مع التأزم في المفاوضات التي تشهدها العاصمة النمساوية فيينا حول البرنامج النووي الإيراني مع القوى العظمى، تتزايد الدعوات الإسرائيلية لوضع الخيار العسكري على الطاولة، سواء بالتوافق مع الولايات المتحدة، أو بصورة مستقلة عنها، والذهاب إلى تنفيذ هذا الخيار بصورة انفرادية.
في الوقت ذاته، تتحدث أوساط عسكرية عن التحديات التي تواجه إسرائيل في حال قررت مهاجمة إيران بصورة مستقلة، بعيدا عن التوافق مع الولايات المتحدة، خشية أن يرفع الغطاء الأمريكي عن هذه الضربة، وبقاء إسرائيل وحدها في هذه المواجهة الساخنة.
مايكل كلاينر الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، أكد في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "المفاوضات النووية مع إيران قد تكون حدثا ذا أهمية تاريخية، أو نقطة تحول تؤدي لوقف تسلحها النووي، أو تجديد اتفاق من شأنه أن يسمح لها بإنتاج أسلحة دمار شامل، خاصة بعد تصريحات وزير المالية أفيغدور ليبرمان بأنه "باتفاق أو بدونه، ستمتلك إيران أسلحة نووية خلال خمس سنوات".
وأضاف أن "المخاوف الإيرانية ما زالت ماثلة رغم أن الرئيس جو بايدن أعلن أن إيران لن تمتلك أبدًا أسلحة نووية، لكن "الازدراء" الإيراني مبني على قناعتها بأن بايدن لا يملك الشجاعة للهجوم، ولن يجرؤ على تنفيذ الخيار العسكري فقط لتخفيف خطر امتلاك الأسلحة النووية، أو يساعد على الحد من خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة".
اقرأ أيضا: دعوة إسرائيلية لإقامة قناة اتصال سرية لإبرام اتفاق مع إيران
وتترافق الدعوات لفحص جميع خيارات العمل العسكري المستقل تجاه إيران، بعيدا عن وجود خيار أمريكي مشابه، مع دعوات أخرى عن قرب الوقت أمام حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، للعمل كنقطة انطلاق، والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة الحزبين اللذين يحظيان بأكبر قدر من تأييد الإسرائيليين، ويتمتعان بالمكانة الدولية الضرورية والخبرة اللازمة، لبدء جبهة مع الولايات المتحدة وبريطانيا لشن هجوم على إيران.
عاموس يادلين، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تحدث في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" عن "احتمال مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، على اعتبار أن أي قرار يتخذ في فيينا (المفاوضات) سيكون سيئا على إسرائيل، ما يستدعي منها أن تشرع في إعداد خياراتها من أجل إيقاف الخطة الإيرانية، وعليها أن تبدأ في النظر لمجموعة الأسلحة الإيرانية، لأن طهران حققت تقدمًا كبيرًا، وقد يكون من الصعب إيقاف مسارها في التخصيب".
ويستشهد الإسرائيليون على ترجيح خيار الضربة العسكرية ضد إيران، دون مشاركة أمريكية، بما حصل عند مهاجمة المفاعل النووي في العراق في 1981، بقرار رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ولم يشارك الأمريكيون حينها، وتكرر الأمر عند مهاجمة المنشأة النووية السورية في دير الزور في 2007، بقرار من رئيس الحكومة إيهود أولمرت.
الخلاصة الإسرائيلية أن هناك عدة مستويات من التنسيق مع الأمريكيين لاتخاذ قرار مصيري كمهاجمة إيران، لكن تجاوزها، وفق الزعم الإسرائيلي، للخط الأحمر، قد يضطرها للهجوم، حتى بدون دعم أمريكي، رغم أن تبعات مثل هذا القرار لن تكون سهلة، وليس بالضرورة أن يكون رد الفعل الإيراني مشابها للعراق أو سوريا، وهو ما تتخوف منه إسرائيل.
جنرال إسرائيلي يستعرض سيناريوهات منع الاتفاق النووي
معاريف: الهجمات على سوريا لإحباط قاعدة عسكرية بالجولان
جلسة سرية للكنيست تبحث المخاوف والتهديدات للاحتلال