الاحتلال يفكر بطريقة تمكنه من إدانة روسيا دون إغضاب بوتين

بعد دخول الروس إلى المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، تشير التقديرات إلى أن دولة الاحتلال ستصدر إدانة لخطوة هاجمها المجتمع الدولي بحدة، لكن وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي في تل أبيب تقومان بفحص مدى خطورتها، وسط إجراء مناقشات محمومة لفحص رد فعل دخول الجيش الروسي إلى إقليمي لوغانسك ودونيتسك.

وتتوقع التسريبات الإسرائيلية أن تصدر إسرائيل في النهاية بيانا حول الخطوة الروسية، كما أنه يجري بحث خطورة الإدانة في روسيا، وسط معضلة تعانيها تل أبيب مفادها أن الإعلان الإسرائيلي لا يجب أن يزعج الروس كثيرا، لكنه في نفس الوقت قد يضع إسرائيل في الجانب الصحيح من المواجهة الدائرة.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن "وزارة الخارجية أجلت إغلاق مقر السفارة الإسرائيلية من العاصمة الأوكرانية كييف، عقب خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودخول قواته إلى مناطق انفصالية، لكنها قامت بإجلاء الدبلوماسيين"، وعلى رأسهم سفير الاحتلال.

وأضاف: "الأوكرانيون لم يخفوا خيبة أملهم من القرار الإسرائيلي إخلاء عدد من دبلوماسييها من كييف بعد فترة من خروج الأمريكيين والبريطانيين والأستراليين واليابانيين ودول أخرى".

 

وأشار إلى أن "إسرائيل أطلعت روسيا على قرارها، وأبلغت الروس بالموقع الدقيق للمكاتب الجديدة، حيث إنه تم تعيين الموظفين الإسرائيليين في أوكرانيا بمكاتب مؤقتة مستأجرة، وسيقدمون المساعدة القنصلية للإسرائيليين الذين بقوا في البلاد".

ودفع تسارع التطورات المتلاحقة في الأزمة الأوكرانية الروسية، بمسؤولين في الحكومة الأوكرانية إلى الإعراب عن خيبة أملهم لأن إسرائيل لم تصدر بعد موقفا بإدانة روسيا.

 

وأبلغ فلاديسلاف رويتبرغ مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، الصحافة الإسرائيلية بأن "حكومته توقعت من شركائها إدانة هذه الأفعال العدوانية الروسية ضد دولة ذات سيادة، باعتباره انتهاكا للحقوق الدولية، لأن (الأزمة تحدث في) أوكرانيا اليوم، وغدًا يمكن لكل بلد أن يجد نفسه في وضع مماثل".

وفي الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية يائير لابيد أن أولوية الدولة الآن هي الحفاظ على حياة مبعوثي الوزارة وباقي الإسرائيليين في أوكرانيا، وكذلك الجالية اليهودية الكبيرة في البلاد، ونحن نواصل دعوتهم جميعهم إلى مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.

ولفت إلى أن الأجواء في كييف لا تزال مفتوحة للرحلات الجوية، وبالأمس فقط غادرت ثلاث رحلات جوية من العاصمة إلى إسرائيل، لكنها لم تكن ممتلئة، فلا يزال هناك 8 آلاف إسرائيلي لا يريدون حاليًا الإخلاء، فيما غادرها 4 آلاف.