أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مساء الأحد، مقتل متظاهر حلال مشاركته في احتجاجات رافضة للانقلاب، ومطالبة بتسليم السلطة بشكل كامل إلى المدنيين.
وقالت اللجنة في بيان، إن الشاب علي حب الدين علي (26 عاما) قتل إثر إصابته من قبل قوات "السلطة الانقلابية" خلال مشاركته في مليونية 9 يناير، وبهذا يرتفع عدد القتلى منذ الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 62 قتيلا.
وفي بيان سابق، أعلنت اللجنة عن مقتل أحد المتظاهرين متأثرا بجراح أصيب بها في "مليونية 6 يناير" بمواكب أم درمان، وذكرت اللجنة أن "علاء الدين عادل (17 عاما) قتل، بعد معاناة في العناية المكثفة، إثر إصابته برصاص حي في العنق من قبل قوات السلطة الانقلابية".
وقمعت السلطات الأمنية السودانية الأحد، متظاهرين بعد خروجهم باحتجاجات جديدة بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري، وللمطالبة بنقل السلطة بشكل كامل للمدنيين.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن
السودانية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، قرب القصر الرئاسي بالخرطوم، لتفريق
المتظاهرين، مشيرين إلى أن الآلاف خرجوا اليوم في العاصمة ومدنها المجاورة، رفضا
للانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بحسب ما أوردته وكالة فرانس
برس.
وقبيل انطلاق المظاهرات،
أغلق الأمن السوداني الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش
بالخرطوم.
يأتي ذلك في أعقاب ما أعلنه رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال بالسودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، عن إطلاق مشاورات "أولية" لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية لحل أزمة البلاد.
وأوضح بيرتس أنه ستتم دعوة أصحاب المصلحة الرئيسيين، من المدنيين والعسكريين للمشاركة فيها، دون تحديد موعد لها.
اقرأ أيضا: ترحيب عربي بالمبادرة الأممية بشأن السودان.. والمعارضة ترفض
وعلى صعيد مواقف الأحزاب السودانية من المبادرة الأممية، رحب حزب الأمة القومي بالدعوة للحوار بين مكونات القوى السياسية، التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان، مؤكدا تمسكه بخيارات الشعب لإسقاط الانقلاب.
وقال الحزب الذي يعد أكبر مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير في بيان، إننا "نرحب بالدعوة للحوار بين مكونات العملية السلمية في البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة، مع التأكيد على تمسك الحزب بخيارات الشعب السوداني لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر".
وتابع: "هذا إلى جانب إلغاء كل القرارات التي ترتبت على انقلاب 25 أكتوبر، وإعادة الحكم المدني كاملا و ََالشرعية الدستورية"، مشيرا إلى أن "الحزب سيناقش الدعوة حال تسليمها إليه عبر مؤسساته، ويقرر بشأنها بناءً على أجندة الحوار المطروحة للنقاش".
وأشاد البيان بـ"مجهودات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم الشعب السوداني لتحقيق التحول الديمقراطي في البلاد".
رفض تجمع المهنيين
لكن تجمع المهنيين السودانيين عبّر عن رفضه للمبادرة الأممية التي لاقت ترحيبا من جامعة الدول العربية، وقال إنها "تطبيع مع المجلس العسكري الانقلابي (..)، والحل يبدأ بإسقاط المجلس وتقديم أعضائه للعدالة"، وفق تقديره.
وتابع: "تحركات الممثل
الخاص للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس، مثيرة للجدل، ومفارقة للمهام الموكلة للبعثة
التي يقودها"، مؤكدا تمسكه بـ"اللاءات المعلنة (لا تفاوض، لا شراكة، لا
شرعية)، تبنيه القاطع للأدوات المتنوعة التي أشهرها شعبنا في المقاومة السلمية،
حتى انتزاع سلطة الشعب المدنية الخالصة، وتأسيسها على الشرعية الثورية".
وفي سياق متصل، أعلنت قوات
الدعم السريع التابعة للجيش السوداني الأحد، إحباط محاولة تهريب ذخائر على الحدود
مع ليبيا، كانت في طريقها إلى داخل الأراضي السودانية.
وقالت وكالة الأنباء
السودانية الرسمية "سونا" إن "قوات متحرك درع الصحراء بالدعم
السريع، والمنتشرة على طول الصحراء الكبرى بين السودان ومصر وليبيا وتشاد، تمكنت
من إحباط محاولة تهريب كمية من الذخائر على الحدود مع ليبيا، كانت في طريقها إلى
داخل السودان"، لافتة إلى أنه تم القبض على اثنين من عصابة تجارة الأسلحة
والذخائر، التي تنشط على الحدود بين البلدين.
ونقلت الوكالة عن عثمان
أبكر قائد بقاعدة "الشفر ليت" العسكرية التابعة للدعم السريع، أنه
"فور وصول معلومات عن نشاط العصابات المهربة في منطقة (سيف البارلي) على
المثلث الحدودي، فقد تحركت دورية لتمشيط المنطقة".
وتابع أبكر: "تمكنت القوات
من القبض على المهربين، خلال مطاردة العصابات المتفلتة على بعد 10 كيلومترات من
المنطقة"، منوها إلى أنه تم "ضبط 3 آلاف و638 طلقة مدفع رشاش (قرنوق)
و357 طلقة دوشكا معبأة في جوالات على متن عربة يستغلها المهربون لتنفيذ نشاطهم
الإجرامي".
قتلى وإصابات جراء قمع سودانيين متجهين إلى "القصر الرئاسي"
حشد لاحتجاجات جديدة بالسودان.. وواشنطن تحذر رعاياها
إغلاق الجسور بالسودان عشية مظاهرات للمطالبة بـ"الحكم المدني"