تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا بارزا في الدعاية
الانتخابية في أول
انتخابات برلمانية تشهدها
قطر، والتي من المزمع إجراؤها في
الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر القادم.
وتستمر الدعاية الانتخابية التي بدأت في 15 أيلول/ سبتمبر
الجاري لمدة أسبوعين.
وقال تقرير لوكالة الأناضول التركية إنه على عكس الدعاية
الميدانية التي تبدو هادئة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد صخبا واضحا.
ويرى المستشار الإعلامي والخبير في الإدارة الاستراتيجية
مراد علي أن "الزخم الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي مؤشر جيد مقارنة مع الحملات
والانتخابات التي تُجرى في المنطقة والدول العربية الأخرى".
ووفق علي فإنه "توجد تحديات في هذه الانتخابات، باعتبارها
أول انتخابات يخوضها الشعب القطري، وأبرزها جائحة كورونا، والطبيعة المحافظة للشعب
التي لا تشجع الاختلاط، إضافة إلى طبيعة المناخ بحرارة الجو (المرتفعة)، وهو لا يسمح
بتواجد الناس بكثافة في الشوارع".
وأردف: "لذلك نجد أن الكثير من الأنشطة تُنظم في العالم
الافتراضي عبر (تطبيق) زوم والندوات الإلكترونية، ففي الشارع لا تشعر بوجود انتخابات،
لكن عبر وسائل الإعلام الاجتماعي أو مجموعات المحادثات، مثل الواتساب، تجدها ساخنة
جدا".
ويتسابق المرشحون للحصول على ثلثي مقاعد مجلس الشورى (البرلمان)،
أي 30 مقعدا من أصل 45، فيما يعين أمير البلاد الأعضاء الـ15 الآخرين.
ويعود تاريخ مجلس الشورى إلى عام 1972، وكان يتم تعيين أعضائه،
قبل أن تتجه الدوحة إلى انتخابهم، ضمن مساعٍ من قيادة البلاد إلى تعزيز الديمقراطية،
عبر توسيع المشاركة الشعبية في العملية السياسية.
وللفوز بمقاعد مجلس الشورى، يتنافس 284 مرشحا، بينهم 28 امرأة،
في 30 دائرة انتخابية.
وصول سهل للناخبين
وقال عُمر الجميلي، الإعلامي القطري، إن منصات التواصل الاجتماعي،
وتحديدا "تويتر" و"سناب شات" و"إنستغرام"، هي
"أبرز المنصات التي تُظهر التنافس الانتخابي في هذا الاستحقاق التاريخي".
وأضاف الجميلي: "شاهدنا ذلك بدايةً من 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث لاحظنا أن أبرز الأساليب الدعائية
تجسدت في مخاطبة المواطنين بشكل مباشر، عبر مقاطع الفيديو وخاصية البث المباشر والإجابة
عن أسئلة الناخبين".
واستطرد: "وقام بعض المرشحين بعقد ندوات انتخابية استعرضوا
فيها أهم ملامح برامجهم الانتخابية بحضور الناخبين في دوائرهم الانتخابية".
واعتبر الجميلي أن أبرز تلك الأساليب فعالية هي منصات التواصل،
حيث تسمح للجميع بالوصول والظهور على شاشات هواتف الناخبين.
تجربة تبشر بالخير
ورأى الجميلي أن "أجمل ما يميز هذا الاستحقاق الشعبي
أنه يمثل التجربة الأولى لإجراء انتخابات تشريعية في البلاد، وحتى الآن أستطيع القول إن ملامح هذه التجربة تبشر بالخير".
وقال: "لم تعلن اللجنة الإشرافية على الانتخابات
عن أي خروقات بعد مرور قرابة أسبوع على بدء فترة الدعاية الانتخابية، وهذا مؤشر جيد
يعكس الوعي والتزام المرشحين بشروط عملية الدعاية الانتخابية".
وأفاد بأن "
السوشيال ميديا حاليا من أقوى الوسائل المؤثرة
في حياة الأفراد، إن لم تكن الأقوى".
وختم بأنها "ساهمت في منح غالبية أفراد المجتمع صورة
مبدئية عن المتقدمين للترشح، وتعطيهم تصورًا إيجابيًا عن المرشح أو غير ذلك، وتكشف
بكل وضوح ما يمكن أن يساهموا بإضافته على كافة المستويات التشريعية أو الخدمية في حال
تم انتخابهم".