خطة جديدة بين واشنطن ومكسيكو للحرب على المخدرات

تناقش الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك خطة جديدة في إطار حربهما المشتركة على المخدرات التي تواصل التدفق عبر الحدود.

وفي هذا السياق، يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة للدولة المجاورة، وهي الأولى له إلى المكسيك منذ توليه منصبه.

وأشارت واشنطن إلى استعدادها لتحديث برنامج عمره 13 عاما معروف باسم "مبادرة ميريدا" يوفر القوة العسكرية الأمريكية والمساعدة الفنية والتدريب الأمني، للجيش المكسيكي.

وكان الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قد أعلن أن المكسيك لم تعد تريد مروحيات مقاتلة وأسلحة أخرى لمحاربة مهربي المخدرات، وحض في المقابل الولايات المتحدة على الاستثمار في تعاون اقتصادي في المنطقة.

وقال بلينكن: "بعد 13 عاما من مبادرة ميريدا، حان الوقت لاتباع نهج جديد شامل لتعاوننا الأمني، نهج من شأنه أن ينظر إلينا كشريكين متساويين في تحديد أولوياتنا المشتركة ومعالجة الدوافع الجذرية لهذه التحديات، مثل عدم المساواة والفساد، والتركيز ليس فقط على تعزيز تطبيق القانون بل أيضا على الصحة العامة وسيادة القانون والفرص الاقتصادية الشاملة".

اقرأ أيضا: مذكرة تفاهم بين أمريكا والمكسيك لـ"معالجة أسباب الهجرة"

وأضاف أنه يجب بذل المزيد من الجهود لمكافحة تهريب الأسلحة وتعزيز أمن الموانئ والحدود وتفكيك الأنظمة المالية للكارتلات والقضاء على سياسة الإفلات من العقاب ومعالجة انتهاكات حقوق الإنسان وقضايا الصحة العامة.

من جانبه، قال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد إن الوقت حان "لنقول وداعا لمبادرة ميريدا وأهلا باتفاق باسنتينيل"، في إشارة إلى الذكرى المئوية الثانية لاستقلال الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية.

وبموجب مبادرة ميريدا، أعطت الولايات المتحدة للمكسيك نحو ثلاثة مليارات دولار منذ 2008، لتدريب قوات إنفاذ القانون، ومعدات مثل مروحيات بلاك هوك.

وفي الوقت نفسه ركزت السلطات الأمريكية على مساعدة المكسيك في إلقاء القبض على كبار تجار المخدرات مثل خواكين "إل تشابو" غوسمان، وإرسالهم إلى الولايات المتحدة للمثول أمام قضائها.

وكان إبرارد قال هذا الأسبوع إن المكسيك ستغتنم فرصة المحادثات للدفع نحو خطوات لتسريع عمليات تسليم مطلوبين بين البلدين وخفض تدفق السلاح من الولايات المتحدة.

في آب/ أغسطس، رفعت المكسيك دعوى قضائية غير مسبوقة على شركات أمريكية كبرى لتصنيع السلاح أمام محكمة في بوسطن، على خلفية تدفق السلاح بشكل غير قانوني عبر الحدود والذي تقول إنه يؤجج أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات.

وتشهد المكسيك أعمال عنف دامية مرتبطة بعصابات المخدرات، أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص منذ نشرت الحكومة الجيش في الحرب على المخدرات عام 2006.

ويعتقد الكثير من الخبراء أن استراتيجية نشر الجيش فشلت لأنها تسببت في تشرذم الكارتيلات لتصبح خلايا أصغر وأكثر عنفا، فيما استمر تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وسيركز الإطار الأمني الجديد "ليس فقط على الجريمة، بل أيضا على الأسباب الكامنة وراء الجريمة" وفق مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.