قال
وزير الخارجية بالوكالة في حكومة طالبان، أميرخان متقي، الأحد، إن عدم اعتراف العالم
بحكومة طالبان هو "اغتصاب لحقوق الشعب الأفغاني".
وأضاف
في تصريحات لوكالة الأناضول التركية: "قلنا في اجتماعاتنا التي عقدناها مؤخرا
وتلك التي انعقدت في الدوحة مع وفدي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إنه تم إنشاء
دول في العالم، من خلال الوصول إلى السلطة بالقوة أو انقلابات عسكرية أو الانتخابات".
وتساءل:
"لماذا يتم الاعتراف بها رسميًا ولا يسري الأمر ذاته على أفغانستان؟ في رأينا،
هذا الوضع هو اغتصاب لحقوق شعب أفغانستان".
وأشار
متقي، الذي يزور
تركيا والتقى وزير خارجيتها، إلى أنهم يديرون
علاقات أفغانستان الدبلوماسية
مع العديد من البلدان كما لو أنهم حكومة معترف بها رسميًا.
وأشار
متقي إلى أن أفغانستان استقبلت مؤخّرًا العديد من شحنات المساعدات الإنسانية التي تم
توزيعها على سكان المناطق الأكثر فقرًا، كما أن حكومة بلاده تلقت وعودًا بتوفير المساعدات
الإنسانية خلال اجتماعات عقدتها مع وفود من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخرا.
وأشار
متقي إلى أن حكومته على اتصال ببعض الدول الغربية، كاشفا عن إمكانية إجراء زيارات رسمية
لها خلال الفترة المقبلة.
وحول
علاقات حكومته مع تركيا قال متقي إن تركيا تمتلك إمكانات مهمة في مناطق مختلفة بأفغانستان؛
وهي قادرة على أن يكون لها دور جيد في مجالات الاستثمارات والمشاركة في بعض المشاريع
التي تساهم في إعادة إعمار أفغانستان.
وقال
متقي إن القضايا المتعلقة بالاعتراف الرسمي بطالبان واسترجاع الأصول الأفغانية المجمدة
من قبل الولايات المتحدة كانت مطروحة أيضا على طاولة البحث مع المسؤولين الأتراك.
واعتبر
متقي أن تجميد الأصول التابعة لأفغانستان يعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي وحقوق
الإنسان.
وشدد
وزير خارجية حكومة طالبان على ضرورة تحسين الاقتصاد من أجل ضمان عودة كريمة للاجئين
الأفغان الذين غادروا البلاد بسبب المشاكل المزمنة التي شهدتها كابول.
وبشأن
الانتقادات حول تزايد الهيمنة الصينية في البلاد بعد تولي طالبان السلطة في أفغانستان،
قال متقي إنه بعد 40 عامًا، تم تشكيل حكومة أفغانية استطاعت السيطرة على كامل التراب
الوطني وحل المشكلة الأمنية وخلق بيئة مناسبة للاستثمار.
وتابع:
"نحن على استعداد للعمل مع أي شخص يأتي إلى أفغانستان للمساهمة في تنمية الاقتصاد،
بشرط أن يتوافق هذا العمل مع متطلبات القانون الوطني والدولي وإجراءات الشريعة الإسلامية،
وأن يخدم مصالح أفغانستان".
وفي
سياق الحديث عن العلاقة مع الصين قال مقتي إنها "دولة مؤثرة في المنطقة، وهي مجاورة
لأفغانستان، والبلدان يرتبطان بعلاقات جيدة، ويمكننا التفاوض معهم إذا أرادوا العمل
في بلادنا".
وتابع:
"إذا كانوا يريدون تنفيذ مشاريع في أفغانستان من خلال الالتزام بالأساليب المتوافق
عليها في هذا البلد وفي مقدمتها متطلبات الشريعة الإسلامية، فلا مشكلة بالنسبة لنا".
تنظيم
الدولة
وفي ما
يتعلق بتهديدات تنظيم "
داعش" على إدارة طالبان والتي ارتفعت وتيرتها مؤخّرًا،
يرى متقي أن حكومة طالبان تمكنت من السيطرة على الأمن في البلاد.
وقال
في هذا السياق: "ضمان سلامة المساجد والشوارع المستهدفة من تنظيم داعش ليس بالمهمة
السهلة، وهذا الوضع يزيد من حجم الضغط الدولي على الحكومة، إضافة إلى أن عدم الاعتراف
الدولي يصب في مصلحة البروباغندا التي يقوم بها التنظيم".
وأشار إلى أن حكومة بلاده "ملتزمة باتخاذ نفس الإجراءات الأمنية المتخذة في مساجد
السنة والشيعة على حد سواء، وذلك للحد من الهجمات التي تستهدف الشيعة في أفغانستان".
وأضاف:
"الحكومة مسؤولة عن ضمان سلامة كل شخص يعيش في أفغانستان. نحن نبذل قصارى جهدنا
لضمان سلامة الجميع"، مشددا على أن الحكومة "تبذل جهودًا خاصة واستثنائية
لضمان سلامة المساجد".
وأشار متقي إلى امتلاك حكومة بلاده علاقات جيدة مع روسيا، وأن وفدًا من طالبان سيتوجه
إلى موسكو قريبًا لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس بشأن التطورات.
وفي
هذا السياق، شدد على أن بلاده "ليس لديها مشاكل مع الجارة طاجيكستان، وأن وسائل
الإعلام قامت بتضخيم بعض التصريحات الصادرة من المسؤولين في البلدين.
وتابع:
"جميع المشاكل يمكن حلها من خلال التفاوض والدبلوماسية والتفاهم المتبادل".