بداية اعترف لك أنك لست أمير القلوب فقط، بل إنك سرقت قلوبنا أيضاً بحبك. كل السرقات تكون بالإكراه، إلا سرقتك لقلوبنا فقد تمت السرقة ليست عن حب ورغبة منا، بل بصمنا لك وبكامل قوانا العقلية بجواز سرقة قلوبنا.
صحيح أنني مشجع أهلاوي قديم، ولكن من يترك الأثر في القلب ويبقي أثره على مدار سنوات هم قلائل، وأنت من أوائل هؤلاء القلائل إن لم تكن أولهم.
يوما بعد يوم تثبت لنا أن اللاعب لا يسدد الكرة فقط في مرمى المنافس، بل يسدد أيضا رسائل يجب أن تصل لأنه ليس صاحب أقدام ذهبية فقط، بل صاحب رسالة ورسالة سامية تسعى إلى تعزيز كل ما هو نبيل وتسعى إلى تعزيز مفهوم الخلق القويم.
وكيف يمكن أن أنسى وأنا ابن غزة المحاصرة؛ يوم أن رفعت "التيشيرت" في بطولة الأمم الأفريقية وأعلنت تعاطفك مع غزة في جملتك الشهيرة "تعاطفا مع غزة". صحيح يومها أنه رُفع في وجهك كرت الإنذار، ولكنك بهذا التصرف أيقظت كثيراً من القلوب وكسبت احترام الملايين من الأحرار في الكرة الأرضية، حتى أنه عندما أقيم حفل تكريم لك في الجزائر ذكرت أن من وصيتك أن يدفن هذا القميص معك في قبرك ليكون لك شفيعا عند ربك.
أخرجك بعض قومك من بلدك بغير حق وصودرت أموالك وممتلكاتك، ولكننا لم نسمع منك إلا كل كلمة طيبة عن مصر، وفي كل المنابر الإعلامية كنت تتمثل قول الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ كريمة وأهلي وإن ضنوا علي كرام
في كل اللقاءات كنتَ دوما تدعو إلى الفضيلة وإلى اللعب النظيف، وهذه الحملة التي تشن عليك هذه الأيام من قبل أناس بينهم وبين السلوك القويم والسليم ما بين المشرق والمغرب؛ تؤكد على صدق المسار الذي تسير فيه. وأذكرك أيها الشريف الخلوق بهذه الكلمات: "من سعى لإرضاء الناس في سخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن سعى لإرضاء الله في سخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس".
فسرْ على بركة الله تحفك عناية الرحمن ودعوات وتعاطف عشرات الملايين من الأحرار والشرفاء في هذا العالم.
من غزة المحاصرة أوجه لك التحية، وأتمنى أن تصلك هذه التحية.
|* كاتب من فلسطين