تلقي الأوضاع السياسية السلبية في دولة الاحتلال بتأثيراتها على القرارات الخارجية، لا سيما بالنظر للتحديات الأمنية والتهديدات العسكرية من الجبهات المختلفة، ما يدفع كثيرا من الأوساط الحزبية الإسرائيلية والداخلية للإعراب عن قلقها من إمكانية أن يذهب رئيس الحكومة نفتالي بينيت لاتخاذ توجهات خطيرة، ومكلفة، لإظهار أنه قوي، وليس ضعيفا، كما يصفه خصومه في ساحة الاحتلال الداخلية.
وتصل التقديرات الإسرائيلية
في توقعاتها إلى أن يفكر بينيت بجدية في انتهاج خيار أمني للتعامل مع التحديات الخارجية،
لكن المشكلة تكمن في أن رئيس وزراء الاحتلال ليس لديه دعم شعبي لاتخاذ قرار خطير.
يعكوف باردوغو الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "بينيت، ذو المقاعد
الستة في الكنيست، يخشى منذ وقت من "انهيار" الدعم المقدم له، لصالح ارتفاع
تأييد معسكر اليمين المناوئ له، ما يعني تراجع حلمه بالحصول على شرعية عامة واسعة،
وعودة القاعدة اليمينية لاحتضانه، وربما بدأ يدرك أنه لن يبقى رئيسا للوزراء بعد ذلك
الوقت، بانتظار أن تنتقل السلطة إلى يائير لابيد ومعسكر اليسار، دون ترك بصمة قيادية
له".
وأضاف أن "ذلك يعني خسارة
بينيت لناخبي اليمين، وتخليهم عنه، ما يعني إمكانية أن يفقد حقه مرة واحدة، وإلى الأبد،
لكن القلق الإسرائيلي أن يترك ضعفه هذا على أداء المؤسسة العسكرية، والأسوأ من ذلك
كله أن ساعة بينيت الرملية بدأت تدق، من خلال إمكانية الدخول في عملية سياسية، لكنه
يخشى أن يحصد شخص آخر ثمارها، وفي هذه الحالة قد تدخل دولة عربية أخرى في اتفاقيات
التطبيع، ما يعني أن يعود الفضل لبنيامين نتنياهو، وربما يائير لابيد، وليس بينيت"، على حد قوله.
اقرأ أيضا: الجيش الإسرائيلي يتلقى إيعازا بالخيار العسكري ضد إيران
من الواضح أن بينيت يدخل في ما
يسميه الإسرائيليون "حذاء" شمعون بيريس، وسيُذكر بأنه تمرين كريه الرائحة،
وهو على الأكثر سيكون رقم 2، لكنه في هذه الحالة قد يذهب لاتخاذ نوع من التحركات الاستراتيجية
واسعة النطاق، ذات الأبعاد التوراتية، التي من شأنها أن تضعه في مجموعة القادة العظماء،
من خلال اتخاذ قرارات أكثر جرأة من الهجوم على المفاعل النووي في العراق، وفي هذه الحالة
يريد بينيت أن يقود خطوة أمنية استراتيجية تغير إسرائيل بصورة كلية.
وتعتقد المحافل الإسرائيلية
الذين يراقبون أداء رئيس حكومتهم أن مشكلته الوحيدة أنه يفعل ذلك دون دعم عام، ولا
يقدر حجم رد الفعل العنيف الذي سيتلقاه من المؤسسة العسكرية، لكنه يطمح، كما يبدو،
لأن يكون المؤلف الحصري للأجندة الأمنية والإعلامية والسياسية في إسرائيل، لكن الإسرائيليين
يقدرون أن بينيت سيذهب باتجاه إشعال عاصفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حتى لو كان
يفتقر للدعم الجماهيري، والقاعدة المستقرة والشرعية، لأنه لا يملك رؤية سياسية استراتيجية.
الخلاصة أن بينيت الذي يعيش
في حالة من اليأس دون ترك أي بصمة في الساحة السياسية الخارجية، لن يحتمل أن يرى على
التلفزيون كيف أن رئيس الوزراء القادم يائير لابيد، وهو يحظى بدعم شعبي واسع، سيصنع
التاريخ، وفي هذه الحالة سيتم دفع بينيت إلى الزاوية، وفي هذه الحالة سيتخلص من حالة
اللامبالاة، ويدخل مرحلة "جنون التضخيم"، وإدراك أنه على وشك أن يتبخر في
غضون عام ونصف دون أي إرث كبير، لكن تقارير الاستخبارات تتخوف مما قد يفعله بينيت مع
القادة الآخرين في المنطقة.
مقارنة إسرائيلية تتوقع مزيدا من الصعوبات أمام بينيت وبايدن
قلق إسرائيلي من تضامن أهالي مخيم شعفاط مع عملية القدس
تقدير إسرائيلي: جملة عقبات تهدد استقرار حكومة بينيت