بعد مرور نصف عام على بدء عمل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ورغم حصولها على صبغة الحكومة اليمينية، لكن أوساطا دينية داخل دولة الاحتلال بدأت تصفها بأنها تخلت عن "يهودية" الدولة، لصالح تيار اليسار والوسط، خاصة في القضايا الدينية والشريعة اليهودية، وهو ما تنادي به الصهيونية الدينية وحاخامات الاحتلال.
لكن الأيام الأخيرة شهدت ظاهرة لافتة، وغير مسبوقة، تمثلت بتوقيع كبار الحاخامات اليهود على دعوة غير عادية ضد الإصلاحات التي تنادي بها حكومة نفتالي بينيت في قضايا الشريعة وحائط البراق، بعد اجتماع سري في منزل أحدهم، تخلله عرض لمقاطع فيديو لأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وشروحات لمشاريع القوانين المخالفة للشريعة اليهودية.
ياكي أدمكار الكاتب الإسرائيلي في موقع ويللا، كشف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "سبعة عشر من كبار الحاخامات في الصهيونية الدينية وقعوا على رسالة استثنائية دعوا فيها الجمهور الإسرائيلي لأول مرة للخروج والتظاهر ضد الإصلاحات التي تروج لها الحكومة في قضايا الشريعة اليهودية وحائط البراق".
وأضاف أن "رسالة الحاخامات تضمنت التنديد بسلسلة من القوانين التي تهدد جوهر الدولة، وتغير هويتها اليهودية، مما يتطلب من الجمهور الإسرائيلي أن يتحد، ويحتج على محاولة جعل الدولة لكل مواطنيها".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: إقرار الموازنة لن يجلب الهدوء لحكومة بينيت
عرف من بين الموقعين على الرسالة، حاييم دروكمان إلياهو حاخام مدينة صفد، ميخا هاليفي حاخام بيتاح تكفا، والحاخامات الياكيم لبناين ودوف ليئور وحاييم شتاينر وديفيد تشاي هكوهين ويهوشوا شابيرا، وقد وقعوا الرسالة بعد لقائهم الأسبوع الماضي في منزل الحاخام دروكمان، واستمعوا إلى مراجعة شاملة لخطوات الحكومة في قضايا الشريعة اليهودية، ومخطط حائط البراق ووسائل النقل العام والمواصلات التي ستعمل يوم السبت في الأماكن العامة.
مع العلم أن العريضة الحاخامية سبقها مقابلات مع بعض أعضاء الكنيست في الائتلاف الذين تحدثوا عن نواياهم المستقبلية، وتفسيرات لمشاريع القوانين الأخرى التي تروج لها الحكومة في هذه القضايا، وبعد الاستماع إليهم، وقعوا على خطاب صاغه الحاخامات، الذين زعموا أننا "نريد دولة يهودية، وليس دولة لجميع مواطنيها"، زاعمين أن الحكومة تروج لسلسلة من القوانين التي تهدد جوهر الدولة، وتغير هويتها، مما يتسبب بالاحتجاج على هذه المحاولات الحكومية.
صحيح أنها الخطوة الأولى من قبل الحاخامات ضد حكومة بينيت- لابيد، لكن تم الإعلان عنها قبل مظاهرة يمينية كبيرة من المتوقع أن تنطلق قريبا بميدان رابين وسط مدينة تل أبيب، ويتوقع أن تنادي إعلانات الاحتجاج في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل بشعارات "احتجاج الخط الأحمر" و"قيادة الكفاح الوطني"، ودعت الجمهور اليهودي للمشاركة في احتجاج عنوانه أننا بحاجة لحكومة تحافظ على دولة يهودية وديمقراطية مستقلة عن "العدو"، تهتم بالهوية اليهودية.
تتلخص احتجاجات الحاخامات اليهود بشكل أساسي ضد الإصلاحات التي روجت لها الحكومة مؤخرًا في مجالات عدة، على سبيل المثال بالموافقة على الميزانية، وقانون ترتيبات الكنيست، والإصلاحات اليهودية، التي تمت الموافقة عليها، وبموجبها ستتوقف الحاخامية الرئيسية عن منح طعام الحلال لأصحاب الأعمال التجارية، وستصبح منظمة، ويتم استبدالها بواسطة هيئات خاصة.
وفي مجال التحول عن الديانة، يعتزم وزير الشؤون الدينية ماتان كاهانا، الترويج قريبًا لمقترح سيسمح للحاخامات المحليين بالتحول، وبالتالي مصادرة السلطة الحصرية للحاخامية في هذا المجال، بهدف إضافة الآلاف من الأشخاص غير المتدينين للشعب اليهودي.
"معاريف": هذه أسباب التقارب المصري- الإسرائيلي
تقدير إسرائيلي: جملة عقبات تهدد استقرار حكومة بينيت
الكنيست يقر موازنة 2021 على وقع احتجاجات ضد بينيت