حول العالم

منظمة: ثروة أغنى 10 رجال بالعالم تضاعفت خلال جائحة كورونا

في صدارة أثرياء العالم الأكثر ربحا خلال العام 2021، إيلون ماسك، مؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"- عربي21

على الرغم من حالة الانسداد الاقتصادي العالمية، التي رافقت انتشار جائحة كورونا منذ نحو ثلاث سنوات، فإن مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" باتت حقيقة فعلية، إذ كشفت منظمة أوكسفام الخيرية، عن تضاعف ثروات أغنى 10 رجال في العالم إلى الضعف، فيما انزلقت غالبية كبرى من الناس نحو مربع الفقر والعوز أكثر.

 

وقالت المنظمة "إن الوباء جعل أغنى أغنياء العالم أكثر ثراءً، في حين أنه جعل المزيد من الناس ينزلقون نحو الفقر، حيث انخفض دخل الكثيرين، وساهم الفقر بوفاة 21 ألف شخص كل يوم".

وأشارت إلى أن أغنى عشرة رجال في العالم ضاعفوا ثرواتهم الجماعية بأكثر من الضعف منذ آذار/ مارس 2020.

 

ووفقا لأرقام فوربس التي استشهدت بها المؤسسة الخيرية، فإن أغنى 10 رجال في العالم هم: إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وبرنارد أرنو، وبيل غيتس، ولاري إليسون، ولاري بيج، وسيرغي برين، ومارك زوكربيرغ، وستيف بالمر، ووارن بافيت.

وعلى الرغم من أن ثرواتهم بشكل جماعي قد زادت من 700 مليار دولار إلى 1.5 تريليون دولار، إلا أن هناك تباينا كبيرا بينهم، حيث نمت ثروة ماسك بأكثر من 1000 في المئة، بينما ارتفعت ثروة غيتس بنسبة أكثر تواضعا بلغت 30 في المئة.


وتصدر منظمة أوكسفام عادة تقريرها عن عدم المساواة في الثروة بين سكان العالم، بالتزامن مع بدء اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وعادة ما يشهد هذا الحدث، مشاركة الآلاف من قادة الشركات والسياسيين والمشاهير والناشطين والاقتصاديين والصحفيين، الذين يجتمعون في منتجع التزلج السويسري، لحضور حلقات نقاشية وحفلات احتساء مشروبات وتناول أطعمة وضيافة فاخرة.

وتتجه النية لعقد المؤتمر هذا الأسبوع، عبر الإنترنت، وذلك بعد أن غيّر ظهور متغير أوميكرون خطط العودة الى إقامة الحدث بشكله المعتاد قبل الوباء.


اقرأ أيضا: أرقام صادمة عن الفقر والبطالة بالدول العربية (إنفوغراف)

 

وستشمل مناقشات هذا الأسبوع المسار المستقبلي المحتمل للوباء والمساواة في توزيع اللقاحات والانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وقال داني سريسكاندراجاه، الرئيس التنفيذي لأوكسفام في المملكة المتحدة، إن المؤسسة الخيرية قد وقتت التقرير كل عام ليتزامن مع اجتماع دافوس بهدف جذب انتباه النخب الاقتصادية والتجارية والسياسية.

وقال: "هذا العام، ما يحدث كان خارج التصور"، وأضاف: "تمت صناعة ملياردير جديد يوميا تقريبا خلال هذا الوباء.

 

وفي الوقت نفسه، أصبح 99% من سكان العالم أسوأ حالا بسبب الإغلاق وانخفاض نسب التجارة الدولية وقلة السياحة الدولية ونتيجة لذلك، تم دفع 160 مليون شخصا إضافيا نحو الفقر".

كيف تعمل أوكسفام على تحديد الأرقام؟

 
يستند تقرير أوكسفام إلى بيانات من قائمة فوربس للأغنياء من أصحاب المليارات وتقرير كريدت سويس السنوي للثروة العالمية والذي يحدد كيفية توزيع الثروة العالمية منذ عام 2000.

وتستخدم البيانات التي تعدها فوربس قيمة أصول الفرد، خصوصا الممتلكات والأرض، وتطرح منها الديون، لتحديد ما "يمتلكه" كل شخص. ولا تشمل البيانات الأجور أو الدخل.

وقد انتقدت هذه المنهجية في الماضي لأنها تعني على سبيل المثال، أن الطالب الذي لديه ديون عالية ولكن لديه إمكانية تحقيق أرباح مستقبلية عالية، سيعتبر فقيرا وفقا للمعايير المستخدمة.

وتقول أوكسفام أيضا إنه نظرا لحقيقة ارتفاع الأسعار أثناء الوباء، فقد تم تعديلها وفقا للتضخم باستخدام مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، الذي يتتبع مدى سرعة زيادة تكلفة المعيشة بمرور الوقت.


اقرأ أيضا: أكبر 10 شركات عائلية بالشرق الأوسط.. تعرف عليها


وأشار تقرير أوكسفام، الذي استند أيضا إلى بيانات من البنك الدولي، إلى أن الافتقار إلى الوصول إلى الرعاية الصحية والجوع والعنف القائم على النوع الاجتماعي والانهيار المناخي، ساهم أيضا في حدوث وفاة واحدة كل أربع ثوان.

وأضاف أن 160 مليون شخص يعيشون بأقل من 5.50 دولار في اليوم مما كان يمكن أن يعيشوا عليه من دون تأثير جائحة كوفيد.

ويستخدم البنك الدولي 5.50 دولار في اليوم كمقياس للفقر في البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى.

ويجب أن يشمل ذلك أنظمة ضريبية أكثر تصاعدية، تفرض ضرائب أعلى على رؤوس الأموال وأصحاب الثروات، وأن يتم إنفاق الإيرادات التي يتم جنيها جراء ذلك على "الرعاية الصحية الشاملة الجيدة والحماية الاجتماعية للجميع"، بحسب سريسكاندراجاه.

ودعت أوكسفام أيضا إلى التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19 لتمكين الإنتاج على نطاق أوسع وتوزيع أسرع.

 

البنك الدولي ومؤشر بلومبيرغ

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعرب رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، عن مخاوفه بشأن اتساع التفاوت العالمي، مجادلا بأن تأثير التضخم وإجراءات معالجته من المرجح أن يتسببا في مزيد من الضرر للبلدان الفقيرة، وقال إن "التوقعات الخاصة بالدول الأضعف ما زالت تتراجع أكثر فأكثر".

إلى ذلك كشف مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، عن حجم الأرباح والخسائر التي حققها أثرياء العالم خلال العام 2021.

ووفقا للمؤشر، المختص بعمل ترتيب يومي لأغنى أغنياء العالم، فقد ربح أغنى عشرة مليارديرات في العالم 402 مليار دولار في عام 2021، مستفيدين من انتعاش أداء أسواق الأسهم.
 
وكان في صدارة أثرياء العالم الأكثر ربحا خلال العام 2021، إيلون ماسك، مؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، الذي ربح 118 مليار دولار خلال هذا العام، ليصل إجمالي ثروته إلى 274 مليار دولار.

وربح مارك زوكربيرغ مؤسس "فيسبوك" 24.9 مليار دولار، بعدما ارتفع إجمالي ثروته خلال هذا العام إلى 128 مليار دولار، فيما ربح جيف بيزوس مؤسس شركة التجارة الإلكترونية "أمازون" نحو 3.96 مليار دولار، ليبلغ إجمالي ثروته 194 مليار دولار.

من بين المليارديرات الآخرين، مؤسس مجموعة السلع الفاخرة "مويت هنسي لوي فيتون"، برنارد أرنو، الذي ربح نحو 62.7 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 177 مليار دولار، فيما ربح الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" بيل غيتس، 6.59 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 138 مليار دولار.

وتضم قائمة الأثرياء الرابحين المؤسسين المشاركين لشركة "ألفابت" لاري بيدج، الذي ربح 47 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 129 مليار دولار، فيما ربح سيرغي برين 44.8 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 125 مليار دولار.

وربح الرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" وارن بافيت، نحو 21.9 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 110 مليارات دولار، وربح مؤسس "أوراكل" لاري إليسون، نحو 28.4 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 108 مليارات دولار. وكذلك ربح رجل الأعمال الأمريكي ستيفن بالمر 40.3 مليار دولار، ليصل إجمالي ثروته إلى 121 مليار دولار.

 

اضافة اعلان كورونا

ضريبة على الأغنياء

 

وكانت صحيفة "الغارديان" نشرت في آب/ أغسطس الماضي تقريرا للصحفية أماندا هولباتش، قالت فيه؛ إن مجموعات عدة تنادي بالعدالة الاقتصادية، قالت إنه يمكن لكل شخص بالغ في العالم الحصول على لقاح كوفيد-19، إذا تم فرض ضريبة على أصحاب المليارات على أرباحهم التي تضاعفت خلال الجائحة بنسبة 99% لمرة واحدة، في تحليل تم نشره الخميس.


وهذه الضريبة التي تُدفع لمرة واحدة على أصحاب المليارات البالغ عددهم 2690 شخصا، يمكن أن تغطي أيضا 20,000 دولار نقدا، يتم دفعها لجميع العمال العاطلين، وفقا لتحليل منظمة "أوكسفام"، وتحالف مكافحة عدم المساواة، ومعهد دراسات السياسة والمليونيرات الوطنيين.
 
وقال التحليل؛ إنه بعد تلك الضريبة، سيظل لأصحاب المليارات 55 مليار دولار، أكثر مما كان لديهم قبل الجائحة.

وقال موريس بيرل، العضو المنتدب السابق لشركة بلاك روك، أكبر شركة إدارة أصول في العالم، في بيان؛ إن الدول لم تعد تتحمل "الزيادة الكبيرة في ثروة أصحاب المليارات العالمية، حيث فقد ملايين الأشخاص حياتهم ورزقهم".

وقال بيرل، الذي يترأس الآن مجموعة المليونيرات الوطنية، وهي مجموعة من الأثرياء الذين يدعمون فرض ضرائب أعلى على الأثرياء؛ إن الحكومات استخدمت ضرائب الثروة تاريخيا بعد الأزمات لمساعدة المجتمعات في إعادة البناء.

وخلال الحرب العالمية الأولى، رفعت أمريكا معدل الضريبة على الأشخاص ذوي الدخل الأعلى إلى 67%. وفي الحرب العالمية الثانية، حاول الرئيس فرانكلين روزفلت وضع حد أقصى للدخل الفردي عند 25 ألف دولار.

وفي كانون الأول/ ديسمبر من عام 2020، فرضت الأرجنتين ضريبة لمرة واحدة على الأشخاص الذين لديهم أكثر من 200 مليون بيزو أرجنتيني (2.5 مليون دولار)، وجمعت 223 مليار بيزو (2.4 مليار دولار) حتى أيار/ مايو.