بعد ما يقرب من نصف عام من الجمود في المحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى، فقد عاد الجانبان إلى مفاوضات البرنامج النووي، ما تسبب بشن حملة إسرائيلية ضد استئناف المحادثات، وفي الوقت ذاته تطرح أوساطها العسكرية والأمنية مدى واقعية الخيار العسكري ضد إيران.
في الوقت ذاته، وبعد أن استؤنفت المباحثات في فيينا،
وبعد مناقشة قصيرة دامت قرابة ساعتين، خرج الطرفان وأعلنا أنهما متفائلان، وأظهرا
مواقف إيجابية، مع العلم أن جولات المفاوضات السابقة لا تلزم بالضرورة الحكومة الإيرانية
الجديدة التي تولت السلطة، باعتبارها مجرد مسودة، وليست اتفاقية موقعة، وبالتالي فإن
كل شيء لا يزال متغيرًا، رغم أن إقرارها من المحتمل أن يواجه العديد من الصعوبات في
الكونغرس، حسب ما تتوقعه المحافل الإسرائيلية.
وفيما يواصل كبار المسؤولين الإسرائيليين حشد القوى
ضد اتفاق مع إيران، فقد أوضح وزير الخارجية يائير لابيد أن "إيران نووية ستجلب
الشرق الأوسط بأكمله لسباق تسلح نووي، ما يتطلب تشديد العقوبات والرقابة عليها، وهاجم
رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الحرب بيني غانتس عودة القوى للمحادثات مع إيران،
بزعم أنها تتفاوض في فيينا بهدف رفع العقوبات، ما يستدعي من المجتمع الدولي طرح العمل
العسكري، حتى يوقف الإيرانيون سباقهم النووي والتوسع الإقليمي.
سيناريوهات محتملة
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات
العسكرية- أمان، طرح جملة من السيناريوهات المحتملة في المحادثات النووية، وحاول طرح
السيناريو الأفضل لإسرائيل، بجانب الأقل احتمالًا، فضلا عن الخيار المقلق للغاية بالنسبة
لها.
أورد يادلين هذه السيناريوهات في مقال مطول نشره
موقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، جاء فيه أن "الخيار الأفضل والنتيجة
المرغوبة التي تود إسرائيل أن تراها في محادثات فيينا هي الخيار الذي اقترحه سابقًا
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن تكون المفاوضات أطول وأقوى وأكثر إحكامًا،
وفي مثل هذا السيناريو ستتم زيادة الإشراف على المشروع النووي الإيراني، وتمديد الاتفاق،
رغم أن الولايات المتحدة تتجه لإجراء محادثات دون أي إمكانية فرض لمثل هذه الاتفاقية،
وبالتالي فإن احتمالية قبولها منخفضة".
اقرأ أيضا: مفاوضات النووي اختبار لإدارة بايدن في ظل ضعف واشنطن
وأضاف أن "الخيار المؤقت للعودة للاتفاق النووي
لعام 2015، يطالب الإيرانيون بمطالب عالية تتمثل بإلغاء جميع العقوبات، رغم أنهم مستعدون
"لدحرجة" برنامجهم النووي إلى الوراء فقط، بعد أن يتعافى اقتصادهم مع تخفيض
العقوبات، وهذه مطالب سيكون من الصعب للغاية قبولها في واشنطن، وبالتالي فإن إمكانية
العودة لاتفاق 2015 موضع شك أيضًا، لذلك يرجح أن يوافقوا، وهم يعانون بشدة من العقوبات،
ويهتمون بإزالتها، على التحلي بالمرونة، والتخلي عن بعض المطالب".
حل وسط
يعتقد الإسرائيليون أن الطرفين سيجدان صعوبة في
التوصل لاتفاقات كاملة، فقد يكون هناك حل وسط يتوقف بموجبه الإيرانيون في المرحلة التي
هم فيها الآن، وفي المقابل سيخفض الأمريكيون بعض العقوبات، لكن تل أبيب ترى أن طهران
تجد نفسها الآن في وضع متقدم للغاية، وقريبة نسبيًا من عتبة القنبلة النووية.
يطرح الأمن الإسرائيلي تساؤلا يتعلق بمدى قرب إيران
من عتبة القنبلة النووية، خاصة عند تكديس ما يكفي من المواد النووية، ما يجعل الإيرانيين
على بعد شهرين من كمية المواد التي ستسمح بتطوير القنبلة الأولى بمعدل 90٪، حيث يمتلكون
اليوم ما يكفي من المواد بمعدل 20٪ -60٪، لتصل لمستوى عسكري يقارب 90٪ في نحو شهرين،
وربما أقل.
في الوقت نفسه، ترى إيران نفسها الاستمرار بتطوير
نظام التسلح، وهي عملية قد تستغرق بضعة أشهر أخرى، وهو المجال الذي ستركز عليه الحكومة
الإسرائيلية في المحادثات الحالية، بما في ذلك أن تضمن أن لديها خيارًا عسكريًا موثوقًا
به، حتى لو لم تستخدمه في النهاية، بجانب نجاح جهودها الدبلوماسية مع القوى العظمى،
وهذا أمر مهم بالنسبة لواشنطن، لأنه بعد انسحابها من أفغانستان، لا أحد يعتقد أن أمريكا
ستستأنف عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط قريبًا.
مقارنة إسرائيلية تتوقع مزيدا من الصعوبات أمام بينيت وبايدن
جنرالان إسرائيليان يتحدثان عن استراتيجية خاطئة تجاه إيران
خشية إسرائيلية بالغة من تسوية أمريكية "ضعيفة" مع إيران