صحافة إسرائيلية

استهجان إسرائيلي لحماسة الغرب حيال توقيع الاتفاق مع إيران

روسيا تشترط التوقيع على الاتفاق النووي بالإعلان أنه لن يتضمن منع التجارة بينها وبين إيران - جيتي

استهجن عالم نووي إسرائيلي الحماسة التي تظهرها الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها حيال الإسراع في التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن هذا الأمر لا يعمل في صالح "إسرائيل".

وذكر عالم الفيزياء، المسؤول السابق في مفاعل "ديمونا" ولجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية طوال 40 عاما، نوح شمير، في مقال بـ"هآرتس"، أن "معظم العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بعد غزوها أوكرانيا تعاقب موسكو، ولا تمس بصورة جوهرية بالدول الغربية التي فرضتها، باستثناء العقوبات على تصدير الغاز والنفط من روسيا، علما أن أوروبا تعتمد بشكل كبير على استيراد الغاز والنفط من روسيا، والولايات المتحدة تستورد منها 8 في المئة من إجمالي استهلاكها للنفط".

ولفت إلى أن "الحديث لا يدور عن سلع كمالية أو سلع يمكن استبدالها بسرعة عن طريق الاستيراد من مصدر آخر، لذلك فالعقوبات استثنت بشكل كبير الغاز والنفط الروسي، وبذلك مست بشكل غير قليل بفعاليتها.

 

وأوضح أن تصدير الطاقة يشكل عاملا مهما في الاقتصاد الروسي، وفي جهود إيجاد مصادر جديدة، فضغطت أمريكا وأوروبا على اتحاد الدول المنتجة للنفط من أجل زيادة الإنتاج، لكن رفض ذلك نبع من سببين؛ الأول، روسيا منتجة كبرى للنفط خارج الكتلة العربية، والسبب الثاني، زيادة الإنتاج ستخفف ارتفاع أسعار النفط، وستقلل الأرباح الكبيرة من تسويقه".

 

اقرأ أيضا: أمريكا: صفقة إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني ليست مؤكدة

وبيّن العالم أن "العقوبات المفروضة على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي تشمل عقوبات على تصديرها للنفط، ولأن الانسحاب والعقوبات من قبل الولايات المتحدة كانت أحادية الجانب، الصين لا تشعر بأنها ملزمة بها، ووقعت مع إيران على اتفاق بعيد المدى لشراء النفط منها، كما أن أوروبا لا تتعاون بشكل كامل مع العقوبات الأمريكية، لأنها لم تكن جزءا من عملية انسحابها من الاتفاق النووي، وهي تشارك بشكل جزئي؛ بسبب الخوف من فرض عقوبات أمريكية على من يخرق العقوبات ضد طهران".

وقال: "أنا لا أعرف ما هو مستوى مشاركة أوروبا في مقاطعة النفط الإيراني، لكن من الواضح أن أمريكا بما أنه لم تتم العودة إلى الاتفاق النووي، لن تشتري النفط من إيران، وهذا الوضع يشكل محفزا آخر لبلورة اتفاق مع إيران، وبالنسبة لإسرائيل، يجب فعل كل ما يمكن لإضعاف إيران اقتصاديا، من دون أو مع اتفاق نووي جديد".

وأضاف: "ولكن من ناحية الدول الغربية، فالصورة مختلفة كليا، فروسيا الآن هي العدو الذي يجب فعل أي شيء من أجل المس به، وإيران في المقابل، هي فقط متهمة بالسعي لتطوير قنبلة نووية".

وتابع: "بحسب رأي الغرب، الاتفاق سيمنعها من ذلك على الأقل على المدى القصير، وعند التوقيع على الاتفاق سيتم رفع القيود عن شراء النفط منها، وهذا حيوي جدا لتمكينها من فرض العقوبات على استيراد النفط من روسيا وشراء النفط الإيراني".

وفي هذا السياق، "روسيا تشترط التوقيع على الاتفاق النووي بالإعلان أنه لن يتضمن منع التجارة بينها وبين إيران، وهذا تصريح لا أهمية له، لأن إيران ليست من الدول التي تفرض عقوبات على روسيا، وهي تجنبت الانضمام إلى الإدانة في الأمم المتحدة لعدوان روسيا على أوكرانيا، ولا أحد يمكنه أن يفرض عليها المشاركة في العقوبات".

ورأى أنه "لا مصلحة لروسيا في تأخير التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران من أجل مواصلة تصدير النفط إلى أوروبا والولايات المتحدة دون منافسة من قبل النفط الإيراني، الذي توجد في هذه الأثناء عقوبات جزئية مفروضة على تصديره، وهناك اعتقاد بأن جزءا من سفر رئيس الحكومة نفتالي بينيت إلى موسكو كان بهدف تشجيع روسيا على تأخير التوقيع، حيث إن إسرائيل الرسمية تعارض التوقيع على الاتفاق".

وقدر العالم النووي، أنه "في حال تم التوقيع على الاتفاق، الباب سيفتح أمام تصدير النفط الإيراني لأوروبا والولايات المتحدة، الأمر الذي سيدخل أموالا طائلة لخزينة إيران، وهي نتيجة غير ناجحة من ناحية إسرائيل".

ورأى أن "النفط الإيراني، الذي تتوق الولايات المتحدة وأوروبا جدا للحصول عليه كبديل (جزئي على الأقل) لنفط روسيا، هو رافعة قوية للتوقيع على الاتفاق النووي الجديد"، معتبرا أن "هذا التوق يعمل في غير صالح إسرائيل، لأنهم في حماسهم الشديد للتوقيع على الاتفاق، أمريكا ودول الغرب لن تصعب على إيران أكثر من اللازم".