ما زالت الصورة النمطية السلبية المأخوذة عن دولة الاحتلال في الرأي العام العالمي تثير مخاوف إسرائيل من توسع هذه الدائرة، خاصة بعد التقارير الحقوقية الأخيرة التي وصفتها بأنها نظام فصل عنصري يطبق الأبارتهايد ضد الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال.
بين حين وآخر يستدعي الاحتلال ماكنته الدبلوماسية والدعائية لمحاولة ترميم هذه الصورة، من خلال بعض الإعلانات والمقابلات والجهود، تنجح أحيانا وتخفق أحيانا أخرى، لكن المسار السائد أنها في تراجع حقيقي، لاسيما في ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة في المجتمعات الغربية، التي اتهمت إسرائيل بأنها سبب الإرهاب في العالم.
بن شابيرو الكاتب اليهودي المقيم في الولايات المتحدة، ذكر في مقابلة مع صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمتها "عربي21" أن "إسرائيل مطالبة بالتعامل مع اتساع الخطاب المعادي لها في وسائل الإعلام العالمية، ومحاولة تحدي وجودها كدولة يهودية، رغم وجود معجبين بها مثل نيويورك تايمز وسي إن إن، وإنشاء أنظمة كاملة من الاتصالات البديلة التي تتعاطف معها".
وأضاف أن "إسرائيل حين تنفق عشرات الملايين على صفحات نيويورك تايمز لمحاربة تقرير منظمة العفو الدولية الذي يصفها بدولة فصل عنصري، فإنها تذهب نحو استراتيجية خاطئة، لأنها لم تختر الجمهور المستهدف المطلوب؛ لأن الجمهور الأمريكي بالعادة يؤيدها، وليس لديه أي مصلحة بمعاداتها، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل أن يكون خطها الدعائي أكثر وضوحا؛ لأن كل نهجها الحالي في الدعاية خاطئ بشكل أساسي، كونها تواجه تشكيكا جديا بشرعية وجودها، ورغبة جلية بتدميرها".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي: تردي عمل "الخارجية" يؤثر سلبا على الأمن
ينضم شابيرو إلى عدد من الباحثين الإسرائيليين الذين انتقدوا الحملات الدعائية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، سواء باتجاه الجمهور العربي أو الأوروبي والعالمي؛ لأنها تركز على مسائل الطبيعة والبيئة مثل جمال الشواطئ، كما لو أن العالم يفتقر لهذه الشواطئ، ففي الولايات المتحدة وأوروبا وفي كل مكان آخر المئات من المدن الساحلية الرائعة الأخرى، ومن ثم فليست الشواطئ ما تنفرد بها إسرائيل".
ويطالب الباحثون الإسرائيليون أن تعتمد دولة الاحتلال في حملتها الدعائية مسألة تتجاوز الترويج السياحي لتحسين صورتها، والذهاب نحو تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة الأخطار التي تستهدفها، وإقامة تحالفات مع دول تهتم بالقدر نفسه بالمخاطر المحيطة بها، والعمل لتعزيز الارتقاء بالواقع الاقتصادي.
وتحذر عدد من المحافل الإعلامية الإسرائيلية من تكرار محتمل لأخطاء الماضي في السياسة الإعلامية والدعائية الإسرائيلية الموجهة للخارج، ومنها مثلا التوقف عن التعاون مع ما تصفه الخطاب الزائف لحل الدولتين، بزعم أن القضية الفلسطينية شكلت وسيلة لاستهداف إسرائيل على صعيد الخطاب الإعلامي العالمي، رغم أنها سعت من خلال اتفاقيات التطبيع الأخيرة لتجاوز هذه القصية والقفز عنها، ولكن دون جدوى؛ لأن أي حدث في الأراضي المحتلة كفيل باستعادة الحديث العالمي عنها، وبكل زخم.
تقديرات إسرائيلية متباينة إزاء تطبيع العلاقات مع تركيا
الاحتلال والهند يستعرضان فوائد علاقتهما الممتدة إلى 30 عاما
آيزنكوت: قتلنا مئات من "داعش" وحاولنا قتل سليماني