سلطت صحيفة إسرائيلية الجمعة، الضوء على تطورات القضية النووية الإيرانية، وإمكانية العودة الأمريكية للاتفاق النووي مع طهران، رغم المخاوف الإسرائيلية بهذا الصدد.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية في مقال
ترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، تلعب مسرحية
"من سيرمش أولا" حول القضية النووية، موضحة أن الأسابيع والأيام الماضية
شهدت إعادة تشكيل للجغرافية السياسية حول موضوع الاتفاقية النووية.
وتابعت: "يبدو أن هناك تغييرات ومفاجآت قليلة
تنتظرنا"، مبينة أن "إسرائيل والدول العربية المجاورة لإيران تغمض
أعينها إلى حد ما، وليس من الواضح إلى أين تتجه المواجهة النووية، والولايات
المتحدة تغمض أيضا (..)".
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "جيروزاليم
بوست" عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، أنه "عندما رأت واشنطن انتخاب
إبراهيم رئيسي رئيسا، خففت خطوطها الحمر، على أمل إنهاء الصفقة قبل توليه
منصبه".
مرونة أمريكية
وبحسب "معاريف"، فإن هذه المواقف المخففة
تضمنت استعدادا للسماح للإيرانيين، بوضع أجهزة طرد مركزي متطورة يمكن أن تسمح لهم
بإنتاج قنبلة نووية، بمعدل تخزين أسرع، خلافا للمتطلبات الأصلية، مشيرة إلى أن
الاتفاق النووي عام 2015 يسمح لإيران بحيازة العشرات من أجهزة الطرد المركزي
المتقدمة، في حين تملك طهران حاليا المئات منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن أظهرت مزيدا من
المرونة، في ما يتعلق بالعقوبات التي سترفعها كجزء من العودة إلى الاتفاقية، مؤكدة
أن "هذه التنازلات قبل انتخاب رئيسي، ما شجع الرئيس الإيراني الجديد على
تعليق المفاوضات لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، والمضي قدما في تخصيب اليورانيوم
بنسبة 60 بالمئة.
اقرأ أيضا: التعاون الخليجي يطالب بدور في مفاوضات نووي إيران.. ويشترط
وذكرت أن إيران تراجع في وقت لاحق ووافق على
استئناف المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التجارب النووية، "وسمحت
للوكالة بالوصول الأولي لبعض معدات المراقبة الخاصة ببرنامجها النووي، وذلك بعد
شهور من الظلام"، وفق وصفها.
ونوهت إلى أن بعض المعدات متضررة، وقدمت الوكالة
الدولية للطاقة الذرية التفاصيل الأولى للضرر، وتوصلت إلى هذه الاستنتاجات بشكل
مستقل، مستدركة بأن "السؤال يظل مفتوحا: هل عبث النظام الإيراني بالمعدات خلال
الأشهر القليلة الماضية، لإخفاء أنشطة معينة؟".
واستكملت الصحيفة بقولها: "إيران لم تغمض
عينيها، لكنها بدأت أخيرا في تبني النهج الجديد الأكثر تصالحية مع الولايات
المتحدة، دون إغلاق عينيها"، مشددة على أنه في الوضع الحالي، يجب على إيران
التخلي عن اليورانيوم المخصب بنسبة 60 و20 بالمئة ومعظم اليورانيوم المخصب بنسبة
5 بالمئة، من أجل رفع العقوبات.
جملة تساؤلات
وتطرقت إلى تصريحات وزير جيش الاحتلال بيني غانتس
الأخيرة، الذي خفف كأول مسؤول إسرائيلي منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران،
المعارضة على مسألة العودة الأمريكية للاتفاق مع طهران.
وأوضحت الصحيفة أن الاختلاف بين نهج نتنياهو وبينيت
يتمثل في جعل الأول الصراع الإيراني مع أمريكا مصدرا دائما للخلاف، من أجل كسب
أصوات الناخبين الأمريكيين والإسرائيليين وربما تخويف إيران، فيما يحاول بينيت
استعادة دعم الحزب الديمقراطي، الذي وصل إلى أدنى مستوى تاريخي خلال فترة ترامب.
وأشارت إلى أن تصريحات غانتس جاءت بعد يوم من
استخفاف وزير الخارجية يائير لابيد بإنجازات إيران، والتشكيك في التقارير التي
تفيد بأن إيران على بعد شهر من الحصول على ما يكفي من اليورانيوم للأسلحة النووية.
وختمت الصحيفة مقالها بجملة تساؤلات، وقالت:
"هل سيؤدي كل هذا إلى عودة إيرانية وأمريكية للاتفاق النووي؟ وكيف ستبدو
الاتفاقية الجديدة؟ وهل ستبقى إدارة بايدن وفية لالتزاماتها بفرض قيود إضافية في الاتفاقية، من أجل إصلاح ثغرات الصفقة الماضية؟".
وتابعت: "كيف ستتصرف إسرائيل إذا انهارت واشنطن
والغرب تحت الضغط الإيراني، واكتفوا باتفاق ضعيف، يسمح لإيران بصيانة المئات من
أجهزة الطرد المركزي المتطورة بشكل دائم؟".
إصرار أمريكا على افتتاح "قنصلية القدس" يثير مخاوف إسرائيلية
تقرير يكشف كيف يرصد الموساد التطورات الداخلية في إيران
هآرتس: الشرق الأوسط يتشكل بصورة غير متوقعة مع عودة طالبان