لإيران بأن تعمل بلا عراقيل تقريبا، وفي ظل موافقة القوى
العظمى على برنامجها النووي، ويقيد أجزاء من البرامج الإيرانية لفترة محدودة فقط حتى
موعد انتهاء مفعول هذا الاتفاق".