تضاربت الأنباء بشأن ما قيل حول سيطرة حركة طالبان على ترسانة عسكرية جديدة بقيمة 80 مليار دولار بعد انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان نهاية الشهر الماضي.
وذكر تقرير أعده فريق التحقق من الأخبار في وكالة "فرنس برس"، أن رقم 80 مليار دولار ليس لقيمة المعدّات التي خلّفها الجيش الأمريكي وراءه، بل لميزانية الإنفاق العسكري الأمريكي في أفغانستان على مدى عشرين عاماً.
وانتشر رسم بياني يظهر مدرعات وآليات عسكريّة وأسلحة. وكُتب على الصورة "ترسانة طالبان الجديدة".
ونُسب الرسم البيانيّ إلى صحيفة "ذي صندي تايمز" البريطانيّة، وأُرفق بالتعليق: "ما تعنيه 85 مليار دولار من المعدّات خلفها الجيش الأمريكي وراءه (من المفترض للجيش والشرطة الأفغانية)".
ونالت الصورة مئات المشاركات على مواقع التواصل باللغة العربية، وبلغات أخرى كالفرنسيّة والإنكليزية.
وكان مكتب المفتش العام الأمريكي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان قد أصدر في 30 تموز (يوليو) 2021، تقريراً فصلياً إلزامياً، ذكر فيه أن الحكومة الأمريكية خصصت منذ العام 2002 مبلغ 145 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان. وأنه من هذا المبلغ، تم تخصيص 88.6 مليار دولار للأمن في أفغانستان، من بينها 82.9 مليار دولار لصندوق قوات الأمن الأفغانية.
وقال التقرير: "لذلك فالمبلغ المتداول على مواقع التواصل على أنه لقيمة الأسلحة التي سيطرت عليها طالبان، هو في الحقيقة لإجماليّ الإنفاق الأمريكي على القوات الأفغانية في العقدين الماضيين".
وكانت صحيفة "ذي صندي تايمز" البريطانية هي أول من نشر الرسم البياني تحت عنوان "ترسانة طالبان الجديدة" في 29 آب (أغسطس) 2021 ضمن مقالٍ عن المخاطر التي قد ترافق وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان.
ولكن الصحيفة عادت وحذفت الرسم البياني في نسخة مُحدّثة من المقال. والسبب أن بعض الأرقام والمعلومات التي تناولتها إمّا غير صحيحة أو قديمة.
يذكر أنه بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية، انتشرت صورٌ ومقاطع فيديو تظهر عناصر من الحركة يستولون على عدد من الأسلحة الأمريكيّة من بينها طائرات. لكن الجيش الأمريكي، وبعد يوم على انسحابه من مطار كابول في 30 آب (أغسطس)، أعلن أنّه عطّل أسلحة تركها في أفغانستان، من بينها 73 طائرة "لن تحلّق مرة أخرى".
وعطّل الجيش الأمريكي أيضاً 70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام ـ تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار ـ و27 مركبة هامفي مدرّعة خفيفة، في ختام جسر جوي أقيم على مدى أسبوعين وسمح بإجلاء حوالى 123 ألف شخص من البلاد، معظمهم أفغان.
ودمّرت الولايات المتحدة أيضاً منظومة دفاع صاروخية من طراز "سي ـ رام" نُصبت لحماية مطار كابول.
وأوضح الجنرال كينيث ماكنزي مسؤول القيادة المركزية للجيش الأمريكي أن "تفكيك هذه الأنظمة إجراء معقّد ويستغرق وقتاً طويلاً، لذلك قمنا بنزع سلاحها حتى لا يتمّ استخدامها مرة أخرى".
كاتب سعودي: البيت الأبيض يلعب بالنار في علاقته معنا
فايننشال تايمز: هل علمت فرنسا بعجز الجيش الأفغاني؟
WP: أفغانستان ليست سايغون بل بيروت 1983