تفاقم هيئة تحرير الشام في إدلب، الأزمة بين تركيا وروسيا التي كثفت من هجماتها الجوية في منطقة خفض التصعيد بزعم استهداف قادة وعناصر الهيئة، فيما تشدد أنقرة على أن الهجمات الروسية تطال المدنيين.
بعد قمة سوتشي الأخيرة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، تثار التساؤلات حول الموقف من هيئة تحرير الشام، وسط حديث عن مساع لدمج الهيئة في المعارضة السورية المعتدلة.
صحيفة "حرييت" ذكرت في تقرير للكاتب سيدات أرغين، أنه بحسب التقديرات الأممية يوجد لدى هيئة تحرير الشام هيكل عسكري قوامه 12- 15 ألف مقاتل.
وأشارت إلى أن الهيئة تعد "كيانا إرهابيا" بحسب تصنيف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفرض عليها عقوبات، وتركيا أيضا تقر بأنها "منظمة إرهابية".
ويتمركز الجيش التركي في نحو ٧٠ منطقة في شمال إدلب التي تسيطر عليها بمعظمها هيئة تحرير الشام إلى جانب المعارضة.
ولفتت إلى أن عملية الانتشار للقوات التركية، يرافقها الجيش الوطني السوري على طرق مختلفة في نقاط تفتيش، بالإضافة لقواعد عسكرية تركية في إدلب، مشيرة إلى أن القوات التركية تتركز في المناطق الفاصلة بين تلك التي تسيطر عليها المعارضة السورية، والنظام السوري.
وأشارت إلى أن الانتشار التركي المكثف وبهذا الشكل، يمنع من تقدم النظام السوري باتجاه إدلب، ويعود الفضل للقوات التركية وانتشارها الكبير لمنع عملية عسكرية برية هناك من روسيا وقوات الأسد التي فقط تشن قصفا مدفعيا على طول الحدود.
وأضافت أن المعضلة الآن تكمن في أن تركيا وروسيا لديهما تقييمات مختلفة حول سلامة الطريق الدولي "أم4"، وبينما تؤكد أنقرة أنه تم تنظيف الممر الآمن على "أم4" إلى حد كبير، فإن الجانب الروسي يزعم بأن ذلك لم يتحقق.
اقرأ أيضا: لماذا قرّرت "تحرير الشام" اجتثاث فصائل جهادية أجنبية؟
ولفتت إلى أنه رغم تطهير منطقة "الممر الآمن" على الطريق الدولي "أم4"، من هيئة تحرير الشام، فإن جماعات متطرفة أخرى زادت من أنشطتها هناك، وفي عام 2020 وحده قتل أربع جنود أتراك خلال الدوريات التي نفذت على الطريق "أم4"، وبعد اتفاق 5 أذار/ مارس 2020، فقد 10 جنود أتراك حياتهم في إدلب بهجمات نفذتها جماعات متطرفة.
وشددت على أنه يفهم من الهجمات بأن هناك العديد من الجهات الفاعلة تسعى لمنع فتح الطريق الدولي "أم4" الذي ما زال مغلقا.
ورأت أن حل هيئة تحرير الشام والانضمام إلى الجيش الوطني السوري الذي تدعمه تركيا، هي الخطوة الأفضل لتخفيف العبء في المنطقة، ويريح دوائر كثيرة.
واستدركت أنه من غير المحتمل حاليا، أن تتخذ هيئة تحرير الشام التي تدير إدلب فعليا بإدارة مدنية تسمى "حكومة التحرير" التي أنشأتها، خطوة في هذا الاتجاه.
ورأت أن التطور المحتمل، هو أن هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ستحاول أن تجعل نفسها مقبولة بهوية جديدة من خلال تغيير اسمها مرة أخرى كما فعلت سابقا، ولكن هذه الخطوة لم تكن مقنعة سابقا لمجلس الأمن الذي أدرج الاسم الجديد "هيئة تحرير الشام" على قائمة العقوبات.
وأكدت أن قضية هيئة تحرير الشام ستبقى على جدول الأعمال طالما لم يتم إزالتها من "قائمة الإرهابيين" التابعة لمجلس الأمن الدولي، وعليه فإن المعضلة بين أنقرة وموسكو بهذا الشأن ستبقى متواصلة.
صحيفة "ستار" التركية في تقرير للكاتب نجدت أوزجيلك، ذكرت أن الوجود العسكري في إدلب يردع النظام وروسيا من عملية شاملة، ولكنه يعاني من نقاط ضعف.
وأشارت إلى أنه يجب التركيز على دمج هيئة تحرير الشام في المعارضة المعتدلة من أجل التوصل إلى حل مستدام في إدلب.
وشددت على أن المعضلة لدى الروس ليست وجود المتطرفين والجماعات الإرهابية في إدلب كما يقولون، بل المعارضة المعتدلة والوجود التركي في شمال غرب سوريا، وحجج موسكو بأنها تعمل على مكافحة الإرهاب في إدلب لا تعكس الواقع.
ولفتت إلى أن تركيا عملت على تفكيك بنية الجماعات المتطرفة في إدلب منذ عامين، مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة لتحويل المنظمات التي لا يوجد عليها خلاف إلى جماعات ذات طابع معارض معتدل.
وأضافت أن الجماعات المتطرفة في إدلب بما فيها "حراس الدين" والتي تبتعد عن النهج المعارض المعتدل تشكل خطرا ليس لروسيا فحسب، بل لتركيا والمعارضة المعتدلة.
اقرأ أيضأ: إلى أي مدى وفت تركيا وروسيا بالتزاماتهما شمال سوريا؟
ونوهت إلى أن معدل الهجمات التي تشنها روسيا ضد الجماعات المتطرفة منخفض جدا مقارنة بتلك التي ضد هيئة تحرير الشام.
ورغم أن هيئة تحرير الشام المهيمنة في إدلب، حاولت التحول إلى كيان ذي طابع معتدل، لكنها فشلت في ذلك، كما أن حالتها المترددة بشأن عملية التحول تعزز حجة روسيا في عملياتها العسكرية، وتعقد مكاسب المعارضة المعتدلة وتركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يجب أن تفهم هيئة تحرير الشام بأنه لا يوجد خيار آخر سوى حل نفسها والاندماج في الجيش الوطني السوري، والقبول بأن الرأي العام الدولي لا يمنحها أي فرصة للقيام بأي تحول، فهي ليست مثل حركة طالبان لها نفوذ فاعل وقوي وواسع الانتشار تستطيع فرض نفسها.
هل سربت "خلية" معلومات عن المسيرات التركية إلى إسرائيل؟
اليونان تتجه لزيادة التوتر مع تركيا عبر أمريكا.. تفاصيل
صحيفة: مطالب مصرية خلفها السعودية والإمارات ترفضها تركيا