نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، قالت فيه إن مقتل مسلحين من تنظيم الدولة- ولاية خراسان، يعطي صورة عن الصراع على السلطة في أفغانستان.
وقالت في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حكام البلاد الجدد يواجهون الفرع الأفغاني من تنظيم الدولة، في وقت تحاول فيه طالبان تعزيز سيطرتها.
وجاء فيه أن ملا إبراهيم رجل دين بلحية بيضاء كان يقود اثنين في صلاة الفجر بداية الشهر، عندما اقترب ثلاثة من مسجده الذي تحيطه أشجار الرمان في ولاية زبول.
وقام أحدهم بتسلق الجدار الطيني خلف المصليين اللذين كانا خاشعين في صلاتهما، وتقدم من الشيخ، وأطلق النار عليه في وجهه، كما قال شهود عيان. وعندما سقط الملا على الأرض قام آخر بإطلاق النار أربع مرات على الإمام في صدره.
اقرأ أيضا: وكالة أفغانية: مقتل زعيم تنظيم الدولة السابق بأفغانستان
ولم يتم التعرف على القتلة، لكن الفلاحين في منطقة ميزان، جنوب ولاية زبول، قالوا إن الإمام كان مرتبطا بتنظيم الدولة عدو طالبان.
وهذا آخر حادث قتلت فيه رموز مرتبطة بتنظيم الدولة، ومنذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في 15 آب/ أغسطس.
ويعتقد المسؤولون الغربيون والمواطنون الأفغان في المناطق المتأثرة أن طالبان هي التي قامت بعمليات القتل.
ونفت حركة طالبان أي علاقة بعمليات القتل، لكنها اعترفت بشكل خاص أنها قامت بعدد من عمليات القتل ضد مسلحي تنظيم الدولة.
وتقول الصحيفة إن حركة طالبان وتنظيم الدولة يحاولان فرض نظام إسلامي، ولكن مختلفان من الناحية السياسية والدينية، ولطالما خاضتا حروبا متعددة بسبب ذلك.
ويمثل تهديد تنظيم الدولة- ولاية خراسان تهديدا على حكام البلد الجدد، ذلك أن الذين شكلوا فرع أفغانستان (ولاية خراسان) هم عناصر سابقة في طالبان أفغانستان وباكستان، الذين لم يعجبهم خط حركة طالبان، وأنها ليست متشددة بالقدر الكافي، بحسب الصحيفة.
ويمكن لتنظيم الدولة أن يجذب الآن العناصر المتذمرة من حركة طالبان ممن لا يتفقون مع التنازلات التي قدمها قادة الحركة، وهم يحاولون الحصول على دعم المجتمع الدولي واعترافه، واستئناف الدعم العالمي.
وعليه، تحاول حركة طالبان خنق أي تحد لحكامهم، وهم يعملون عن الانتقال من حركة تمرد إلى الحكم.
وقال ضابط المخابرات في حركة طالبان في زبول، سيف الله هارون: "لا نفرق بين تنظيم الدولة والأمريكيين، وبالنسبة لنا فهما نفس الشيء، وفي أي منطقة يظهرون نحاول سحقهم".
اقرأ أيضا: "داعش" يتبنى الهجمات ضد طالبان.. واستنفار أمني للحركة
وقال هارون، إنه حاول قبل فترة إنهم حاولوا إلقاء القبض على شيخ من تنظيم الدولة في قرية قرب ماكراك، لكنهم فشلوا، ولهذا اعتقلوا نجله.
وقلل هارون من خطر التنظيم في الوقت الحالي: "لقد قضينا عليهم جميعا"، لكنه نفى أي علاقة لطالبان بمقتل ملا إبراهيم.
وقال حميد الله فطرت، المتحدث باسم حركة طالبان في زبول، إن طالبان لم تقتل الملا، وإنها تقوم بالتحقيق في الحادث.
ولم يعلق تنظيم الدولة على مقتل ملا إبراهيم. وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الهجمات؛ بهدف تقويض سلطة طالبان، والتي تحاول توطيد دعائم حكمها، منها قنابل بدائية مزروعة في الطرق استهدفت عربات همفي وفورد رينجرز في مدينة جلال أباد، التي تعد من معاقل تنظيم الدولة في أفغانستان.
وفي 26 آب/ أغسطس قام مهاجم تابع لتنظيم الدولة باستهداف بوابة من بوابات مطار كابول، ما أدى لمقتل أكثر من 200 شخص. وكان تنظيم الدولة وراء أشرس الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة، بما فيها هجمات استهدفت المدنيين الشيعة، ويرفض التنظيم فكرة الدولة القطرية أو السلام مع من يراهم "كفارا".
نقلت الصحيفة عن مواطن في حي جي تشوبان قوله: "يحاول تنظيم الدولة إعادة تجميع نفسه؛ لهذا السبب تحاول طالبان قتلهم".
فورين أفيرز: أفغانستان ستتحول لنقطة صراع بين القاعدة و"داعش"
WP: سفير أمريكا سيغادر كابول.. ماذا عن الاعتراف بطالبان؟
MEE: تركيا وطالبان تقتربان من إبرام صفقة حول مطار كابول