مُنع لاعب التنس المصنف الأول عالميا، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، من دخول أستراليا، ووضعه في فندق يستخدم لاحتجاز اللاجئين، في ظل خلاف حول إعفائه من التطعيم.
وكانت وكالة الأنباء البريطانية "بي آيه ميديا" قد ذكرت، الخميس، أن ديوكوفيتش (34 عاماً) محتجز في فندق "بارك" وهو منشأة للحجر الصحي تديرها الدولة في مدينة ملبورن الأسترالية، وتضم أيضا طالبي اللجوء، وذلك في انتظار نتيجة استئناف ضد قرار قوة الحدود الأسترالية بإلغاء تأشيرة دخوله إلى البلاد.
ضجة سياسية ودبلوماسية
وتسبب "حجز" ديوكوفيتش، الذي يسعى للقبه 21 بالبطولات الأربع الكبرى في أستراليا المفتوحة، في ضجة رياضية وسياسية ودبلوماسية بين أستراليا وصربيا، وأصبحت المشكلة الشغل الشاغل لمعارضي إلزامية التطعيم حول العالم.
وأكدت الحكومة الأسترالية، أمس الجمعة السابع من كانون الثاني/ يناير، أن نجم التنس الصربي ديوكوفيتش ليس محتجزا على غير رغبته. وقالت وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية كارين أندروز، في مقابلة إذاعية اليوم، إن "ديوكوفيتش ليس محتجزا في أستراليا".
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن أندروز قولها إن ديوكوفيتش "له حرية المغادرة في أي وقت يختاره. وفي الواقع، سوف تسهل له قوات الحدود ذلك".
وعبرت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش، عن تقديم بلادها لكامل الدعم لنوفاك، من أجل أن يحظى بمعاملة عادلة في مقر احتجازه.
وقالت برنابيتش في تصريحات لوسائل الإعلام الصربية، مساء السبت: "سيبقى نوفاك محتجزًا لحين صدور القرار النهائي. تأكدنا من توفير الطعام المناسب له الخالي من الجلوتين، بالإضافة إلى توفير أدوات للتمرين له وشريحة اتصال وجهاز كمبيوتر محمول من أجل التواصل مع عائلته".
وأضافت: "قمنا بالتحدث مع الحكومة الأسترالية اليوم، وكانت المحادثات بناءة، ولمسنا نغمة إيجابية من قبل الأستراليين، والحكومة الصربية مستعدة لتقديم كافة الضمانات اللازمة لدخول ديوكوفيتش لأستراليا".
طعن ديوكوفيتش
وأكد المصنف الأول عالميا في التنس نوفاك ديوكوفيتش في الطعن الذي قدمه على قرار ترحيله من أستراليا إنه حصل على الإعفاء الطبي من تطعيم فيروس كورونا بعد إصابته بالعدوى في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعقد جلسة استماع لطعن اللاعب الصربي بعد غد الاثنين، وذكر ديوكوفيتش أنه حصل على إعفاء من الاتحاد الأسترالي للتنس المنظم لبطولة أستراليا المفتوحة، بالإضافة إلى خطاب من وزارة الشؤون الداخلية يؤكد السماح بدخوله البلاد.
وأوضح ديوكوفيتش أنه قدم لضباط سلطات الحدود "تصريح السفر الأسترالي بشكل صحيح، واستوفيت جميع المتطلبات اللازمة لدخول أستراليا بشكل قانوني بتأشيرتي".
وجاء في الطعن أن ديوكوفيتش قدم نتيجة العينة الأولى الإيجابية في 16 ديسمبر/كانون الأول لكن "بحلول 30 كانون الأول / ديسمبر، لم أكن أعاني من حرارة أو مشاكل في التنفس أو أعراض فيروس كورونا في آخر 72 ساعة".
وطلبت المحكمة من وزارة الشؤون الداخلية الرد على هذه المزاعم بحلول غد الأحد.
احتجاج عائلة ديوكوفيتش
نظمت عائلة ديوكوفيتش مظاهراتها لليوم الثالث على التوالي، أمام مبنى البرلمان الصربي، وأبدى سيرديان والد نوفاك غضبه الشديد، وقال أمام المعتصمين: "أنا أشعر بالاشمئزاز مما يعيشه ابني. إنه أمر مروع".
وتابع: "لا يمكن أن يطلقوا على بطولتهم بطولة كبرى، يجب تسميتها بالبطولة المغلقة من الآن فصاعدًا. لسنا غاضبين من الشعب الأسترالي، ولكن من حكومتهم، لم يكن ليسافر إذا لم يكونوا قد سمحوا له بالدخول".
وأكد شقيق نوفاك، أن هذه الجماهير ستواصل خروجها للتأكيد على دعمها لموقف شقيقه، لحين صدور الحكم النهائي، وقال: "نتمنى أن تسود العدالة، ونأتي إلى هنا يوم الإثنين بنتيجة مختلفة، تسمح لنا بالاحتفال".
تطورات جديدة
وذكرت تقارير صحفية أن المبررات التي قدمها ديوكوفيتش ستتسبب في أزمة جديدة له، حيث ظهر في حدث عام بعد يوم من تاريخ ثبوت إصابته بفيروس كورونا الذي ذكره في الطعن.
وظهر اللاعب من دون كمامة في حدث نظم على شرفه داخل قاعة مغلقة في صربيا، وقام بتحية عدد من الأطفال، والحديث أمام وسائل الإعلام المحلية.
كما ظهر ديوكوفيتش قبل ذلك بيوم -أي في اليوم الذي حصل فيه على نتيجة إيجابية لاختبار كورونا- في حدث منظم من طرف هيئة البريد الصربية بمناسبة إصدار طابع بريدي باسمه، وهو الحدث الذي شارك اللاعب الصربي صوره عبر حسابه بموقع إنستغرام.