تظاهر آلاف السودانيين، الأحد، في شوارع العاصمة، للمطالبة بحكم مدني والإفراج عن المعتقلين، فيما قامت قوات الأمن بقمع المحتجين قرب القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بغزارة على المحتجين، وقامت باعتقال عدد منهم، ما يزال غير معروف، وأغلقت العديد من الطرقات بوجه المتظاهرين.
وخرج المتظاهرون بمنطقة الديم وسط العاصمة بدعوة من "لجان المقاومة" بالأحياء السكنية، حاملين الأعلام السودانية، وصور قتلى التظاهرات، ومتجهين نحو القصر الرئاسي، قبل أن تتصدى لهم قوات الشرطة.
وحاول المتظاهرون الوصول إلى البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي، مقر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش الفريق عبد الفتاح الرهان، لكن قوات الأمن أطلقت بكثافة قنابل صوتية وعبوات غاز مسيل للدموع، ما أصاب متظاهرين وتسبب بحدوث مواجهات ين الجانبين.
ورد المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة، وحدثت عمليات كر وفر بين الطرفين في شارع "القصر" والشوارع الفرعية، قبالة موقف "شروني" للمواصلات ومشفى الخرطوم التعليمي.
ونقل محتجون مصابين منهم على درجات نارية إلى المشافي لتلقي العلاج.
وسبق أن أعلنت "لجان المقاومة في السودان"، عن تحرك جديد اليوم الأحد، ما دفع السلطات إلى الاستنفار، والبدء في إغلاق شوارع رئيسية، وجسور.
وبعدما كان معلنا منذ مطلع شباط/ فبراير عن أربع فعاليات، من ضمنها فعالية يوم غد الاثنين، فقد قرر الحراك السوداني إقامة فعالية أخرى اليوم الأحد.
وعلى الفور، أغلقت السلطات طرقا رئيسة، أبرزها جسر النيل الأزرق الرابط بين الخرطوم ومدينة بحري.
وتداولت صفحات خاصة بنشر أخبار الحراك في السودان، أنباء عن قيام السلطات بحملة اعتقالات فجر الأحد، تزامنا مع دعوات لمظاهرات اليوم.
وبحسب "لجان المقاومة"، فإن المعتقلين على خلفية المظاهرات الماضية، قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام.
السلطة الانقلابية تغلق جسر النيل الأزرق الرابط بين الخرطوم وبحري، بعد اعلان #مليونية20فبراير #بلغ_إرتكاز pic.twitter.com/O1I9oxatVa
اقرأ أيضا: اعتقال قيادي بلجنة إزالة التمكين "المجمدة" في الخرطوم
البرهان يكرر تصريحاته
قبل يومين، أبدى البرهان، حرص الحكومة الانتقالية وعزمها على إكمال عملية التحول الديمقراطي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتسليم السلطة لحكومة منتخبة.
وتحدث البرهان لرئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال بالسودان "يونيتامس"، فولكر بيرتس، في القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، عن "حرص الحكومة على الحوار مع كل المكونات للوصول إلى رؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة الراهنة".
وقال: "الحكومة الانتقالية حريصة وعازمة على إكمال عملية التحول الديمقراطي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة".
لا تقدم
بعد نحو أربعة أشهر على الانقلاب، فإن السودان يشهد فتورا في المبادرات الأممية والدولية لإيجاد حل للأزمة.
وبرغم عدم انقطاع اللقاءات الأممية مع طرفي النزاع، فإن أي تقدم لم يسجل منذ الاستقالة الثانية لرئيس الحكومة عبد الله حمدوك مطلع كانون ثاني/ يناير الماضي.
وطلب حمدوك حينها من السودانيين الركون إلى الحوار، في طاولة مستديرة تجمع كافة الأطراف، والقوى السياسية، لرسم خارطة طريق والتوافق على ميثاق وطني، إلا أن ذلك لم يحدث.
ومنتصف شباط/ فبراير، زار وفد أمريكي برئاسة مبعوث الرئيس الأمريكي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد السودان، إلا أنه لم يحرز أي تقدم.
قمع مظاهرات حاشدة بالسودان.. والبرهان يعين وزيرا للدفاع
احتجاجات متواصلة بالسودان.. ومحاولة أممية جديدة لحل الأزمة
احتجاجات ليلية بالسودان.. ومطالبات بالقصاص لقتلى التظاهرات