قال أكاديمي بريطاني، إن وعد بلفور الذي حلّت ذكراه الـ104 مطلع تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري، هو الخطأ القاتل الذي اتخذته المملكة المتحدة في فلسطين.
وذكر أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة أكسفورد، يوغين روغار، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن هذا الوعد لم يترك لبريطانيا خيارا سوى الانسحاب من الأراضي التي كانت تأمل ذات يوم أن تكون جزءا دائما من امبراطوريتها.
ونوه روغار إلى أن بريطانيا لم تكن تنوي إحلال اليهود مكانها في فلسطين كما هو الواقع الآن، بل كانت ترغب لأسباب جيوستراتيجية بسيطة ولدت مع الحرب العالمية الأولى، إلى استغلال الحركة الصهيونية للشراكة مع المستوطنين في إدارة فلسطين.
ولفت روغار إلى أن الحكومة البريطانية لم تكن مهتمة بالصهيونية قبل الحرب العالمية الأولى. ففي عام 1913، رفض وكيل وزارة الخارجية الدائم، السير آرثر نيكولسون، استقبال ناحوم سوكولو، عضو المجلس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية.
وأوضح أن نيكولسون قال حينها: "كان من الأفضل ألا نتدخل لدعم الحركة الصهيونية".
إلا أنه لفت إلى سبب آخر دفع بريطانيا للبحث عن شراكة مع الصهيونية في عام 1917. فقبل عام واحد فقط، كان سايكس قد وافق على توزيع الأراضي العربية العثمانية مع بيكو. ويضيف أنه "لن تكون فرنسا متعاطفة مع المطالب البريطانية الجديدة بفلسطين، بعد أن أوضحت كل من فرنسا وروسيا مصالحهما الخاصة في الأراضي المقدسة، ووافقتا على حل وسط يترك فلسطين تحت السيطرة الدولية".
يتابع روغار: "كان البريطانيون بحاجة إلى طرف ثالث لتحمل المسؤولية عن مثل هذا التحول الهائل في دبلوماسية التقسيم. ومن خلال دعم الحركة الصهيونية، يمكن لبريطانيا أن تراهن على مطالبتها بفلسطين ليس من حيث مصالحها الإمبراطورية الأنانية، ولكن كمسألة عدالة اجتماعية تاريخية - حل "القضية اليهودية" في أوروبا من خلال عودة الشعب اليهودي إلى وطنه التوراتي".
وكان وزير الخارجية البريطاني في الحرب العالمية الأولى آرثر بلفور، قال في بيان بالثاني من تشرين ثاني/ نوفمبر 1917 إن بريطانيا تدعم إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، وهو ما تم بالفعل.
وتنشر "عربي21" الترجمة الكاملة لمقال يوغين روغار على جزئين قريبا.