تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن حادثة مثيرة تتعلق بتجسس موظف يعمل داخل منزل وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس لصالح إيران.
وذكرت هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان"، أنه "قدمت إلى المحكمة المركزية في اللد لائحة اتهام ضد المدعو عومري غورِن، تنسب له التجسس لصالح إيران".
وأضافت: "يُستدل من تحقيق جهاز الأمن العام (الشاباك) أن غورِن، الذي كان يعمل منظفا في منزل وزير الأمن غانتس، توجّه بواسطة إحدى شبكات التواصل الاجتماعي إلى جهة محسوبة على طهران، وعرض عليها التجسس، واقترح عليها على سبيل المثال، إدخال برمجية تستخدم لهذا الغرض إلى حاسوب تابع للوزير".
اقرأ أيضا: صحيفة عبرية تكشف كواليس إفراج تركيا عن إسرائيليين
وأوضحت هيئة البث، أنه "خلال التحقيق مع المتهم، تبين أنه قام بتصوير بعض الأغراض في منزل الوزير غانتس، وقام بإرسال الصور إلى الجهات الإيرانية؛ لإثبات جديته في التعاون".
كما جاء في بيان صادر عن "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية، أنه "بسبب النظام الأمني في منزل غانتس، فإن غورن لم يتمكن من الولوج لمعلومات خطيرة"، وفق زعمهم.
جدير بالذكر، أن حرب معلومات تدور بين إيران والاحتلال الإسرائيلية تخللتها هجمات إلكترونية متبادلة طالت مجالات هامة تؤثر على سير الحياة لدى الطرفين.
اقرأ أيضا: الاحتلال يضغط على واشنطن لرفع العقوبات عن شركة التجسس "NSO"
وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، من "خطر إقدام مجموعات من قراصنة الحواسيب الإيرانيين المرتبطين بالنظام، على شن هجمات سيبرانية تستهدف قطاعات مختلفة، من بينها المواصلات والصحة".
وبحسب بيان صادر عن الدول المذكورة، "يستغل هؤلاء القراصنة ثغرات أمنية في بعض التطبيقات".
فشل مدوٍ لجهاز "الشاباك"
وتحت عنوان: "فشل مدوٍ للشاباك"، أكد الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشع، في مقال نشر بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن "اقتراب غورِن (الجاسوس) المجرم السابق، منوزير الأمن غانتس، هو إخفاق شديد للمخابرات الإسرائيلية".
وقال: "البيان الدراماتيكي الذي أصدره جهاز "الشباك" أمس، عن رفع لائحة اتهام للاشتباه بجناية تجسس ضد عامل نظافة في بيت وزير الأمن، هو قبل كل شيء اعتراف بفشل مدوٍ للجهاز، صحيح أن الجهاز نجح في أن يلتقطوا بشكل فوري توجه المتهم لمجموعة القراصنة المتماثلة مع إيران، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في الإحباط المسبق قبل أن يدخل إلى وظيفته في بيت الوزير".
ولفت الخبير، إلى أن لدى المتهم ماضيا جنائيا غنيا؛ فلديه 5 إدانات و14 ملفا في الشرطة على مدى أكثر من عقد، من بينها؛ سطو على بنك، اقتحام بيوت وسرقة، وحكم لأربع فترات سجن، آخرها 4 سنوات".
ورأى أن "مثل هذا الشخص لا يفترض حتى أن يقترب من منطقة حساسة مثل البيت الخاص بوزير الأمن، الذي توجد فيه مواد سرية وهاتف أحمر، وتسمع فيه أسرار سياسية وأمنية دفينة، ويفترض بمن يعمل هناك أن يجتاز فحصا أمنيا مسبقا، وبعده فحصا آخر أعمق، وفي إطارهما يتحدد مستوى التصنيف للمرشحين قبل تلقي الوظيفة".
وكشف يهوشع عن أن "غورن كان يفترض أن يجتاز فحصا دوريا لدى "الشاباك"، وهذا لم يتم، لقد اخترقت شبكات الحماية"، مضيفا: "مع هذا الحدث، ينبغي التعاطي بخطورة، وكأن الإيرانيين تنصتوا عمليا على الوزير، فعامل نظافة في بيت وزير الأمن هو حلم كل جهة استخبارية في العالم، وصحيح أن معظم الذنب العام يقع في هذه اللحظة على "الشاباك"، لكن لضابط أمن وزارة الأمن توجد مسؤولية لا بأس بها في فحص الأشخاص الذين في محيط الوزير؛ من الحلاقة وحتى عامل الحديقة، وفي هذه الحالة لم يتم شيء".
ورأى أنه "ينبغي عمل تمييز واضح بين المنع والإحباط،. فـ"الشاباك" يتباهى بأنه التقط التوجه للإيرانيين، ونجح في إحباط حدث أكبر، لكن مهمة الجهاز هي المنع، وفي هذه الحالة فحص غير معقد في السجل الجنائي كان يمكنه أن يحقق نتائج أخرى".
وتابع: "فضلا عن "الشاباك"، لوزير الأمن أيضا مسؤولية شخصية في فحص الأشخاص الذين يتجولون في بيته، فمسموح -بل وحتى متوقع- منه أن يسأل أسئلة عامة حتى لو لم يكن المسؤول عن مواضيع الحماية، ولا بد حين يكون الحديث يدور عن شخص وظف في بيته حتى قبل تسلمه منصب الوزير".
وأكد الخبير، أن "غورن مؤخرا صور أغراضا في بيت غانتس، وبعث بها الى مجموعة القراصنة "Black Shadow "، في التلغرام، من بينها؛ طاولة عمل، حواسيب، هاتف، علبة وعليها إشارة مع جهة انتماء للجيش الإسرائيلي، صندوق وعليه لاصقة وفيها عنوان"IP"، خزنة مغلقة، آلة طحن أوراق، هدايا عسكرية أعطيت للوزير في منصبه كرئيس للأركان، صور للوزير وأبناء عائلته، فواتير دفعات وغيرها".
وقدر أنه "عندما نفذ التوجه لمجموعة القراصنة، بات غورن على بؤرة استهداف "الشاباك"، ولكن حتى حينها مر يومان إلى أن تم اعتقاله"، منوها بأنه "كان يمكن لغورن أن يلحق ضررا هائلا؛ تحقيق قرب أقصى، أكثر حميمية ممكنة بين جهة إيرانية مزعومة وبين وزير الأمن من خلال الربط بحاسوبه الشخصي وبالهاتف الأحمر، بل وربما من خلال تصوير أو أخذ وثائق".
وقال: "حقيقة أن غورن اجتاز فحص "الشاباك"، رغم سجله الجنائي، يثير العجب، وهذا قصور يستوجب استخلاص استنتاجات شخصية"، لافتا إلى أن الجهاز الأمني "ينفذ حاليا فحصا متجددا لسياقات الفحص الأمني حول أصحاب الوظائف القريبة من الشخصيات المحروسة".
وذكر يهوشع، أنه "بموجب ذلك، يتم بلورة أنظمة جديدة وعقيدة عمل تعطي جوابا على مستوى التهديد واحتمال الضرر".