على خلفية تصاعد هجمات المقاومة الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة في الآونة الأخيرة، تتحسب المحافل الإسرائيلية لأن يؤدي ذلك إلى نشوب موجة توتر أمني شامل قبل شهر رمضان.
وترصد المحافل الاستخبارية الإسرائيلية ما تقول إنها سلسلة العمليات الفلسطينية الأخيرة في شرق القدس، خاصة في منطقة باب العامود، لاسيما الهجمات بالطعن بالسكاكين ضد الجنود والمستوطنين، بالتزامن مع المناسبات الدينية، مثل ذكرى الإسراء والمعراج وقريبا إحياء شهر رمضان، ما يؤكد أن قوات الاحتلال لم تستخلص العبر اللازمة من أحداث وهبات شعبية سابقة مثل أيار/ مايو 2021، وتشرين الأول/ أكتوبر 2000.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقال بموقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21"، أن "تحليل الأحداث الميدانية في القدس يشير إلى أن المسجد الأقصى يشكل نقطة احتكاك دائمة بين الجانبين، ما يتطلب من الجيش والشرطة والأمن إيجاد الطريقة المناسبة لتحييد هذه النقاط، أو تفكيكها، بما فيها أحياء الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة، خاصة في أيام المناسبات الوطنية الفلسطينية القادمة حيث ذكرى النكبة ومجزرة دير ياسين، واستعدادًا لأعياد المسلمين واليهود المتزامنة، مع التركيز على شهر رمضان وعيد الفطر".
وأضاف أن "معدل تصاعد الأحداث في شرق القدس يشير إلى أنها في الطريق إلى الانفجار، والتأثير بدورها على ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر بين فلسطينيي48، ورغم ذلك فلا يقوم المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون بأي خطوات من شأنها منع صب المزيد من الزيت على نار التوتر القائم، والنتيجة أن ما حصل العام الماضي قد يتكرر، مع العلم أننا أمام صراع طويل مع الفلسطينيين، وقد يستمر فترة طويلة، وهم يتهمون بلدية الاحتلال في القدس بإساءة معاملتهم".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من تحول باب العامود لعنوان مواجهة جديدة
بجانب التوترات الأمنية ذات الطابع الأيديولوجي المستند إلى قضايا دينية تخص المسجد الأقصى، فإن المقدسيين في الوقت ذاته يشتكون من الممارسات العنصرية للجهات الرسمية الإسرائيلية ضدهم، ومنها أنشطة المفتشين الذين يسجلون محاضر مواقف السيارات، وصعوبة إلغاء محاضر وقوف السيارات غير المبررة، ومضاعفة الغرامة عليهم، واتباع سياسة تهدف لجعل الحياة صعبة عليهم، تمهيدا لطردهم من القدس في إطار "التطهير العرقي" الذي تمارسه إسرائيل.
في الوقت ذاته، توقفت الأوساط الأمنية الإسرائيلية عند حملة "الفجر الكبير" التي أطلقتها حركة حماس، وبدأت بتشجيع الدعوة إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجميع المقدسيين والضفة الغربية وفلسطينيي48، بالتدفق على المسجد الأقصى بشكل يومي، ومن الواضح أن اشتداد صلاة الفجر قبل دخول شهر رمضان من شأنه أن يتحول إلى حدث أسبوعي كل يوم جمعة في المسجد الأقصى، وأيضا في المساجد داخل الخط الأخضر، حيث بدأ الآلاف من فلسطينيي48 بالوصول المنظم من الجليل والمثلث لصلاة الفجر في المسجد الأقصى.
لا تخفي الأوساط الإسرائيلية أن الهدف من هذه الحملات التي تدعو إليها حرة حماس والحركة الإسلامية في الداخل المحتل هو تعزيز الوجود الفلسطيني في المسجد الأقصى من جهة، ومن جهة أخرى تحدي الحكومة الإسرائيلية التي تدعي السيادة عليه، ما جعل هذه القضية تتصدر القضايا السياسية التي تهم الشارع الفلسطيني، واعتبارها منصة للتحريض ضد الاحتلال، الذي يدرك جيدا أن التصعيد الأمني في المسجد الأقصى قد يشعل انتفاضة جديدة، في جميع مناطق الضفة الغربية والقدس وغزة.
الخلاصة الإسرائيلية أن الجمهور الفلسطيني ما زال يتذكر أحداث رمضان 2021، التي أدت إلى حرب غزة، ورأوا فيها انتصارا كبيرا على الاحتلال الإسرائيلي، وتعززت قوة حماس بينهم.. صحيح أن الحركة اليوم غير معنية بالتصعيد حاليا لاعتبارات مختلفة، لكنها لن تكون قادرة على الصمت طويلا إذا تطورت الأحداث الدينية في المسجد الأقصى والقدس قبل شهر رمضان، وسيتعين عليها الإصرار على تطبيق معادلة "غزة - القدس" التي وعدت بها الفلسطينيين العام الماضي.
قلق إسرائيلي من زيادة التوتر الأمني في القدس المحتلة
مشروع استيطاني جديد في القدس على أراض مملوكة للكنيسة
هكذا يسعى الاحتلال للسيطرة على باب العمود بالقدس خلال رمضان