نشر
موقع "
ميدل إيست آي" في لندن تقريرا حول تحول
ميناء بلحاف الذي كان مركزا
صناعيا في
اليمن إلى ثكنة عسكرية إماراتية.
وجاء
فيه أن
الإمارات العربية دخلت اليمن لأول مرة في 2015 كجزء من التحالف الذي قادته السعودية
لإخراج المتمردين الحوثيين الذي سيطروا على العاصمة صنعاء. وكان التحالف يهدف لمنع
تحول اليمن إلى مركز للقوى المعادية لدول الخليج. ومنذ ذلك الوقت تورطت الإمارات في
نزاعات اليمن الداخلية ودعمت المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد فصل الجنوب عن الشمال
ضد الحكومة التي تدعمها السعودية وحولت معظم جنوب اليمن إلى إقطاعية خاصة بها.
والدليل
على هذا هو ميناء بلحاف، الذي كان مرة شريان حياة للاقتصاد في جنوب اليمن، وذلك بسبب
تصدير الغاز الطبيعي المسال، والذي سيطرت عليه الإمارات منذ سنوات وحولته إلى ثكنة
عسكرية.
وبدخول
الحرب عامها السابع فإن محافظة
شبوة التي يقع ميناء بلحاف في أراضيها، هي في يد الحكومة
المعترف بها دوليا واستعادتها من القوات الإماراتية في 2019، إلا أن ميناء بلحاف ظل
في يد الإماراتيين، ما أغضب السكان المحليين الراغبين بعودة الميناء إلى وضعه الطبيعي
السابق كمركز تصدير للغاز ويعزز اقتصادا يعاني فيه غالبية اليمنيين من الفقر.
وسيطرت
الإمارات على الميناء الذي أنشئت فيه أول محطة للغاز المسال عام 2006، في العام الذي
تلا تدخلها مع السعودية في اليمن.
واتهم
محافظ شبوه محمد صالح بن عديو الإماراتيين باختطاف الأرصدة المهمة في البلد واستخدامها
من أجل إثارة "التمرد".
وكتب
في تغريدة نشرها يوم 24 آب/ أغسطس على "تويتر": "يجب أن يكون تصدير الغاز
من بلحاف شريان الحياة للناس في هذه الأوضاع الصعبة. وأنتم (الإماراتيين) تقومون بتحويله
من مصدر جمع وتصدير الغاز لإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى مجموعة من المليشيات لتصدير
التمرد".
ويضيف
الموقع أن سيادة اليمن على الميناء أصبحت نقطة توتر، وقامت الإمارات في الأسابيع الماضية
بمحاولة تجنيد المقاتلين للمعسكر وردت السلطات المحلية باعتقالهم وإقامة حواجز تفتيش
على الطرقات في بلحاف.
وفي
الوقت الذي تثور فيه المخاوف من مواجهة بين القوتين إلا أن السلطات المحلية راغبة بعودة
الميناء مصدر الدخل الوطني إلى سيطرة اليمنيين.
وقال
مواطن اسمه صالح في شبوة: "لا يوجد حوثيون في شبوة، وبلحاف هو ميناء صناعي لتصدير
النفط والغاز وليس ثكنة عسكرية، وعلى الإمارات وداعميهم عدم البقاء هناك لحظة".
وقال
صالح إن غالبية سكان شبوة تعارض الوجود الإماراتي في بلحاف وإنه لو أراد الإماراتيون
قتال الحوثيين فإن عليهم البحث عن مكان آخر. وأضاف أن "المحافظ يسير في الاتجاه الصحيح
ونحن ندعمه من أجل شبوة" و"المقاتلون في بلحاف هم إخواننا وكل ما نريده منهم
هو الذهاب إلى معسكر للجنود ومغادرة بلحاف".
وقام
السعوديون يوم الاثنين بالتوسط بين الإماراتيين وبين المحافظ لكن لم يعلن عن نتائج الوساطة.
وفي
منشور على صفحة "فيسبوك" لمكتب شبوة الإعلامي جاء أن المحافظ ناقش مع
الوفد السعودي الانتهاكات المستمرة للقوات الإماراتية في بلحاف وتعبئتها للمليشيات
المسلحة. وقال مصدر مطلع في المحافظة إن السعوديين التقوا المحافظ يوم الاثنين لكنهم
لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد محاولة السعوديين فرض شروط طلبها الإماراتيون.
وقال
المصدر: "المحافظ هو المسؤول عن المحافظة وهو مخول للطلب من الإماراتيين أو أي
جهة أجنبية أخرى بمغادرة المحافظة"، وأضاف: "أريد معرفة الهدف من وجود القوات
الإماراتية في بلحاف، فهم يخلقون التوتر والمواجهات بين النخبة الشبوية والقوات
المؤيدة للحكومة".
وتحظى
النخبة الشبوية بدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم بدوره من الإمارات.
وقال
المصدر إن الوساطة السعودية مستمرة لكن المحافظ متمسك بمطلب مغادرة الإماراتيين بلحاف.
وقبل
الحرب كانت موارد النفط والغاز تشكل نسبة 70- 75% من موارد الدولة ونسبة 90% من الصادرات.
لكن التصدير توقف تقريبا مع بداية الحرب في 2015 وزادت الضائقة الاقتصادية.
وتوقفت
رواتب الموظفين في 2016 وانهارت قيمة العملة اليمنية من 215 ريال إلى 1000 ريال للدولار.
وتحتاج نسبة 80% من السكان إلى مساعدات إنسانية، إضافة إلى 14.3 مليون نسمة يعانون من
فقر حاد.
وجاء في
تغريدة لعضو مجلس الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ثابت سالم العولقي، أن
الوضع مستقر في بلحاف، مضيفا أن نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الحكومة حول بلحاف
أزيلت وأفرج عن المقاتلين الموالين للإمارات. وقال العولقي: "يرفض التحالف كل
أشكال الابتزاز ويحذر الإخوان المسلمين من مهاجمة مقرات التحالف"، واتهم محافظ
شبوة بالتحيز نظرا لكونه رئيسا للفرع المحلي لحزب الإصلاح المرتبط بالإخوان المسلمين.
وعبر
أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي عن دعمهم للإمارات التي دعمتهم كما قالوا طوال السنوات
الست الماضية وستواصل دعمهم ضد حزب الإصلاح.
وقال
عبد الرحمن العبيد الداعم للمجلس الانتقالي: "يسيطر الإخوان المسلمون على شبوة
ويحاولون السيطرة على مصدرها الوطني ولكن لن نسمح لهم بهذا، لأنهم مرتزقة من الشمال".
وقال:
"شبوه هي للجنوب وقيادتنا سعيدة بوجود القوات الإماراتية التي تدعم الجنوب، ولا
أحد مخول بالحديث نيابة عن الجنوب".
وقال
إن الأمر أبعد من شبوة حيث اتهم الإصلاح بزرع الفتنة في الجنوب والسيطرة عليه. وقال:
"سمح حزب الإصلاح للحوثيين بالسيطرة على الشمال وجاء لمنافستنا على أرضنا. وعليهم
قتال الحوثيين سواء في شبوة أو أي محافظة أخرى بدلا من خلق الفوضى في الجنوب".
ومنذ
2015 تحول اليمن إلى ساحة تنافس إقليمي جلبت فيه الدول المتنافسة خلافاتها، ما أغضب
السكان. ويقول صالح المواطن في شبوة إن على الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل في بلحاف
لأن عودة الميناء للعمل سيدر الدخل على خزينة الدولة، ما سينفع كل البلد.