شهدت مناطق متفرقة في كازاخستان تبادلا لإطلاق النار بين قوات الأمن وبين مسلحين، فيما أوقفت السلطات رئيس لجنة الأمن القومي المعزول كريم ماسيموف بتهمة "الخيانة العظمى".
وقالت وكالة سبوتنيك كازاخستان، إن إطلاق نار واشتباكات شهدتها مدينة قيزلادا جنوب البلاد، فيما تواصل صباح السبت إطلاق النار في مركز ألماتي.
وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخية، أن عدد الأشخاص الموقوفين في الاضطرابات الجارية ارتفع إلى 4266 بما فيهم أجانب.
وذكر البيان أن أكثر من مئة شخص أوقفوا في قرية بمقاطعة ألماتي، وتم ضبط مستودع أسلحة في مقاطعة جامبيل، وكذلك منتجات مسروقة مثل الدراجات الهوائية، والتلفزيونات، والهواتف المحمولة، والأسلحة، والذخائر في مبنى خدمة السيارات في ألماتي.
وأوقفت سلطات كازاخستان رئيس لجنة الأمن القومي المعزول كريم ماسيموف، بتهمة الخيانة العظمى، وذكرت لجنة الأمن القومي، في بيان السبت، أنه جرى فتح تحقيق بحق ماسيموف.
وعُزل ماسيموف الذي شغل المنصب عام 2016، بقرار من الرئيس قاسم جومرت توكاييف، الخميس، إثر اندلاع موجة الاحتجاجات رفضا لزيادة أسعار الغاز.
وأقيل كذلك نائب رئيس لجنة الأمن القومي صمد أبيش، وهو ابن أخت الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف.
لا تفاوض مع المحتجين
وكان الرئيس الكازاخي قد أعلن في وقت سابق الجمعة رفضه لأي إمكانية للتفاوض مع المحتجين وسمح لقوات الأمن بـ"إطلاق النار دون تحذير".
وقال: "ما نوع المفاوضات التي يمكن أن نجريها مع مجرمين وقتلة؟ كان علينا التعامل مع مجرمين مسلحين ومدربين (...) يجب تدميرهم وسوف يتم ذلك قريبا".
اقرأ أيضا: تدخل روسي سريع بكازاخستان.. ومعارض يدعو الغرب للتحرك
وشكر الرئيس الكازاخي حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمساعدته بعد وصول كتيبة من القوات الروسية ودول أخرى حليفة لموسكو لدعم السلطة في البلاد.
الرئيس السابق يدعو الشعب إلى دعم الحكومة
من جهته دعا الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف الشعب إلى دعم الحكومة لمواجهة الأزمة التي تمر بها البلاد، وفق ما أعلن متحدث باسمه السبت.
وكتب المتحدث أيدوس أوكيباي في تغريدة أن نزارباييف "يدعو جميع المواطنين إلى الالتفاف حول رئيس كازاخستان للسماح له بتجاوز هذه الأزمة وضمان وحدة البلاد".
بلينكن يحذر من نشر قوات روسية.. موسكو ترد
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أن كازاخستان "ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي" بعدما نشرت موسكو قوات لاحتواء الاضطرابات في الدولة المجاورة لها.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن: "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما إن يدخل الروس بلدا ما، فإن إخراجهم يكون أحياناً أمراً بالغ الصعوبة".
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصريح بلينكن، بشأن مهمة قوات حفظ السلام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان بـ"الفظ".
وقالت زاخاروفا في تدوينة نشرتها مساء الجمعة عبر حسابها في "تيليغرام"، إن بلينكن "مازح اليوم بطريقته الفظة المعتادة بشأن الأحداث المأساوية في كازاخستان".
اقرأ أيضا: رئيس كازاخستان يأمر الجيش بإطلاق النار على "المسلحين"
وتابعت زاخاروفا بحسب "روسيا اليوم": "إذا كان أنتوني بلينكن مغرما جدا بدروس التاريخ، فعليه أن يعرف ما يأتي: إذا دخل الأمريكيون إلى بيتك، فسيصعب عليك البقاء على قيد الحياة وعدم التعرض للسرقة أو الاغتصاب".
وأردفت: "لكن هذا الأمر يعلمنا إياه ليس فقط التاريخ الماضي وإنما السنوات الـ300 الماضية، منذ قيام مؤسسات الدولة الأمريكية. ويمكن أن يروي الكثير لنا عن ذلك هنود أمريكا الشمالية والكوريون والفيتناميون والعراقيون والبنميون واليوغوسلافيون والليبيون والسوريون والعديد من الشعوب البائسة التي لم يحالفها الحظ في رؤية هؤلاء الضيوف غير المدعوين في منازلهم".
روسيا تواصل نقل قوات حفظ السلام
واصلت طائرات الشحن العسكرية الروسية نقل وحدات من قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إلى كازاخستان.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات العسكرية تنقل وحدات من المظليين من قوات حفظ السلام إلى مطاري "ألما-آتا" و"جيتيغين" بجمهورية كازاخستان.
وقال الرئيس الكازاخي في تغريدة في حسابه على "تويتر"، إنه "تم نشر قوات حفظ السلام المكونة من قوات متعددة الجنسيات من الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وستبقى لفترة قصيرة من الوقت حتى استقرار الوضع في كازاخستان".
قرغيزستان ترسل جنودا ومركبات عسكرية إلى كازاخستان
وأرسلت قرغيزستان جنودا ومركبات عسكرية إلى كازاخستان في إطار "قوة حفظ السلام" التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وقالت وزارة الدفاع القرغيزية في بيان الجمعة، إنها أرسلت 150 جنديا و8 مركبات مدرعة و11 مركبة محملة بمعدات من القاعدة الجوية العسكرية الروسية المتحدة في مدينة قند إلى كازاخستان.
وأشار البيان إلى أن مهمة الجنود هي حماية المرافق ذات الأهمية الخاصة والاستراتيجية للدولة المجاورة.
ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي تأسست في مايو/ أيار 1992، وتضم: روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزيا.
اقرأ أيضا: ما تأثير اضطرابات كازاخستان على أنقرة و"العالم التركي"؟
وتضم وحدات حفظ السلام قوات من: روسيا، وبيلاروس، وأرمينيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان.
ومنذ الأحد الماضي، تشهد كازاخستان احتجاجات على زيادة أسعار الغاز، تخللها سقوط ضحايا وأعمال نهب وشغب في ألماتي، كبرى مدن البلاد.
وأسفرت تلك الاحتجاجات والأحداث عن مقتل 26 محتجا وإصابة المئات، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الداخلية في البلاد، الجمعة.
وأعلنت الحكومة استقالتها الأربعاء، على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد بهدف حفظ الأمن العام، وفق إعلام محلي.
تدخل روسي سريع بكازاخستان.. ومعارض يدعو الغرب للتحرك
رئيس كازاخستان يأمر الجيش بإطلاق النار على "المسلحين"
فوضى في كازاخستان.. موسكو تتهم وواشنطن تراقب