يصدر قريبا عن معهد المخطوطات العربية، ضمن السلسلة الثقافية، كتاب بعنوان (ثلاث رسائل متبادلة بين محمود شاكر وناصر الدين الأسد) بتحقيق يوسف السناري.
ويأتي نشر هذا الكتاب ضمن عدد خاص ينشر على هامش الاحتفال بناصر الدين الأسد في برنامج مدارات تراثية الذي ينظمه المعهد.
ويعتبر شاكر والأسد من كبار المتخصصين في اللغة العربية والأدب العربي والدراسات اللغوية الأصيلة، وقد جمعتهم صداقة طويلة وحب للعربية والدفاع عنها. وقد خاضا معركة أدبية بالضد من طه حسين والرد عليه في كتابه "في الشعر الجاهلي".
ففي الجامعة استمع شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق، ثم وقف يرد على طه حسين في صراحة وبغير مداراة ويفند ما جاء في تلك المحاضرات.
أما ناصر الدين الأسد الطالب حينها في كلية الآداب - جامعة القاهرة فقد تقدم برسالته العلمية للحصول على درجة الدكتوراه بعنوان "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية". "وكانت هذه الرسالة، بقيمتها وما حملته من رؤية أصيلة ومنهج منضبط ومادة غزيرة، هي فصل الخطاب الذي أنهى الجدل ووضع حدًّا لكل ما أثير من نقاشات حول نسبة الشعر الجاهلي وأصالته طيلة هذه العقود"
وعن العلاقة التي جمعت محمود شاكر مع ناصر الدين الأسد يقول عبد الرحمن هاشم: "تعرف ناصر الدين الأسد على الأستاذ محمود شاكر، وسمعت أنه أعد رسالته للدكتوراه في بيت محمود شاكر، وكانت في صلبها، رداً على كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي"، وعندما سألت الدكتور ناصر الدين الأسد، بعد أن تزاملنا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عن سر الجفوة التي نشأت بينه وبين أستاذه محمود شاكر، أبهم الجواب، وكنت قد سألت من قبل الأستاذ محمود شاكر نفسه عام 1962 فشتمني، فتوقعت أن ناصر شعر بأنه ما كان ينبغي له أن يقف هذا الموقف من طه حسين، ولاحظت كذلك أنه في كل العروض التي يقدمها لكتابه يذكر أنه لم يكن يقصد الرد على طه حسين."
ويضيف أنه "في الخمسينيات عمل الدكتور ناصر الأسد مديراً للإدارة الثقافية بالجامعة العربية، وهو المكان الذي كان يشغله د. طه حسين، وربما ارتبط بشيء من الود مع طه حسين، وخالف في هذا شيخه، وأستاذه، فغضب عليه."