سياسة تركية

أردوغان: ماكرون وقادة أوروبا تجاهلوا تحذيري لهم بشأن "لافارج"

يقع مصنع "لافارج" على بعد 50 كيلومترا جنوب شرق مدينة "عين العرب" بمحافظة حلب شمالي سوريا- الأناضول

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه حذّر قادة أوروبيين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنشطة شركة "لافارج" الفرنسية في سوريا.

جاء ذلك في اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مقره بالعاصمة أنقرة، بحسب ما كشفته صحيفة "حرييت" التي قالت إن قضية شركة "لافارج" الفرنسية كانت على أجندة الاجتماع.

 

وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس التركي، قال إنه "من المهم أن يتم توثيق القضية من قبل المحكمة العليا الفرنسية".

 

وأوضح أردوغان، أنه أخبر ماكرون والعديد من القادة في أوروبا، أن شركة "لافارج" الفرنسية قدمت الرشاوى لتنظيم الدولة، وموّلت "المنظمات الإرهابية" (في إشارة إلى الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني شمال شرق سوريا).

 

ولفت إلى أنه عندما كان يبلغ قادة أوروبا بشأن الشركة الفرنسية، كانوا يتجاهلون ذلك بشكل دائم، مشددا على أن أنشطة شركة "لافارج" مثال للجرائم ضد الإنسانية.  

 

وأضاف قائلا: "من جهة تزود الولايات المتحدة تلك المنظمات الإرهابية بـ30 ألف شاحنة من الأسلحة والذخائر والعتاد عبر العراق، ومن جهة أخرى أوروبا تقدم لهم الدعم عبر ألمانيا وفرنسا".

 

اقرأ أيضا: لافارج تخسر الطعن بقضية "داعش" ووثائق تثبت علم باريس
 

وتابع أردوغان: "أين يوجد النفق الذي يتجاوز طوله الـ90 كم؟.. بالطبع في سوريا، من يوفر الأسمنت لها؟.. بالتأكيد شركة لافارج... من هي "لافارج"؟.. بالطبع شركة فرنسية.. كيف ستوضحون ذلك. من تخدعون؟.. إنهم كالنعامة".

 

وقال: "إنهم بالأصل لا يخفون ذلك، وكل شيء ظاهر، لكنني قلت لهم بأنكم ستدفعون ثمن ذلك".

 

وكان الرئيس التركي، أشار في خطاب له عام 2019، إلى أن مصنع "لافارج" ساعد "الإرهابيين" على بناء الأنفاق.

 

ويقع مصنع "لافارج" على بعد 50 كيلومترا جنوب شرق مدينة "عين العرب" بمحافظة حلب شمالي سوريا، وقدم خدمات مهمة للقواعد العسكرية الأمريكية والفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني المدعوم من واشنطن.

 

وفي عام 2017، شرعت السلطات الفرنسية بإجراء تحقيق بخصوص علاقات "لافارج" الاقتصادية مع تنظيم الدولة، وضلوعها في جرائم تتعلق بـ "تمويل الإرهاب".


وكما يتضح من الوثائق والتقارير الإخبارية التي نشرتها وكالة الأناضول قبل سنوات، فقد دفعت الشركة للتنظيم "ضرائب وإتاوات" مقابل سماحه لها بتشغيل مصنعها في سوريا، وجرى كل ذلك بعلم المخابرات الفرنسية، مما مهد الطريق أمام مقاضاة الشركة على خلفية اتهامها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".

 

والأسبوع الماضي، نشرت وكالة الأناضول وثائق تكشف علم الاستخبارات الفرنسية بتزويد شركة "لافارج" لتنظيم "داعش" الإرهابي بالأسمنت.


كما تظهر الوثائق قيام "لافارج" بإطلاع المؤسسات العسكرية والأمنية والاستخباراتية الفرنسية على طبيعة علاقاتها مع تنظيم الدولة.


ويتضح من خلال الوثائق، أن الاستخبارات والمؤسسات الرسمية الفرنسية، لم تحذّر "لافارج" من أنشطتها مع "داعش" التي تشكّل "جريمة ضد الإنسانية"، وعمدت إلى إبقاء الأمر سرا.


وبحسب محاضر القضاء الفرنسي، فإن "داعش" اشترت كميات كبيرة من الأسمنت من "لافارج"، واستخدمتها في بناء تحصينات ضد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.


كما تواجه "لافارج" اتهامات بدفع 13 مليون يورو لجماعات مسلحة بينها تنظيم "داعش" بين العامين 2013 و2014، لضمان استمرار العمل في مصانعها بسوريا.