من الجُمل التي تنمو وتترعرع بيننا : الفساد موجود ولكنّ الفاسدين بَحْ ما فيش..! والسؤال الأكبر من كبير الآن: كيف أقنع مواطناً ليس له من علم السياسة شيء وهو مقتنع قناعة تامة أن الفساد يمشي بيننا و يمد رجليه ويديه حتى في الأنفاس التي نتنفسها؛ كيف أقنعه أن لا فاسدين لدينا؟ أو أننا مش قادرين نأتي بهم من غرة شعرهم ونجرجرهم للمحاكم والسجون..؟!.
تختل الأمور حينما تكون المعادلة صحيحة ونتيجتها خطأ؛ ليس لأننا لا نجيد الرياضيات بل لأننا لا نريد الجواب الصحيح لأن الجواب الصحيح له كُلفة قد لا يستطيعها ولا يتحملها أصحاب الحلول الخطأ وهنا نعني الخطأ المقصود وليس الخطأ الآتي من عدم الفهم..!
الفساد ليس أسئلة ضع دائرة؛ وليس ضع إشارة صح وإشارة إكس أمام الجمل التالية.. الفساد واقع يزحف معنا ويمشي معنا ويركض معنا ويحجز مكانه في غرف بيوتنا وينظم معنا الأشعار ويدخل حمّاماتنا..!
لا فساد بلا فاسدين.. ولا نهضة بلا نهوض.. ولا إصلاح بلا صالحين.. ومن أراد أن يخترع العجلة من جديد فإنه لن يخترعها لأن العالم اليوم يخترع عجلات تسبق الصوت؛ ونحن ما زلنا ندبّ الصوت وننادي: أمامي فاسد تعالوا واكمشوه.. ولكن لا حياة لمن تنادي..!
(نقلا عن الدستور)